الشهيد

8 الأيام المتبقية

حملة جمع تكاليف الخادم 2024

ساعد مهمتنا في توفير تعليم التاريخ المجاني للعالم! يرجى التبرع والمساهمة في تغطية تكاليف الخادم الخاص بنا في عام 2024. بفضل دعمك، يتعرف ملايين الأشخاص على التاريخ مجانًا تمامًا كل شهر.
$12643 / $18000

تعريف

Rebecca Denova
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael
نُشر في 15 February 2022
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, الفرنسية
X
Martyrdom of Saints Cosmas and Damian (by Antonio Balestra, Public Domain)
استشهاد القديسين قزما ودميان
Antonio Balestra (Public Domain)

الشهيد هو الشخص الذي يموت طواعيًةً من أجل قضية دينية أو دنيوية. الكلمة مشتقة من كلمة "شاهد" باللغة اليونانية وترتبط بالشاهد في المحكمة الذي يشهد مع أو ضد الشخص وبالرغْم ما ينطوي عليه ذلك الفعل من مخاطر، عدّ من أعظم التضحيات التي يمكن أن يقدمها الشخص.

كان المجتمع هو المنوط به إعطاء لقب ومكانة الاستشهاد، حيث تُخلد ذكرى الشخص/الحدث في القصص والنصب التذكارية، وغالبًا ما يُوضع الاستشهاد في مقابل رؤية اجتماعية أو دينية سائدة للعالم أو لحكومة قمعية. يُستمد مفهوم الشهداء والاستشهاد في التقليد الغربي، من القصص اليونانية الرومانية عن الموت النبيل (عبادة الأبطال)، وثورة المكابيين اليهودية عام 167 ق.م، واضطهاد روما للمسيحيين.

المفاهيم الإغريقية الرومانية للموت النبيل

ابتكر الإغريق القدماء مفهوم عبادة الأبطال، وتأليه الأفراد بعد موتهم.

لم يكن الموت الطوعي، أي الانتحار، جريمة في العصور القديمة، لكن سبب الموت كان هو محل النقاش باعتباره فعلًا شريفًا وضروريًا. كانت الذاكرة الجمعية مفهومًا أساسيًا للحياة الآخرة؛ فبدون ذاكرة، لن يكن هناك وجود. كان نموذج الموت النبيل في المدارس الفلسفية هي قصة سقراط (469-399 ق.م)، كما رواها تلميذه أفلاطون، حيث قُدِّم سقراط للمحاكمة في أثينا بتهمة إفساد الشباب وحُكم عليه بالإعدام، وعلى الرغم من خطط أصدقائه لتهريبه، رفض سقراط الفِرَار من أثينا وتقبل مصيره، وأظهر شربه لسم الشوكران أنه هو المتحكم في مصيره وليس الحكومة اليونانية الأثينية.

ابتكر الإغريق القدماء مفهوم عبادة الأبطال، وتأليه الأفراد بعد موتهم، فبموجب إنجاز الفرد للأعمال العظيمة في الحياة يكافأ بأن يكون بين الآلهة بعد الموت في حقول جزيرة الخالدين "إليزيوم". كان الإله هرقل نموذجًا يُحتذى به، حيث كان الناس يحجّون إلى مواقع مقابر الأبطال المزعومة ويتوسلون إليهم للحصول على منافع لهم. تباطأت روما في استعارة هذه الفكرة، لكنها أصبحت طريقة شائعة لتكريم الجنرالات العظماء مثل شيبيون الأفريقي الذي هزم هانيبال في الحرب البونيقية الثانية (218-201 ق.م).

ثورة المكابيين

أسس السلوقيين إمبراطوريتهم في سوريا، بعد وفاة الإسكندر الأكبر (حكم 336-323 ق.م). اتخذ أنطيوخس الرابع إبيفانيوس (حكم من 175 إلى 164 ق.م) في عام 167 ق.م، خطوة غير مسبوقة في منع اليهود من ممارسة عاداتهم. ثار اليهود تحت حكم الحشونيين، وهزموا اليونانيين. تُعرف هذه القصة باسم ثورة المكابيين، وتُروى في أربعة أسفار متوزعة بين العهدين القديم والجديد. أسس سفر المكابيون الثاني نموذجًا للعديد من الابتكارات التي أصبحت جوهرية في اليهودية والمسيحية والإسلام. لدينا قصة حنة، الأم التي اضطرت لمشاهدة أبنائها السبعة يُعذَّبون ويُعدمون لرفضهم عبادة آلهة اليونان.

