إيل جبل- إيلاجابالوس هو إمبراطور روماني من 218 إلى 2022 ميلادية. بعد أن فشل في الوفاء بالعديد من وعوده للجيش ، أصبح الإمبراطور الروماني ماكرينوس (217 - 218 م) غير شعبي بشكل متزايد ، ولن يستغرق الأمر سوى القليل من الكذب من والدة صبي الصغير لتغيير كل شيء. في 16 أيار\ مايو 218 م تسلل مراهق يبلغ من العمر أربعة عشر عاما إلى معسكر الفيلق غاليكا الثالثة في سوريا وأعلن نفسه الإمبراطوري الجديد. بعد ذلك بوقت قصير، مات ماكرينوس. على الرغم من أن الإمبراطور الجديد سيغير اسمه إلى ماركوس أوريليوس أنطونيوس ، إلا أن التاريخ سيعرفه باسم إيل جبل.
بداية حياته
ولد فاريوس أفيتوس باسيانوس (إيلاجابالوس) في حوالي عام 204 م (التاريخ الدقيق غير معروف) في إيميسا في سوريا لسيكستوس فاريوس ماركيلوس ، عضو مجلس الشيوخ السابق في عهد الإمبراطور كاراكلا ، وجوليا سُهيمة ، ابنة أخت زوجة سبتيميوس سيفيروس الثانية جوليا دومنا. في الوقت الذي تولى فيه اللقب والعرش ، كان إيل جبل رئيس الكهنة الوراثي في معبد الشمس لإله الشمس السوري إيل- الجبل. لاحقاً ، تفانيه الشديد في دينه سيساهم في وفاته.
ووفقا لمعظم المصادر، كان ماكرينوس مساهماً في اغتيال كاراكلا. ولأنه كان يخشى قربها من الكثيرين في الجيش الذين ظلوا موالين للإمبراطور المقتول، أمر ماكرينوس جوليا دومنا، والدة كاراكلا، بمغادرة أنطاكية. بعد وفاتها - كانت قد جوعت نفسها بدلا من مغادرة المدينة - أقسمت شقيقتها جوليا ميساء وابنتيها ، جوليا سهُيمة وجوليا مامايا ، على الانتقام. في 16 أيار\ مايو 218 م تم تهريب الشاب إيلاجابالوس إلى معسكر الفيلق الثالث من قبل القائد الروماني كومازون وأُعلن إمبراطورا. كانت ثروة والدته (وجدته) وتشابه الشاب الملحوظ مع كاراكلا كافيا لإقناع الجميع بأنه ليس ابن فاريوس ماركيلوس ولكنه الابن الغير الشرعي لكركلا ، أو هذا ما كانت والدته تأمل أن يصدقوه.
إيل جبل الإمبراطور
في 8 حزيران\ يونيو 218 ميلادية، هُزم ماكرينوس وقواته من قبل القائد الروماني غانيس في نواحي أنطاكية. فشل الإمبراطور في تجاوز كابدوكيا وعبور مضيق البوسبور والوصول إلى روما ستؤدي إلى مقتل ابنه (البالغ من العمر تسع سنوات). إن وفاة ماكرينوس والادعاء بأن إيلاجابالوس كان في الواقع ابن كاراكلا سيكون كافيا لمجلس الشيوخ الروماني لقبوله كإمبراطور جديد - أصغر من يجلس على العرش على الإطلاق. لم يأت الاعتراف الرسمي حتى وصوله إلى روما. ومع ذلك ، بدلا من المغادرة على الفور ، كان الإمبراطور الجديد ووالدته وجدته في فصل الشتاء في نيكوميديا قبل وصولهم إلى روما في خريف عام 219 م. لسوء حظ الرجل الذي هزم ماكرينوس ، لم يتمكن غانيس من رؤية ربيبه الشاب جالسا على العرش. وفقا لبعض الروايات ، لم يكن حاميا فحسب ، بل كان كشخصية الأب لإيلاجابالوس بينما يدعي آخرون أنه كان إما خصياً أو عشيقاً لجوليا سُهيمة. مهما كانت علاقته بالعائلة ، فإن قربه من الإمبراطور الشاب يعني أنه ظل يشكل تهديداً للأم والجدة المسيطرتين ، وأدى هذا التهديد إلى وفاته.
عند وصوله إلى روما وعلى الرغم من شبابه ، تم الاعتراف رسميا بإيلاجابالوس من قبل مجلس الشيوخ كإمبراطور - كانوا يأملون في الاستقرار الاقتصادي والسياسي بعد عهود كاراكالا وماكرينوس الفوضوية. ومع ذلك، فإن الجدل سرعان ما سيطل برأسه القبيح. شيء من شأنه أن لا يغضب مجلس الشيوخ فحسب ، بل سيصدم أيضا الكثير من السكان ، وخاصة المسيحيين واليهود. كرئيس كهنة ، وضع إيلاجابالوس خططا لاستبدال الديانة التقليدية القديمة في روما بديانة خاصة به - عبادة الإيل جبل. كان هذا الإله السوري سيحل محل الإله الأعلى للميثيلوجيا الرومانية جوبيتير- المشتري.
