كان النظام الخطي أ نظام الكتابة المستخدم من قبل الحضارة المينوية. تم استرداد أمثلة هذه الكتابة من مواقع كريتية مثل آيا تريادا, وكنوسوس، وفايستوس. تم عثور أمثلة إضافية من النظام الخطي أ على خارج كريت بما في ذلك موقع ترياندا (إياليسوس) على الساحل الشمالي الغربي من رودس وميليتوس ،وهي شهادة على الروابط الثقافية مع المينويين. للأسف ، يبقى النظام الخطي أ غير مشفر.
أصل النظام الخطي أ
في نهاية القرن ١٩ نشر عالم الآثار الإنجليزي السير آرثر إيفانز ورقة بعنوان "رسوم صورية الكريتية والأبجدية ما قبل الفينيقية", استنادا إلى دراسة عدد من العلامات والنقوش القصيرة التي عثر عليها في جزيرة كريت وبراليونان الرئيسي . خلال الحفريات التي أجراها إيفانز في موقع كنوسوس في عام 1901 م، تم تحديد أرشيف من أقراص الطين ، على غرار العديد من أرشيفات أقراص الطين الموجودة في الشرق الأدنى. تكونت لألواح الطينية التي استردها إيفانز عددا من الكتابات، وكانت وكلها مختلفة عن الكتابات المعروفة حتى الآن.
أقدم هذه العلامات هو نظام الكتابة التصويري تم تطويره حوالي عام 2000 قبل الميلاد ومعروف اليوم باسم الهيروغليفية الكريتية. تم تحديد مجموعة أخرى من العلامات على أنها النظام الخطي أ، وتم تطويرها حوالي 1700 قبل الميلاد. في حين أن الهيروغليفية الكريتية لها مظهر رسم صوري, والنظام الخطي أ له مظهر خطي: يتم ترتيب معظم نقوش طينية موثقة النظام الخطي أ في حقول مربعة, عادة ما يتراوح طولها بين أربعة وتسعة خطوط. لم يتم فك رموز أي من هذه أنظمة الكتابة حتى الآن. وقد تكهن بأن يمثل كل من الهيروغليفية الكريتية والنظام الخطي أ نفس اللغة. يتراوح عدد العلامات النظام الخطي أ من 77 إلى 85 وفقا لعلماء مختلفين, مما يشير إلى أن كان هذا نظام كتابة مقطعية.
حاولت العديد من الدراسات تحديد لغة النظام الخطي أ، ولكن لم تسفر أي منها عن نتائج مقنعة. وقد يظن العديد من العلماء أن النظام الخطي أ يمثل اللغة ما قبل الهيلينية لا علاقة لها لليونانية. حسب بعض النظريات اٍن لغة النظام الخطي أ لا تنتمي إلى عائلة اللغات الهندو أوروبية. وقد تكهنت دراسات أخرى أن الخطي أ يرتبط بوحدة الثقافة الأوروبية القديمة اٍسمها فينكا .
ومجموعة أخرى من العلامات التي حددها إيفانز كان النظام الخطي ب . على الرغم من أن إيفانز لم يعرف ذلك, النظام الخطي ب هو تكيف النظام الخطي أ، وقد كان يستخدم لتمثيل شكل اللغة اليونانية القديمة. تم فك شفرة النظام الخطي ب في 1953 م بواسطة مايكل فينتريس، بعد أكثر من عقد من زمان موت السير آرثر إيفانز.
شكل المواد والاستخدام
على الرغم من أن الخطي أ لا يزال غير مشفر, حاول بعض العلماء فهم المعنى العام لبعض نصوص النظام الخطي أ بناء على المقارنة مع نصوص النظام الخطي ب. واستنادا إلى هذه الدراسات ، قيل إن النقوش الخطية أ تتعلق بالبيانات المحاسبية وغيرها من أشكال حفظ السجلات والاٍدارة. يتفق هذا الموقف مع حقيقة أن القصور المينوسية كانت لديها قدرة تخزين ملحوظة ويعتقد أنها كانت مراكزا لإعادة التوزيع.
تم العثور على بعض النقوش الخطية على طاولات الإراقة المرتبطة بالطقوس والعناصر الدينية (مثل الطين النذري أو التماثيل برونزية مع الإيماءات الطقسية, والذهب ومجوهرات, والفخار والأوعية الحجرية) وجدت في الملاذات الواقعة بالقرب من قمم الجبال التي يعود تاريخها إلى العصر المينوي, يشار إليها أحيانا باسم الملاذات الريفية أو ملاذات الذروة. هذا مثال محتمل على الاستخدام الطقسي أو الديني للنظام الخطي أ.
تم العثور على معظم الأمثلة الخطية أ على الألواح الطين. وقد تم تحديد أمثلة أخرى على شقوق الفخار, وختم الحجارة, وأختام حجر الأملس والمعلقات, وكتل البناء المنقوشة.
انخفاض النظام الخطي أ
حوالي عام 1450 قبل الميلاد ، تم تطوير النظام الخطي ب. النظام الخطي ب هو أقدم شكل مكتوب من اليونانية الذي نعرفه. نظرا لأن تشترك هذه الكتابة في العديد من العلامات مع النظام الخطي أ الأقدم، فقد تم استنتاج أن النظام الخطي ب جاء إلى حيز الوجود عندما قام الكتبة بتكييف النظام الخطي أ إلى لغة جديدة: اليونانية. وتدعم هذه الفكرة أيضا من حقيقة أن النظام الخطي ب غير مناسب لكتابة اليونانية.
كما كانت الحضارة الميسينية ترتفع في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد وكان المينويون يتراجعوا ، استبدل النظام الخطي ب النظام الخطي أ الأقدم. بواسطة c. 1450 قبل الميلاد ، تم تدمير معظم مواقع المينوية في جزيرة كريت وتم استبدال النظام الخطي أ في كنوسوس بالخطي ب. وأخيرا بواسطة c. 1400 قبل الميلاد ، تم التخلي عن النظام الخطي أ بالكامل وتم تسجيل كل الكتابة في اليونان وكريت باستخدام النظام الخطي ب.