بوابة عشتار

تعريف

Brittany Garcia
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Al-Hussain Al-Tahir
نُشر في 23 August 2013
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة
Ishtar Gate (Artist's Impression) (by Mohawk Games, Copyright)
بوابة عشتار (انطباع الفنان)
Mohawk Games (Copyright)

بنى الملك البابلي نبوخذنصّر الثاني بوابة عشتار في بابل (العراق) قرابة سنة 575 ق.م، فكانت بوابة المدينة الثامنة ومدخلها الرئيسي، وكان بناؤها جزءاً من خطة نبوخذنصر لتجميل عاصمة إمبراطوريته، وأيضاً أعاد بناء معبد مردوخ وأنشأ عجيبة الدنيا الشهيرة «الجنائن المعلقة»، في النصف الأول من القرن السادس ق.م.

إن روعة بوابة عشتار جعلتها تدخل في القائمة الأولى لعجائب الدنيا السبع في العالم القديم، لكن استُبدِلت بها لاحقًا منارة الإسكندرية إلا أن بعض المؤلفين (مثل أنتيباتر الصيدوني وكاليماخوس القوريني) كتبوا أن على قائمة العجائب يجب أن تضم بوابة عشتار وأسوار بابل على أي حال.

بوابة عشتار والآلهة

نُسِبت البوابة إلى الإلهة البابلية عشتار لأنها كانت مكرّسة لها، مع أن نبوخذنصر أظهر أيضًا ولاءه لباقي الآلهة البابلية بنقشه منحوتات لحيوانات مختلفة على البوابة، ومنها: الثيران الصغيرة (أو ما يُدعى: الأُرخُص) والأسود والتنانين (السيروش)، وهي رموز لآلهة العراق القديم؛ فالأسد يرمز لـ عشتار، إلهة الخصوبة والحب والحرب والجنس، والثور لـ أدد إله الطقس، والتنين لمردوخ إله بابل القومي وكبير الآلهة.

زُيّنت واجهة البوابة بالطابوق المزجج وصفوف متعاقبة من التنانين والثيران

المواد والبناء

واجهة بوابة عشتار مزينة بالطابوق (الآجر) المزجج وبصفوف متعاقبة من نقوش التنانين والثيران، وعُملت نقوش الحيوانات على هيئة آجر أصفر أو بني، بينما كان الطابوق المحيط بها أزرق اللون. ويُعتقد أن الآجر المطلي بالأزرق كان مصنوعًا من حجر اللازورد لكن ذلك ليس مؤكّدًا. كان ارتفاع البوابة أكثر من 11 مترًا ونصف، وكانت مزودة بملحق قائم في جهتها الجنوبية.

يمرّ عبر البوابة شارع الموكب، وهو طريق مرصوف بالطابوق يمتد لأكثر من نصف ميل (800 م) يطل عليه سور بارتفاع أكثر من 15.2 مترًا من كلتي الناحيتين، وكانت الأسوار مزينة بأكثر من 120 نحتًا تمثل الأسود والزهور والآجر الأصفر المصقول.

استُعمل شارع الموكب عند إقامة احتفال رأس السنة، إذ مرّ عبره موكب تماثيل الآلهة بينما بُلِّط طريقها بالأحجار الحمراء والصفراء (صفوف من الحجر الأحمر على الحافة الخارجية وصف من الحجر الأصفر في الوسط) وكان تحت كل حجر من هذه الأحجار نقش كتابة وهي صلاة (أو دعاء) قصير من الملك نبوخذنصر لسيد الآلهة مردوخ. فهذا هو الشارع الذي سار فيه الموكب نحو معبد مردوخ.

Model of the Ishtar Gate
نموذج لبوابة عشتار
Gryffindor (CC BY-SA)

لوح التكريس

حملت بوابة عشتار لوح تكريس كُتبت من وجهة نظر نبوخذنصر يشرح فيه الغاية من إقامة البوابة ببعض التفصيل:

نبوخذنصر، ملك بابل، الأمير الوفي الذي اختارته إرادة مردوخ، كبير الأمراء الفخيمين، حبيب نابو، المُتسشار الحكيم (اللبيب)، الذي تعلم اعتناق الحكمة، وأدرك وجودهما الإلهي وبجّل عظمتهما، الحاكم المُثابر، الذي يعتني دومًا -من كل قلبه- بطقوس الـ إيساكيلا و أيزيدا والذي يهتم دومًا برفاهية بابل وبورسيبا، الحكيم، المتواضع، راعي إيساكيلا وإيزيدا، الأبن البكرلـنبوبلاصر، ملك بابل.

