كان الكسندروس الأول بالاس ملكاً سلوقياً من 152 قبل الميلاد إلى 145 قبل الميلاد. عندما أصبح الملك السلوقي ديمتريوس الأول سوتر (162-150 قبل الميلاد) غير محبوب أكثر فأكثر بسبب غطرسته وسُكره، كانت مهمة سهلة للغاية بالنسبة للممالك المتنافسة، مثل بيرجاموم أو مصر لإثارة ثورة ضده. نظراً لعدم وجود مناف ، تم العثور على شابين، صبي وفتاة يفترض أنهما أبناء أنطيوخوس الرابع أبيفانيوس، عم ديمتريوس. تم تقديم الصبي إلى مجلس الشيوخ الروماني باعتباره الوريث الشرعي للمملكة السلوقية. أعطى مجلس الشيوخ استشارة سينتورية التي تخول الوريث الجديد للمطالبة بمملكته (بوليبيوس، الثالث والثلاثون، 18 ، 6-14) - لكنه لم يفعل شيئاً أكثر من ذلك لتعزيز هذا الادعاء.
رسى الإسكندر في مدينة عكا البُطلمية على الساحل الفينيقي. وقد ساعده ودعمه أتالوس الثاني، ملك بيرجاموم، وأرياراثيس الرابع، ملك كابادوكيا. لكن أقوى مساعدة جاءته من ملك مصر، بطليموس السادس فيلوميتور. لم يقدم الدعم العسكري فحسب، بل قدم أيضاً يد ابنته كليوباترا ثيا. بذل الإسكندر قصارى جهده لكسب دعم المتمردين اليهود والسير إلى أنطاكية. يبدو أن المعركة الأخيرة بينه وبين ديمتريوس الأول وقعت حوالي حزيران\ يونيو أو تموز\ يوليو 150 قبل الميلاد ، وفقاً للوح المسماري.
بعد أن أصبح حاكم سوريا (بالنسبة لبعض المؤلفين المعاصرين، ستكون هذه هي اللحظة التي شارك فيها بطليموس السادس بشكل كامل في دعمه وتم الاحتفال بالزفاف الملكي)، استمر الإسكندر في عيش حياة سهلة، مليئة بالمتعة، وربما أهمل واجباته الملكية. يمكن وضع تاريخ فقدان بلاد ما بين النهرين لصالح أرساكيديز ملك بارثيا ، بين 155 قبل الميلاد و 140 قبل الميلاد (إنها قضية مثيرة للجدل للغاية بالنسبة للمؤرخين الحديثين). ومع ذلك، فمن شبه المؤكد أن ميديا فُقدت حوالي عام 148 قبل الميلاد، وأن ملك العيلاميين كامناسكيري ، استولى على سوسا حوالي عام 147 قبل الميلاد.
في عام 147 قبل الميلاد، نزل ديمتريوس الثاني (الذي سيصبح قريباً نيكاتور، أي المنصور)، وهو ابن ديمتريوس الأول، في كيليكيا للمطالبة بعرشه. هرع والد زوجته لمساعدة الإسكندر، ولكن لسبب غير معروف، حاول الأخير اغتياله في مدينة بطليموس. لقد غير بطليموس السادس ببساطة موقفه، في حين ثارت أنطاكية على نهر العاصي، العاصمة، وقدمت التاج إلى بطليموس، الذي كان حكيماً بما فيه الكفاية لرفضه، لكنه أقنع المواطنين بدعم ديمتريوس الثاني.
دارت المعركة الأخيرة في سوريا، على نهر أوينوباراس- نهر عفرين. هُزم الإسكندر وهرب - لكن بطليموس أصيب بجروح خطيرة وتوفي بعد فترة وجيزة. كانت النهاية قريبة أيضاً بالنسبة للملك السابق - فقد لجأ إلى شيخٍ عربي، لكنه اغتيل.
من غير المؤكد ما إذا كان ألكسندر الأول بالاس حقا "الابن المفقود والمعثور عليه" لأنطيوخوس الرابع. سواء كان سلوقياً أم لا، فهو شخصية نموذجية للقرن الأخير من تاريخ الإمبراطورية السلوقية. كان بالاس مُغتصباً للحُكم، مدعوماً من قوى أجنبية، وحصل على مملكته كمغامر. خسر عرشه لصالح مُدّعي ملكي آخر (مما أعطى المتمردين اليهود الفرصة لبيع دعمهم لاثنين من الملوك السلوقيين المتنافسين، وبالتالي الحصول على بعض الامتيازات الجديدة وتأكيد بعض الامتيازات القديمة). وفقاً لبعض القصص الغامضة المحفوظة عند النحوي المصري أثينايوس، ربما لم يكن مهذباً جداً (على عكس الملوك السلوقيين الآخرين)، لكنه كان يحب الرياضة، وكان (كما يقال) شاباً وسيما.
كان اسمه الملكي الكامل هو ألكسندر ثيوباتور يورجيتس (بمعنى "من يأتي من أب إلهي، المُحسن") ، وربما كان بالاس (الذي لم يظهر أبداً على العملات الرسمية للمملكة) هو اسمه الأصلي، وفقاً لجستنوس، الخامس والثلاثون، 1 ، 6-7.
