عشر حقائق مهمة عن عيلام

مقال

Joshua J. Mark
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Al-Hussain Al-Tahir
نُشر في 27 August 2020
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة

تقع عيلام القديمة في محافظتي عيلام وخوزستان الإيرانيتين حاليًا، وقد كانت إحدى أكثر حضارات العالم القديم إثارة للإعجاب. لم تكن عيلام يومًا دولةً أو مملكة متماسكة تسكنها قومية واحدة بل لطالما كانت عصبة من قبائل مختلفة تحكمها مدن كالسوس (سوسة) وأنشان وشيماشكي في أوقات مختلفة حتى تجمعت -إبان العصر العيلامي الوسيط- فترة قصيرة في إمبراطورية واحدة.

اسم «عيلام» أجنبي عنها؛ إذ أطلق على تلك المنطقة هذه التسمية العراقيون القدماء؛ سومريين وأكديين، ربما تحريفًا للتسمية التي أطلقها العيلاميون على أنفسهم وهي «هَلتامي» أو«هَلتامتي» بمعنى «سكان البلاد المرتفعة»، ولذلك تُترجم عيلام لتعطي معنى: الأرض المرتفعة أو البلاد المرتفعة؛ فقد تكونت من مستوطنات قامت على الهضبة الإيرانية الممتدة من السهول الجنوبية حتى جبال زاكروس. یدعي الكتاب المقدس (التكوين 22:10) أن عيلام سُميت على اسم عيلام بن سام بن نوح، لكن لا يجد هذا الادعاء أي سند خارج الكتاب المقدس نفسه.

Proto-Elamite Figure with Ibex Horns
تمثال عيلامي من الحقبة الأولى بقرون وعل
Metropolitan Museum of Art (Copyright)

كان العيلاميون -على الأغلب- سكان المنطقة الأصليين الذين بدأت حضارتهم بالظهور في وقت مقارب لحقبة أوروك العراقية (نحو 5000-4100 ق.م). بنوا إحدى أقدم المدن في العالم: مدينة السوس وأخذوا بالكتابة بحلول 3200 ق.م (مع نهاية حقبة ما قبل الأسرات المصرية نحو 6000-3150 ق.م) قبل قرون من بناء أهرامات الجيزة بمصر القديمة.

يقسّم الباحثون المعاصرون تاريخَ العيلاميين إلى حقب أربع:

  • الحقبة العيلامية الأولى (نحو 3200-2700 ق.م)
  • الحقبة العيلامية القديمة (نحو 2700-1600 ق.م)
  • الحقبة العيلامية الوسطى (نحو 1500-1100 ق.م)
  • الحقبة العيلامية الحديثة (نحو 1100-539 ق.م)

تتتبع هذه الحقب الزمنية تطور الحضارة العيلامية منذ بداية وجودها مرورًا بتقدمها حتى اضمحلالها واستيعابها في غيرها، لكن كثيرًا ما يضيع هذا التقسيم إلى حقب مساهمات العيلاميين المهمة في ثقافة الشرق الأدنى وباقي أنحاء العالم، إذ كانت عيلام مشاركًا رئيسيًا في أحداث الشرق الأدنى في الفترة 3200-539 ق.م؛ فتحاربت مع سومر واحتلتها الإمبراطورية الأكدية وتحالفت مع حمورابي البابلي قبل أن يغدر بها، وقد أسست إمبراطوريتها الخاصة وساعدت في سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة، تلك الإمبراطورية العظيمة، ثم أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية نحو 539 ق.م لكن ذلك لم يوقف الثقافة العيلامية من الاستمرار في التأثير في غيرها.

لم تُفك رموز الكتابة العيلامية الخطية التي استعملت في توثيق تاريخ عيلام إبان الفترة 3200-2700 ق.م.

كان حرفيو الحقبة العيلامية الأولى استثنائيين في ذاك الزمان المبكر وكان مبدأ مساواة المرأة بالرجل مطبقًا وساد التسامح بين مختلف المعتقدات الدينية وكذلك احتُرمت ثقافات الحضارات الأخرى حتى حين كان العيلاميون في حالة حرب مع تلك الحضارات.

فيما يلي عشر حقائق مهمة تخص العيلاميين القدماء الذين تركوا بصمتهم في التاريخ بإسهاماتهم في الثقافة الفارسية رغم اختفائهم كليًا من السجلات التاريخية بسقوط آخر دولهم القومية (أطلق عليها الإغريق تسمية إيلاميس، أي عيلام) أمام الإمبراطورية الساسانية سنة 224 م.

