الملهمات

تعريف

Mark Cartwright
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Hanan Alfrewan
نُشر في 14 December 2012
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة
Clio (by Mark Cartwright, CC BY-NC-SA)
كليو
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

المُلهمات التسع (Muses) في الأساطير اليونانية هنَّ آلهات للفنون المتنوعة كالموسيقا والرقص والشعر، يتمتعن بمهارات فنية رائعة ويمتلكن أيضاً جمالاً وحسناً وجاذبية عظمية. ساعدت مواهبهن في الغناء والرقص والابتهاج الآلهة والبشر على نسيان متاعبهم، وألهمت الموسيقيين والكتّاب للوصول لمستويات أعظم من الفنون والثقافة.

الملهمات بنات زيوس ونيموزين (الذاكرة) من الجبابرة، بعدما ناما سوياً تسع ليال متتالية. الملهمات التسع هنَّ:

  1. كاليوبي الأكثر أهمية تقليدياً (حسنة الصوت
    وتمثل الشعر الملحمي والخطاب)
  2. كليو (تمجد وتمثل التاريخ)
  3. إيراتو (جميلة وتمثل الغناء)
  4. إيتروبي (مبهجة وتمثل الشعر الغنائي)
  5. ميلبوميني (مغنية وتمثل التراجيديا)
  6. بوليمنيا (متعددة الترانيم وتمثل الترانيم للآلهة والأبطال)
  7. تيربسيكوري أو ستيسيكوري (مبهجة في الرقص)
  8. ثاليا (مفعمة بالحيوية وتمثل الكوميديا)
  9. أورانيا (سماوية وتمثل علم الفلك)

أشياء معينة أصبحت مرتبطة بالملهمات وساعدت في تحديد مواهبهن الخاصة، فكاليوبي غالباً ما تحمل لوحة كتابة ومرقم بينما كليو لديها لفافة وإيتروبي لديها آولوس مزدوج (آلة مزمار) وثاليا قناع مسرحي.

كان يُعتقد بأن الملهمات الكلاسيكيات يعشن على قمة جبل أوليمبوس حيث قدَّمن التسلية والترفيه لوالدهن والآلهة الأولمبية الأخرى مستعيناتٍ ببراعتهن الفنية الكبيرة ومعرفتهن الواسعة، بينما قام اعتقاد لاحق بوضعهن على قمة جبل هيليكون في بويوتيا حيث كان هناك دائرة اجتماعية كبيرة للآلهة، أو على قمة بارناسوس حيث شكّل الينبوع الكاستالي وجهة مفضلة للشعراء والفنانين. على قمة أوليمبوس كان أبولو ماوساجيتيس إلى حد ما قائد الفرقة الموسيقية للملهمات، رغم أن ارتباطه لم يكن محدوداً على الموسيقا حيث أنه قد اعتنى بالعديد من الأطفال مع مجموعته الموسيقية. كاليوبي، ملهمة الشعر الملحمي، كانت والدة أورفيوس عازف القيثارة الموهوب والذي يُقال أن والده كان أبولو نفسه.

الملهمات جالبات للاحتفال والسرور، ولكن عندما يأتي الأمر إلى تفوق مواهبهن الفنية لم يكن بالإمكان الاستخفاف بهن.

الملهمات جالبات للاحتفال والسرور، ولكن عندما يأتي الأمر إلى تفوق مواهبهن الفنية لم يكن بالإمكان الاستخفاف بهن. حاولت بنات بيرس التسع بحماقة أن يتنافسن موسيقياً مع الملهمات على قمة هيليكون فتحولن إلى طيور بسبب وقاحتهن. الموسيقي التراقي ثاميريس (ابن الحورية أغريوبي) هو شخص آخر تحدى الملهات في الموسيقا وبعد حلوله الحتمي في المرتبة الثانية بعد الآلهات عُوقب بالعمى وفقدان موهبته الموسيقية وصوته الغنائي، وقد شكلت هذه الأسطورة موضوعاً لمسرحية تراجيدية كتبها سوفوكليس. قامت الملهمات أيضاً بدور الحكّام في مسابقة موسيقية أخرى، هذه المرة بين أبولو على قيثارته والساتير مارسياس الذي كان يعزف على آلة المزمار التي قدمتها له أثينا. بطبيعة الحال فاز أبولو، أما مارسياس فقد تم سلخ جلده حيّاً بسبب ما سببه من متاعب.

