الأسرة الأولي الفرعونية

تعريف

Joshua J. Mark
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael
نُشر في 26 January 2016
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة
Tombstone of Djet (by Guillaume Blanchard, CC BY-SA)
شاهد قبر الملك جت
Guillaume Blanchard (CC BY-SA)

عمل ملوك الأسرة الأولى الفرعونية (حوالي 3150 - 2890 ق.م) على تحقيق غايات مشتركة: زيادة حجم التجارة، وتوسيع رقعة الدولة من خلال الحملات العسكرية، والمشاركة في المشاريع المعمارية (مثل الآثار والمقابر والمعابد)، وتأمين الحكم المركزي للبلاد، وكانت عاصمة حكمهم مدينة ثينيس بالقرب من أبيدوس وأيضاً منف، فوفقًا لتاريخ مانيتون، كان الملك "مينا" هو فاتحة تلك الأسرة، والذي عُرف مع الفرعون الذي كان يُعتقد أنه وريث عرشه، باسم نارمر، وحد نارمر الوجه القبلي والبحري تحت الحكم المركزي في البداية في ثينيس قبل أن يبني بعد ذلك قصرًا في منف وينقل مقر الحكومة إليها. كتبت المؤرخة مارغريت بونسون:

" تميزت الأسرة الأولى، التي بدأت في منف بعد ثينيس، بإنجازات ثقافية هامة، حيث دعم ملوكها حقهم بالعرش [بالمصاهرة] وبتأسيس أو تعزيز الأنماط السابقة من التقاليد الحكومية والدينية التي ستصبح جوانب فريدة من تراث مصر، وكانت أوراق البردي والكتابة والتقويم قيد الاستخدام، وعرفوا القياسات الخطية والرياضيات وعلم الفلك، ومارسوا التعداد السكاني، وتقدير الضرائب، وإعادة ترسيم الحدود بعد فيضان النيل السنوي، وتطوير أدوات فلكية جديدة، كل ذلك نقل مصر إلى آفاق جديدة." (77)

قد تكون الملكة "نيت حتب"، زوجة الملك نارمر، هي أول امرأة حاكمة في مصر بعد وفاته، وواصل الملوك الذين خلفوا الملك نارمر سياساته، وكان أعظم هؤلاء الملك "دن" (2990 ق.م) وهو أول ملك يصور مرتديًا التاج المزدوج، في إشارة إلى هيمنته على مصر كلها، فوالدته هي الملكة "مير نيث" التي ربما حكمت بصفتها وصية على العرش عندما كان صغيرا أو ربما حكمت مصر كما فعلت "نيت حتب" من قبل، شُنت حملات عسكرية ضد النوبة وليبيا وسيناء خلال الأسرة الأولى، مما أدى إلى زيادة الثروات وتوسع الأراضي المصرية وتم السيطرة على الأراضي الحدودية المهملة.

وفي ظل حكم الفراعنة، تحولت مصر من دولة زراعية إلى حد كبير إلى دولة متحضرة بشكل متزايد،

كان ملوك الأسرة الأولى، غالباً، حكامًا مؤثرين، عدا حقبة الملكين "عج إب" و"سمر خت" التي كانت مضطربة، وفي ظل حكم الفراعنة، تحولت مصر من دولة زراعية إلى حد كبير إلى دولة متحضرة بشكل متزايد، ويبدو أن المصريين كانوا حريصين، مع ذلك، على تجنب مساوئ التحضر التي ميزت مدن بلاد ما بين النهرين مثل الاكتظاظ السكاني والإسراف في استخدام موارد الأراضي والمياه.

تستند قائمة ملوك الأسرة الأولي التالية إلى تقسيم مانيتون، وبردية تورينو للملوك، والأدلة الأثرية الواردة في البحث العلمي "مصر القديمة: أسس الحضارة" بقلم "دوغلاس بروير"، وتعد تواريخ حكم الملوك تقريبية، فكل فرعون بنى على ما أقامه سلفه وعمل على الحفاظ على مبدأ ماعت (الانسجام) في الأرض، وبسبب رؤيتهم المشتركة ونقص السجلات المكتوبة، فمن الصعب تحديد تاريخ حكمهم بدقة، وجعلت الطريقة الجديدة ( القراءة الرمزية وليس الحرفية) للنقوش القديمة (مثل لوحة نارمر) التأريخ الدقيق لهؤلاء الملوك أكثر تعقيدًا، فبينما، في أوائل القرن العشرين، قُرأت قطعة مثل لوحة نارمر كتاريخ (حرفيا)، يتم تفسيرها الآن(رمزياً) على أنها تمثل القيم الثقافية لهذه الفترة، نعم هناك بالتأكيد بعض المنطق والمنهجية لهذا النهج الجديد، إلا أنه يجعل التاريخ الدقيق شبه مستحيل.

وحد الملك نارمر -المعروف أيضًا باسم مينا، 3150 ق.م- مصر العليا والسفلى وأقام الحكومة المركزية في ثينيس -التي ربما تكون مسقط رأسه على الرغم من أن له جزور أيضًا من مدينة نخِن- والتي انتقلت بعد ذلك إلى أبيدوس ثم منف، تزوج من الأميرة "نيت حتب" من نقادة لترسيخ حكمه والتحالف مع بيت نقادة الحاكم، وفي عصره تطورت الممارسات الدينية وبدأت مشاريع معمارية كبري، ومن المرجح أيضًا أن الملك نارمر قاد حملات عسكرية لإخماد التمردات في الوجه البحري ولتوسيع الأراضي المصرية في النوبة وكنعان، ويُحتمل أن بعد وفاته، اخضعت الملكة "نيت حتب" البلاد لحكمها، وإذا كان ذلك صحيحاً، فستكون أول امرأة حاكمة لمصر ومن بين الأوائل في التاريخ، الذين يرجع تاريخهم إلى عصور ما قبل التاريخ مثل الملكة الآشورية "شامو-رامات".