لم تُفك رموز خطهم بعد

لم تُفك رموز الكتابة العيلامية الخطية بعد، تلك الكتابة التي وثّقت تاريخهم في الفترة 3200-2700 ق.م، ولا يُعرف للغتهم أقرباء من لغات أخرى؛ لذلك تُعد اللغة العيلامية لغة معزولة، وما يزال الباحثون ينتظرون قطعة أثرية كحجر رشيد تساعدهم في ترجمة النصوص العيلامية. حين أصبح اتصال عيلام بسومر -ثم أكد- وثيقًا، تبنى العيلاميون الكتابة المسمارية لتدوين سجلاتهم ورسائلهم واستمروا باستعمال المسمارية في تدوين لغتهم العيلامية من نحو 2700 ق.م حتى سقوط آخر دولهم نحو 224 م. استخدمت الإمبراطورية الأخمينية (نحو 550-330 ق.م) الخط المسماري العيلامي؛ فنقش داريوس الأول (داريوس الكبير الذي حكم في الفترة 522-486 ق.م) نقش بيستون الشهير (بهيستون، بهستون) باستعمال لغات ثلاث إحداهن العيلامية، لكن لا سبيل لنا إلى معرفة أحداث الحقبة العيلامية الأولى حتى يفك أحدهم رموز الكتابة العيلامية الخطية المبكرة.

Proto-Elamite Tablets
ألواح من الحقبة العيلامية الأولى
Osama Shukir Muhammed Amin (Copyright)

أول حرب في التاريخ المدون

من أمثلة ما خسرناه بسبب جهلنا برموز الخط العيلامي العلاقة بين عيلام وسومر في تلك الحقبة المبكرة، وتفاصيل الأحداث التي قادت إلى أول حرب مسجلة في التاريخ. حوالي 2700 ق.م أطلق ملك دويلة كيش السومرية «إينميباراكيسي» (إين مي باراكي سي) حملة عسكرية ضد عيلام فحقق انتصارًا ساحقًا وحمل الغنائم عائدًا إلى سومر. هذا ما نقلته لنا قائمة الملوك السومرية التي تعذبنا بما عرف عنها من عرضها المقتضب للمعلومات؛ نحن الذين ليس لدينا مصدر آخر وضح لنا هذا الحدث بمزيد من التفصيل. أما العيلاميون فمن المفهوم أنهم -باعتبارهم الخاسرين في هذه الحرب- لم يشعروا برغبة في ذكرها أو تسجيل وقائعها بالمقاطع المسمارية لاحقًا.

إنتاج فني فريد

يكاد الإنتاج الفني العيلامي المبكر يفتقد إلى كتابة مترافقة معه قد تلقي ببعض الضوء على أصول هذا الفن المبتكر كليًا، فالخزفيات والمجوهرات والنقوش والمشغولات المعدنية التي تعود إلى الحقبة العيلامية الأولى لا تشبه أيًا من تلك التي تعود إلى الحضارات الأخرى في المنطقة أو العالم في ذلك الوقت. لاحظ الباحثون كيف فضّلت الحضارات الأخرى، كالسومرية والأكدية والمصرية القديمة، تمثيل البشر أو الحيوانات الشبيهة بالبشر (مثل تركيب المصريين لرأس قطة على جسم امرأة تمثيلًا للإلهة باستت) في الفن في ذلك الزمان، بينما ركّز العيلاميون على الحيوانات في فنهم؛ إذ نعثر على نقوشٍ للحيوانات -خصوصًا الكلاب- في السوس (سوسة) بدلًا من البشر، وربما استعملت هذه الحيوانات بديلًا عن البشر لحكاية قصة أو أسطورة. من أشهر القطع الفنية التي وصلتنا من تلك الحقبة قطعةٌ تمثل ثورًا راكعًا يحمل إناءً (وهي تُعرف اليوم بهذا الاسم) صُنعت نحو 3100-2900 ق.م، وهي قطعة من الفضة منحوتة بعناية تصور ثورًا يركع مرتديًا لباسًا مزينًا ويحمل بين حافريه الأماميين ما يبدو أنه كأس يُستخدم للشرب. بعد أن اتصلت عيلام بسومر اتصالًا وثيقًا أخذ فنّها يعكس هذه العلاقة الجديدة ففقد أصالته رغم أنه احتفظ ببراعة صنعته.