بعد أن مُليء الطريق من بابل، أصبح مدخلا بوابتي إيمكور إنليل ونيميتي إنليل منخفضين أكثر عن مستوى الشارع، لذلك هدمتُ البوابتين وثبّتُّ أساسيهما عند مستوى المياه الجوفية بالطابوق والأسفلت وبنيتهما بالطابوق والحجر الأزرق الذي صوِّرت عليه الثيران والتنانين الرائعة.

غطيتُ سطحيهما طولياً بخشب الأرز العظيم وعلّقت بوابات من الأرز المزيّن بالبرونز على كل فتحات البوابة. ووضعتُ ثيران برية وتنانين ضارية في البوابات فزينتها بالأبهة الباذخة لكي يتطلع إليها الناس متعجبين.

جعلتُ معبد إيسِسكورسِسكور (الأعلى مقامًا بين بيوت الاحتفال بمردوخ، سيد الآلهة، مكان للفرح والاحتفال للآلهة الكبرى والصغرى) يُبنى راسخًا كجبل في تخوم بابل بالأسفلت والطابوق المحروق.

Aurochs from Ishtar gate
أرخُص (أورخس) من بوابة عشتار
A.K. (Copyright)

التنقيبات الأثرية وإعادة البناء

استُخرجت بوابة عشتار من بين الركام بين سنتي 1902 و1914 م، حيث عُثر على 13.7 مترًا من أساسات البوابة الأصلية حينها. واستُعملت المواد التي استخرجها (استكشفها) روبرت كولدوي في إعادة بناء بوابة عشتار وشارع الموكب، وفي سنة 1930 انتهت عملية إعادة البناء في متحف بيرغامون ببرلين (ألمانيا).

البوابة الموجودة اليوم في متحف بيرغامون ليست كاملة ولا هي بالحجم الأصلي بسبب ضيق مساحة المتحف، إذ كانت البوابة الأصلية مزدوجة لكن البيرغامون استعمل الجزء الأمامي الأصغر فقط، أما البوابة الخلفية الأكبر فما تزال في مخازن المتحف. وكان للبوابة -في الأصل- بابًا وسقفًا مصنوعين من خشب الأرز والبرونز، حيث لم يُعَد إنشائهما أيضاً. أُعيد تشكيل بوابة عشتار - لكن بحجم أصغر من الأصلي- في العراق تحت حكم صدام حسين لتكون مدخلًا لمتحف، لكن العملية لم تكتمل بسبب الحرب.

استلمت متاحف عدة حول العالم أجزاءً من بوابة عشتار، منها متحف إسطنبول للآثار ومعهد ديترويت للفن ومتحف أونتاريو الملكي واللوفر ومتحف ميونخ للفن المصري ومتحف المتروبولتان للفنون بنيويورك والمعهد الشرقي بشيكاغو، ومتاحف أخرى كثيرة.

قائمة المصادر والمراجع

نبذة عن المترجم

Al-Hussain Al-Tahir
كاتب: من بلاد الرافدين: مساهمة العراق في الحضارة العالمية. نشر عددًا من المقالات حول التاريخ القديم على موقع «الحوار المتمدن».

نبذة عن الكاتب

Brittany Garcia
بريتاني كاتبة حرة ومدرّسة للغتين اللاتينية الكلاسيكية والإغريقية القديمة. تدير مدونة شخصية وصفحة على الفيسبوك حول أخبار العالم القديم. وهي متطوعة في مشروع إيرس -وكالة ناسا- للترجمة اللاتينية في «لنجعل المريخ يتكلم اللاتينية».

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Garcia, B. (2013, August 23). بوابة عشتار [Ishtar Gate]. (A. Al-Tahir, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-272/

أسلوب شيكاغو

Garcia, Brittany. "بوابة عشتار." تمت ترجمته بواسطة Al-Hussain Al-Tahir. World History Encyclopedia. آخر تعديل August 23, 2013. https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-272/.

أسلوب إم إل إيه

Garcia, Brittany. "بوابة عشتار." تمت ترجمته بواسطة Al-Hussain Al-Tahir. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 23 Aug 2013. الويب. 20 Nov 2024.