ولتعزيز نواياه، كان لدى إيلاجابالوس حجر كبير أسود مخروطي الشكل (ربما نيزك) أحضر من سوريا - وهو رمز عبادة لدينه - وتم تثبيته على تل بالاتين. وتم بناء معبد جديد ، إبلاجاباليوم ، لتكريم إيل جبل. في كتاب التاريخ الروماني كتب كاسيوس ديو ، الذي دعا الإمبراطور "أنطونيوس الكاذب" ،
لم تكن الجريمة في إدخاله إله أجنبياً إلى روما أو في تمجيده بطرق غريبة جدا، بل في وضعه حتى أمام جوبيتير نفسه وتسبب في أن يصوت لنفسه ككاهنه... علاوة على ذلك، شوهد كثيرا حتى في الأماكن العامة مرتديا اللباس البربري الذي يستخدمه الكهنة السوريون، وكان لهذا علاقة كبيرة مثل أي شيء بحصوله على لقب "الآشوري".
للمساعدة في تحسين علاقته مع شعب روما وإبعاد الانتباه عن الدين الجديد ، تم تشجيع إيلاجابالوس على الزواج من عائلة أرستقراطية رومانية. وسيكون لديه ثلاث زوجات: جوليا باولا ، آنيا فاوستينا ، وأكويليا سيفيرا - تسبب "الزواج" الأخير في مزيد من الجدل لأنها كانت عذارى الفيستال التي كانت من المحرمات عليهن الزواج منذ فترة طويلة. كتب كاسيوس ديو:
... طلّق باولا على أساس أن لديها بعض العيوب على جسدها ، وتعايش مع أكويليا سيفيرا وبالتالي انتهك القانون بشكل صارخ ، لأنها كرست للإلهة فيستا ، ومع ذلك فقد دنسها بشكل فاضح ... لقد فعلت ذلك [قال] لكي ينبثق مني أطفال أتقياء.
ومع ذلك ، من أجل منع المزيد من الجدل ، تم حل الزواج بسرعة. لسوء الحظ ، عموماً أظهر إيلاجابالوس القليل من الاهتمام بأي من زوجاته. ركضت أذواقه في اتجاه مختلف ، مفضلا شركة الرجال. كانت الشائعات منتشرة بأنه تجول في القصر الإمبراطوري وكذلك شوارع روما ليلا مرتديا زي امرأة. من المفترض أنه تزوج حتى من عبد ذكر يدعى هيروكليس.
عند وصول إيلاجابالوس إلى روما، تم إعدام العديد من الموالين للإمبراطور ماكرينوس. وفي حين ترك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ وحدهم، تم فصل ضباط إمبراطوريين آخرين رفيعي المستوى واستبدالهم ب "أتباع" غير مؤهلين من سوريا. بالطبع ، تم تجاهل الأنشطة اليومية للحكومة من قبل الحاكم الشاب وتركها للآخرين ، أي والدته وجدته. ومُنح كلاهما لقب أوغستا بل ومُنحا الإذن لحضور جلسات مجلس الشيوخ. تم تعيين كومازون ، الذي رافقهم إلى روما ، قائداً للحرس البريتوري- الإمبراطوري.
موته وتراجع شعبيته
لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أدركت عائلته ، وكذلك الآخرين في جميع أنحاء الإمبراطورية ، أن إيلاجابالوس كان غير مناسب تماماً لللقب الإمبراطوري ، حيث قضى وقتا أطول في الرقص حول مذبح المعبد وشراء أواني ذهبية والأطعمة الغريبة أكثر من الاهتمام بمسائل الإمبراطورية. حدثت انتفاضات داخل الجيش في جميع أنحاء المحافظات، وكانت هناك محاولة فاشلة لاستبداله على العرش. في صيف عام 221 م ، أقنعته عائلته بتسمية وريث. ابن خالته باسيانوس أليكسيانوس (ألكسندر سيفيروس المستقبلي) ، ابن جوليا مامايا ، وتولى لقب قيصر. بعد أن رأى ابن خالته منافساً جدياً ، بدأ إيلاجابالوس في التخطيط لإعدام أليكسيانوس وأصبحت العائلة منقسمة - وقفت جوليا سُهيمة خلف ابنها ، إيلاجابالوس ، بينما دعمت جوليا ميساء وجوليا مامايا أليكسيانوس.
في 11 آذار\ مارس 222 م أمر إيلاجابالوس بإعدام أليكسيانوس. ومع ذلك ، رفض الحرس الإمبراطوري التنفيذ ، ودعم أليكسيانوس بدلاً من ذلك ؛ ربما تم رشوتهم. وفي 13 آذار\ مارس، أثناء وجودهما في معسكر الحرس البريتوري، أُعدم إيلاجابالوس ومعهُ والدته وقطعت رؤوسهما وجرتا في شوارع روما وألقيتا في نهر التيبر. كان في الثامنة عشرة من عمره وكان على العرش لمدة أربع سنوات فقط. وأشار كتاب الهيستوريا أوغوستا إلى ما يلي:
... سقطوا على إيلاجابالوس نفسه وذبحوه في مرحاضٍ لجأ إليه. ثم تم جر جثته في الشوارع، وزاد الجنود من إهانتها بدفعها إلى المجاري. ولكن بما أن المجاري كانت صغيرة جدا بحيث لا تسمح بدخول الجثة ، فقد ألصقوا وزنا بها لمنعها من الطفو ، ثُم ألقوا بها ... في نهر التيبر.
عند سماع خبر وفاة إيلاجابالوس، أدان مجلس الشيوخ ذكراه وعين أليكيسانوس الإمبراطور الجديد، الذي سيخدم، بمساعدة والدته، حتى عام 235 ميلادية عندما يتم اغتياله هو أيضا.