Martyrdom of the Seven Maccabee Brothers and Their Mother
استشهاد الأخوة المكابيين السبعة وأمهم
Dirck Vellert (Copyright)

أُدخل لأول مرة مصطلح "الشهيد" بصفته "شاهد" على سبب تفضيلهم الموت، فقبل أن يموت كل ابن، كان يلقي خطابًا، يدعي فيه أنه يموت من أجل خطايا الأمة. لا بد أن تكون الأمة قد أخطأت، وإلا لما ترك الله اليونانيين يضطهدونهم، لا بد أن يكون ذلك شكلاً من أشكال التأديب الإلهي. إن موتهم يُفهم على أنه أضحية لله وكفارة (تغطية أو إصلاح لانتهاك)، وتبرئة للأبرار. كانوا سعداء بالموت من أجل معتقداتهم، كما قالوا، لأنهم يعلمون أن إلههم سيقيمهم (“anastasis” في اليونانية، "القيامة" في اللغة الإنجليزية). هذا هو أصل المكافأة على الاستشهاد، حيث الجسد والروح معًا يُرفعان في الحال إلى حضرة الله في السماء.

عبادة الإمبراطورية واضطهاد المسيحيين

أقام أوغسطس وريث يوليوس قيصر بعد اغتياله عام 44 ق.م (حكم من 27 ق.م إلى 14م) ألعابًا جنائزية في روما، وشوهد مذنب بعد ذلك بفترة وجيزة، فادعي عامة الناس أن قيصر أصبح الآن بين الآلهة، فأذعن السناتو لذلك المطلب الشعبي وألهوا يوليوس المَيْت رسميًا، فتح ذلك الباب على مصراعيه لعبادته، فأُنشئت المعابد ورجال الدين ليوليوس المؤله الآن، ثم وسع أوغسطس الفكرة لتشمل عبادة روما (تجسيد روما)، التي تضمنت تكريم العائلة الإمبراطورية (التي يمكن أن تدعي الآن أن لها أسلافًا إلهية). أَلَهَ السناتو أغسطس عند موته أيضًا.

جدّد دوميتيان (حكم من 82م إلى 96م)، الابن الثاني لفسباسيان (حكم من 69 إلى 79 م)، في نهاية القرن الأول الميلادي، جميع السياسات القديمة التي عادًة ما كانت تتسبب في قتل الأباطرة، وسرعان ما نهب خزينة الإمبراطورية وخلال بحثه عن مصادر أخري للدخل تذكر الضريبة اليهودية التي أمر بها والده تعويضًا عن الثورة اليهودية الكبرى عام 66م، ولكن يبدو أن جباية هذه الضريبة اليهودية كانت مهملة في روما والمقاطعات.

استوعب المسيحيون قصة شهداء المكابيين؛ فكل من مات من أجل معتقداته كان يكافأ بأن يكون في حضرة الله على الفور.

صادف الحرس البريتوري خلال مداهمته لمساكن روما، مسيحيين ادعوا أنهم غير مدينين بضريبة لأنهم ليسوا يهودًا (أي أنهم لم يختتنوا). منح يوليوس قيصر الجماعات الإثنية اليهودية امتيازًا، فلم يلتزموا بعبادات الدولة في روما، ولكن هذه المجموعة الجديدة كانت محيرة (المسيحيين)، فهم يعبدون نفس الإله الذي كان يعبده اليهود، ويكرمون الكتب المقدسة اليهودية، لكنهم لم يكونوا جماعة إثنية يهودية. كان المسيحيون مثل اليهود، ممنوعين من عبادة الآلهة التقليدية للإمبراطورية الرومانية، بما في تلك العبادة الإمبراطورية، وهذا على الأرجح هو السبب الرئيس لبداية اضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية الرومانية.

كان رفض المشاركة في عبادات الإمبراطورية "إلحادًا" أو كفرًا بالآلهة، وبما أن الآلهة كانت مسؤولة عن ازدهار الإمبراطورية الرومانية، فإن الكفر وعدم المشاركة في عبادتها كانا المعادل القديم للخيانة، فالخيانة، دائمًا وفي كل مكان تؤدي إلى الإعدام. كان هذا سبب إعدام المسيحيين في الساحات مع لافتات تطالب "المسيحيون للأسود". استوعب المسيحيون قصة شهداء المكابيين؛ فكل من مات من أجل معتقداته كان يكافأ بأن يكون في حضرة الله على الفور. وُضع نموذج للمؤمنين في وقت مبكر من التقليد المسيحي للتصرف على غرار يسوع المسيح.

"وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا." (مرقس 8: 34-35).