ادعى هسيود في قصيدته "ثيوغونيا" بأنه تحدث مع الملهمات على قمة هيليكون حيث قدَّمن له غصن غار فاخر ونفخن إليه من صوتهن الآلهي ليصبح قادراً على إعلان مجد الآلهة وسلالتهم. وهكذا تحول الراعي البسيط إلى أحد أهم الشعراء في التاريخ. يذكر هسيود أيضاً أن الملهمات خُلقن للمساعدة على النسيان والراحة من المتاعب مشكِّلاتٍ ربما توازناً مع والدتهن التي جسَّدت الذاكرة.

Terpsichore
تريبسيكوري
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

في اليونان القديمة كان يُنظر بتقدير واحترام كبير إلى الموسيقا وبالتالي الملهمات، حيث كانت تُعزف في البيوت والمسارح وخلال الاحتفالات الدينية ولمرافقة الألعاب الرياضية وتقديم الإيقاع أثناء التدريبات العسكرية ومرافقة النشاطات الزراعية كالحصاد، وكانت تُعتبر عنصراً هاماً في تعليم الأطفال. على سبيل المثال اعتبر القائد العسكري والسياسي الأثيني الكبير ثيمستوكليس أن تعليمه غير مكتمل لأنه لم يكن يستطيع العزف على القيثارة. عبر العالم اليوناني القديم أُقيمت المهرجانات والمنافسات الموسيقية على شرف الملهمات، حتى أن مدارس فلسفية حملت اسماءهن (The Museia).

وفي الفن يتم تصوير الملهمات كنساء جميلات غالباً مع أجنحة، وتظهر الملهمات غالباً في تماثيل الفخار الحمراء والسوداء في القرنين الخامس والرابع ق.م خصوصاً في مشاهد مع أبولو عازفاً على قيثارته أو في تمثيلات لأساطير المارسياس وثاميريس. وُجدت العديد من التماثيل للملهمات في ديلوس التي كانت تُعد مركزاً اجتماعياً هاماً لأبولو. بالإضافة إلى ذلك كانت صناعة التماثيل للمرأة المثالية في الفن اليوناني قريبة جداً من تلك الخاصة بالملهمات. الموسيقا، وبالتالي الملهمات، ظهرت بشكل متكرر كموضوع على مزهريات الليكيثوي وهي مزهريات جنائزية أنيقة كانت توضع على القبور لتمنح الأحبة متعة الموسيقا في أثناء طريقهم إلى الحياة الأخرى. أحدى التمثيلات المشهورة للملهمات كمجموعة هي المنحوتات الرخامية الثلاث البارزة من قاعدة تمثال يعود تاريخه إلى 325-300 ق.م، موجود الآن في المتحف الأثري الوطني في أثينا.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Hanan Alfrewan
حنان مُترجمة مستقلة ومدرِّسة، مهتمة أيضاً بالتاريخ ولديها حب لا ينتهي للمعرفة.

نبذة عن الكاتب

Mark Cartwright
مارك كاتب وباحث ومؤرخ ومحرر. تشمل اهتماماته الخاصة الفنون والعمارة واكتشاف أفكار مشتركة بين الحضارات. وهو حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة السياسية ومدير النشر في WHE.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Cartwright, M. (2012, December 14). الملهمات [Muse]. (H. Alfrewan, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-787/

أسلوب شيكاغو

Cartwright, Mark. "الملهمات." تمت ترجمته بواسطة Hanan Alfrewan. World History Encyclopedia. آخر تعديل December 14, 2012. https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-787/.

أسلوب إم إل إيه

Cartwright, Mark. "الملهمات." تمت ترجمته بواسطة Hanan Alfrewan. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 14 Dec 2012. الويب. 21 Nov 2024.