التيبيتاكا ( بالسنسكريتية: تريبيتاكا) هي أحدى النصوص الشرعية البوذية وتحتوي على ثلاث بيتاكا ( تري تعني ثلاث أما بيتاكا فهي تشير إلى سلات) و هذه السلات هي بينايا (Vinaya) أو قواعد الرهبان أولاً، سوتا (بالسنسكريتية سوترا) أو الخطابات الصحيحة ثانياً، وأخيراَ آبهيداما (بالسنسكريتية: آبهيدارما) أو العقيدة المجردة. تنتمي الدابامادا إلى مجموعة كوداكا نيكايا Khuddaka nikaya (مجموعة ثانوية)، و هي الأخيرة جزاءاً من سوتا بيتاكا. تعود تسمية الدامبادا إلى مزج كلمتي دارما و بادا. يمكن ترجمة كلمة دارما إلى الفضيلة الدينية و بادا إلى المقاطع أو الخطوات.
تعاليم بوذا
الدامبادا هي مجموعة 423 من الايات التي تلاها غوتاما بوذا بنفسهِ على طلابهِ. و هي موسوعة من التعاليم و القواعد، تُقسم إلى 26 فصلاً و كلٌ منهم بعنوانه الخاص كالتفكير، الأزهار، الكهولة، النفس، السعادة، المتعة، الغضب، العطس، براهمانا وآخرين.
برغم أنه يمكن أن يبدو للقارئ أن كل فصل مختلف عن الاخر، الا أن فكرة الرئيسية و التعاليم هي ما تشترك به جميع الفصول و التي تتوضح للقارئ عند قرائته للفصول.
تركز تعاليم بوذا على الطريق، الماغا (المارغا بالسنسكريتية)، أو المسار الذي يقودُ الشخص من حياة غارقة بالرغبات، السحر بالحياة، بالاحزان، الكراهية و دورة الولادة اللانهائية. " ذلك المعتدل في طعامهِ، الذي لم تغرهِ زينة الدنيا، الذي تحسسَ الفراغ و الحرية (نيرفانا) ، فمسارهِ صعب الفهم فهو حرٌ كالطائرِ في السماء" (نقطة 93 من الفصل السابع). توجد النيرافانا (موكشا عند الهندوس، وفانا عند الصوفيين) هنا و الان، و ليس في الآخرة.
وبما أن مصائب حياتنا سببها الآفيديا( الجهل)، فأن التعاليم البوذية تسعى لمحي الظلام و أن تقودنا نحو أقصى هرم الحكمة، ثابتين، وبلا أصل وغير ملوثين. يقولُ فيريلي Verily " كل من أجتاز هذا الطريق البائس، ومرَ خلال الحياةِ و عبثيتها، الذي مرَ عبر و وصل إلى الساحل الآخر فهو يستحقُ لقب البراهامانا، فهو حكيم، وصادق، و خالٍ من الشكوك، حُرٌ من التعلق، كما أنه قنوع". (نقطة 414، الفصل السادس و العشرين).
ولازالت الآيات ذات شعبية بين الناس، سواء كانوا أتباعاً للبوذا أو آخرين، فالايات تبينُ ماهو بديهي بلغة بسيطة، سهلة الفهم كما انها لجميع الناس " بغض النظر عن أصلهم أو ذكائهم" ( كووماراسوامي 1967، 249). ولتسهيل فهم التعاليم فأن بوذاغوسا أضافَ مثالاً مع كل آية أو نص قالهُ بوذا، و هذا في كتابهِ الضخم المعروف بأسم آتهاكاثا.
أن كلمة " براهمانا" في الفقرة السابقة عليها الا تتلابس مع برهمانا نظيرهِ في الاسم، فهي تشير الى الطبقة. هي كلمة أشتقاقية، بمعنى الشخص الذي أستوعبَ البراهما عليهِ أن يتذكرها ليفهم الكتاب بأكملهِ حتى الفصل الأخيرة. و النص إدناه سيكونُ موضحاً للمقصود " لا يغدو الشخص برهمانا بشعرهِ المضفور، ولا بعائلتهِ، ولا بولادتهِ بل أنهٌ يصبحُ برهمانا مباركاً، بصدقهِ و حقانيتهِ".
من الجدير بالذكر، فقط لأن معانِ النيرفانا أخلاقية فهذا لا يعني أنها مرادفة للحالة الأخلاقية، وأن فهم تحذيرات غوتاما بوذا في الدامبادا بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى سوء الفهم السابق. يذكرُ موجزاً نوع النعم الغير متناهية " أطلقُ لقبَ البراهمانا على كل من يفوقُ الخير والشر في هذا العالم، الحرُ من كليهما، الحرُ من الحزن، من الأثم ومن الدنس" ( نقطة 412، الفصل السادس و العشرين).
التراجم
تاريخ كتابة و تنسيق الكتاب باللغة البالية هو شيء مُختلف عليهِ، بكل الأحوال من الممكن أن الكتاب قد كُتب في الأول ميلادي، أكدَ بوذاغوسا ( باحث بوذي من القرن الخامس) بينما كان يكتب تعليقاتهِ على الدامبادا، بأن النص البالي كُتب ووحدَ في الأجتماع الأول بعد بارينيرفانا البوذا.
تُتعرف تعليقاته بأسم اثكاثا( آرهاكاثا بالسنسكريتية) و قد كتبها في أنورادابورا، سريلانكا. برغم ان تعاليم هذه المجموعة المقدسة من النصوص مستقلة من كل من الزمن و العقيدة، فأن تحديد تاريخ الكتاب قد يكون له أهمية اثرية.
ظهرت تراجم آسيوية للكتاب منذ بداية القرن الثالث، عندما ترجمه وي تشي لان و بعض الزاهدون البوذيين إلى الصينية بأسم شامانا ( شرامانا بالسنسكريتية) . وقد ظهرت العديد من النسخ الاخرى بلغات مختلفة في كل من جنوب وجنوب شرق آسيا، و التبت كذلك.
ترجمَ فاوسبول الكتاب إلى اللاتينية لأول مرة في عام 1855 فتلاها طبعات أخرى، كترجمة دي جي جورجلي، و ماكس مولير و آخرين. برغم صعوبة نقل جمال و عاطفة المقاطع في الترجمة، الا ان الترجمة ساعدت في توفر الكتاب في أوساط القراء الفضوليين و الباحثيين.
و أفضل ختام يكون بذكر كلمات بوذا لطالبهِ آناندا " كن مصباحاً لنفسكَ . كن ملجأ نفسكَ، أحرص على الا تلجأ للخارج، تمسك بالحقيقة كتمسكك بالمصباح، دع الحق يكون ملجأك، لا تبحث عن اللجوء إلى ما بجانبك". (Rhys Davids, Vol II, 108).