A Christian Dirce
ديرسي المسيحية
Franciszek Stolot (CC BY-SA)

أضحت المسيحية ديانة قانونية، بعد اعتناق قسطنطين للمسيحية في عام 312م، مما يعني أنهم حصلوا على ترخيص من السناتو بالتجمع، وقلل من فرص الاستشهاد، وبدلًا من ذلك، أصبح الرهبان الجدد من الرجال والنساء في الحركة التي أصبحت الرهبنة (القرنين الثالث والرابع الميلاديين) شهداء أحياء، حيث انسحب الرهبان من المجتمع ليكرسوا أنفسهم للصلاة ونمط حياة نسكي في الصحراء، وضحوا بالحياة الطبيعية (الزواج والأولاد) في سبيل الله.

يحج المسيحيون الآن إلى أضرحة الشهداء المسيحيين الأوائل، مثل عبادة الأبطال في اليونان القديمة، يمكن للمرء أن يتوسل بالشهيد بصفته شفيع للحصول على منافع دنيوية، بناًء على أنهم الآن في السماء. نُسِجت قصص أسطورية عن تفاصيل محنهم وموتهم بصفتها قصصًا استشهادية، لمصلحة المؤمنين، أصبح ذلك فيها بعد يسمي عبادة القديسين في العصور الوسطى، وهو جانب مهم من جوانب الكنيسة في ذلك الوقت.

اليهودية

وضع الحاخامات الأوائل معايير لإزهاق حياة المرء. كان يجب الحفاظ على الحياة لأن الوصايا أُعطيت ليحيا بها الإنسان لا ليموت. كان يجب أن يعكس السلوك الخاص والعام على حد سواء مصطلح "קידוש השם" "تقديس اسم الله". كان مباحًا انتهاك الشعائر اليهودية اليومية للحفاظ على الحياة. كان هناك ثلاث استثناءات (عادة في زمن الاضطهاد):

  1. الإجبار على قتل شخص ما.
  2. سوء السلوك الجنسي.
  3. عبادة الأصنام (رسالة السنهدرين 74 أ).

الإسلام

استوعب الإسلام مفهوم الشهادة ذاته في اليهودية والمسيحية على يد النبي محمد (570م-632م). الشهيد مشتق من مصطلح "الشهادة"، ولكنه يرتبط أيضًا بالمفهوم الإسلامي للجهاد ("الكفاح"). يعلّم القرآن مستويين من الجهاد، أهمهما هو جهاد النفس، وهو الممارسة اليومية للمفاهيم والشعائر الإسلامية التي تركز على علاقة المرء بالله، أما الجهاد الثاني فهو الجهاد للدفاع عن العقيدة الإسلامية. تبنت الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تبيح استخدام العنف ضد الآخرين، بدعوى الدفاع عن عقيدتهم الجهاد الثاني

Battle of Karbala by Al-Musavi
معركة كربلاء لموسوي
Abbas Al-Musavi (CC BY)

يُدفن الشهداء المسلمون في الثياب التي ماتوا فيها، ويُنقلون على الفور إلى الجنة حيث يتم منحهم مكانًا خاصًا، ويمنح الإسلام أيضًا منزلة الشهيد لأولئك الذين يعانون في هذه الحياة، مثل ضحايا السرطان.

الاستشهاد الحديث

تشمل المفاهيم الحديثة للاستشهاد ما يُعرف بالشهداء العلمانيين، أو الأشخاص المستعدين للموت من أجل قضية اجتماعية أو سياسية، ومن الأمثلة هؤلاء الشهداء المعاصرين أبراهام لينكولن وديتريش بونهوفر وغاندي ومارتن لوثر كينغ، ثم أن جنازات الجنود تتم وفقًا لجنازات الشهداء، حيث أنهم ضحوا بحياتهم من أجل الله والوطن. لدى أديان العالم الأخرى مفهوم مماثل، حيث يُفهم ضحايا الاضطهاد الثقافي أو الحكومي على أنهم شهداء.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Mahmoud Ismael
مدرس تاريخ مهتم بترجمة المقالات والأبحاث التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Rebecca Denova
الدكتورة ريبيكا آي. دينوفا، محاضرة بداول كامل في جامعة بيتسبرغ حيث تدرس المسيحية المبكرة في قسم الدرسات الدينية. وأنهت مؤخرا كتابها: "ديانات اليونان وروما" لدرا نشر (وايلي بلاكويل).

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Denova, R. (2022, February 15). الشهيد [Martyr]. (M. Ismael, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-11533/

أسلوب شيكاغو

Denova, Rebecca. "الشهيد." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. آخر تعديل February 15, 2022. https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-11533/.

أسلوب إم إل إيه

Denova, Rebecca. "الشهيد." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 15 Feb 2022. الويب. 07 Sep 2024.