يرجح أن الملك "حور عحا" -3100-3050 ق.م، الاسم اليوناني: أثوتيس- ابن الملك نارمر والملكة "نيت حتب" (على الرغم من أنه يعتقد أنه مينا / نارمر نفسه)، فقد واصل سياسات والده في الحملات العسكرية علي النوبة ولكن يبدو أنه أهمل كنعان، وتشير الدلائل الأثرية من عصره إلى أنه كان مهتمًا في المقام الأول بالطقوس الدينية وابتكاره نوع المقبرة المعروف باسم المصطبة (العربية مصطبة) والتي كانت مقدمة لبناء للأهرامات الكاملة، ويرجع تاريخ جبانة منف إلى عهده.

يُعتقد أن الملك "جر" -3050 - 3000 ق.م؛ الاسم اليوناني: يونفيس-، ابن الملك "حور عحا"، الذي اهتم كثيراً ببناء القصور والتوسع العسكري، طالت فترة حكمه من خلال الحملات العسكرية في النوبة وكنعان واستخدم الموارد التي تحت يده في مشاريعه البنائية، وازدهرت التجارة والصناعة في عهده.

يُعتقد أن الملك "جت" -حوالي 3000 - 2990 ق.م؛ الاسم اليوناني: أوسافايس) - ابن الملك "جر"، لكن لا نعرف شيء عن حكمه، دُفن في أبيدوس، وخلفته زوجته الملكة "مير نيث".

كانت الملكة "مير نيث" (2990 ق.م) زوجة الملك "جيت" وأم خليفته الملك "دن"، ومن المؤكد أنها حكمت بصفتها وصية على عرش الملك الصغير "دن" لكنها ربما حكمت بمفردها وبسلطتها الكاملة، وعلى الرغم من أن مانيتون لم يذكرها في تاريخه لكن اللقى الأثرية التي عثر عليها في مقبرتها في أبيدوس تشير إلى أنها كانت ملكة مصر، ويبدو أن نفوذها استمر في عهد ابنها، لذا، فحتى لو لم تحكم بكامل سلطتها، فهي بالتأكيد مارست سلطة ملكية.

Den
الملك دن
Jaun R. Lazaro (CC BY)

كان الملك دن -2990 - 2940 ق.م، الاسم اليوناني: كينكينيس- ابن الملك "جت" والملكة "مير نيث"، وهو أول ملك يصور يرتدي التاج المزدوج، حكم مصر مدة 50 عامًا (على الرغم من أن جزءًا من حكمه كان تحت وصاية أمه الملكة "مير نيث")، قام بتوسيع حدود البلاد من خلال الحملات العسكرية في سيناء، بُنيت مجمعات المعابد والمقابر المتقنة في عهده وازدهرت التجارة، وظهرت عبادة أبيس (المعروفة أيضًا باسم حابي)، وهي الإله الوسيط بين البشر والآلهة، خلال فترة حكمه، ويعد الملك "دن" أعظم ملوك الأسرة الأولى.

يُرجح أن الملك "عج إب" -2940 - 2930 ق.م، الاسم اليوناني: ميبيدوس - ابن الملك "دين" أو على الأرجح صهره، تميز عهده بالثورات ولم يُعرف عنه سوى القليل.

اعتبر علماء الآثار لسنوات عديدة الملك "سمر خت" -2930 - 2920 ق.م؛ الاسم اليوناني: سيميم بسيس- مغتصبًا للعرش بناءً على محوه المزعوم لاسم الملك "عج إب" على العديد من القطع الأثرية، لكن ذلك الاعتقاد فقد مصداقيته مع اكتشاف حجر القاهرة (حجر باليرمو) الذي سجل فترة حكمه ومقبرته، يبدو أنه مر بأوقات عصيبة مثل "عج إب" خلال محاولاته السيطرة على مملكته.

كان الملك "قاع" (2920 - 2890 ق.م، الاسم اليوناني: بينيش) آخر ملوك الأسرة الأولى، ولا يُعرف عن عهده سوى القليل إلا أنه كان مزدهرًا واستمر حكمه بين 26 و34 عامًا، ويُعتقد أنه من أقارب الملك "سمر خت"، وربما ابنه، وإما أنه لم يكن لديه أطفال أو أن أبنائه تقاتلوا على العرش بعد وفاته، حيث اندلعت حرب من أجل وراثة عرشه بين أمير يُدعى "سني فيركا" وآخر اسمه "حورس با"، حسم أمير آخر يدعي "حتب سخم وي" الصراع والذي إما هزمهم أو صالحهم أو كليهما ويعتبر مؤسس الأسرة الثانية.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Mahmoud Ismael
مدرس تاريخ مهتم بترجمة المقالات والأبحاث التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Joshua J. Mark
كاتب مستقل وأستاذ سابق بدوام جزئي في الفلسفة في كلية ماريست، نيويورك، عاش جوشوا ج. مارك في اليونان وألمانيا وسافر إلى مصر. قام بتدريس التاريخ والكتابة والأدب والفلسفة على المستوى الجامعي.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Mark, J. J. (2016, January 26). الأسرة الأولي الفرعونية [First Dynasty of Egypt]. (M. Ismael, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-14325/

أسلوب شيكاغو

Mark, Joshua J.. "الأسرة الأولي الفرعونية." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. آخر تعديل January 26, 2016. https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-14325/.

أسلوب إم إل إيه

Mark, Joshua J.. "الأسرة الأولي الفرعونية." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 26 Jan 2016. الويب. 20 Nov 2024.