Kneeling Bull Holding Vessel
ثور راكع يحمل إناءً
Metropolitan Museum of Art (Copyright)

السوس: المدينة القديمة

أسس العيلاميون إحدى أقدم المدن في العالم، مدينة السوس التي يرجع تاريخها إلى نحو 4200 ق.م، ويؤكد الدليل الآثاري استيطان الناس المستمر لذلك الموقع منذ نحو 7000 ق.م حتى 4395 ق.م قبل أن يبنوا المدينة. كانت السوس مركزًا تجاريًا مهمًا ازدهر إبان الحقبة العيلامية الوسطى فاهتم به ملكان من أعظم الملوك في تاريخ عيلام، هما أونتاش نابيريشا (حكم نحو 1275-1240 ق.م) وشوتروك ناخكونتي (حكم 1184-1155 ق.م) الذي جعل السوس عاصمة دولته. عُرفت المدينة بتطورها المدهش في الزراعة وصناعة الفخار وصناعة التعدين والنسيج، وصارت إحدى عواصم الإمبراطورية الأخمينية وظلت مركزًا مهمًا للتجارة والصناعة والفنون حتى دمرها الغزو المغولي سنة 1218 م.

ديانة تعددية

تكون مجمع الآلهة العيلامية من 200 إله يترأسهم أعظمهم: الإله نابيريشا.

كانت الديانة العيلامية تعددية، وكأديان الحضارات القديمة الأخرى ركزت الديانة العيلامية على الآلهة التي تمثل القوى الكونية والاهتمامات المحلية والظواهر الطبيعية. ومع أننا لا نعرف تفاصيل الطقوس والاحتفالات الدينية إلا أننا نعرف أن المواضع المقدسة قامت على الجبال والتلال العالية وفي البساتين المقدسة وكان محورها -حسب النقوش التي وجدت في السوس أساسًا- خلود الروح والحياة الآخرة. أقدم القطع الفنية الدينية التي عُثر عليها تشير إلى عبادة الإلهة الأم التي ربما أصبحت لاحقًا الإلهة كيريريشا أم الآلهة ورفيقة\زوجة الإلهان إنشوشيناك وهومبان (خومبان)؛ وهما راعيا (حاميا) مدينتي السوس وأنشان، على التوالي. وتكون مجمع الآلهة العيلامية -عمومًا- من 200 إله على رأسهم الإله الأكبر نابيريشا؛ إله الأرض والشعب، الذي عُبد -بدرجات مختلفة- في أنحاء مختلفة من عيلام كما يبدو. ضم العيلاميون إلى مجمع آلهتهم آلهةً عراقية قديمة -من سومر خصوصًا- فعبدوا إيا (إنكي) وننخورساج وشمش إلى جانب آلهة أخرى.

التسامح الديني

عُبدت جميع هذه الآلهة في أنحاء عيلام الشاسعة التي ضمت -في معظم الوقت- جنوبي إيران وجزءًا من العراق، ولا يوجد دليل يشير إلى فرض بيتٍ حاكمٍ عبادةَ أي إله على الشعب، لم يحصل ذلك حتى إبان الحقبة العيلامية الوسطى حين سار الحكام العيلاميون على سياسة فرض «العيلامية» على الشعب وتشجيع ثقافة وديانة معياريتين؛ فلا يوجد أي تسجيل لنزاع ديني أو اضطهاد أو فتنة اجتماعية سببها اختلاف أنماط العبادة أو تركيز على عبادة إله واحد. يتجسد هذا النوع من التسامح كاملًا في أكبر مشروع عمراني عيلامي ما يزال موجودًا حتى اليوم؛ أي مجمع المعابد في دور أونتاش.

دور أونتاش: المعبد العظيم

كان أونتاش نابيريشا الكبير (سلالة إيغيهالكيد نحو 1400-1200 ق.م- الحقبة العيلامية الوسطى) من أشهر ملوك العيلاميين، وهو الذي بنى زقورة ومجمع معابد دور أونتاش (التي تُعرف أيضًا باسم تشوغا زنبيل). معنى الاسم دور أونتاش هو «حصن أونتاش» أو «مدينة أونتاش» أو «بلدة أونتاش» وهي تسمية آشورية، أما الاسم الحديث تشوغا زنبيل (چُغا زنبيل) فيعني «تل السلّة» إذ يبدو منظر المبنى مثل سلة مقلوبة. ظُن أن مجمع المعابد هذا كان صرحًا مكرسًا لإله السوس الراعي «إنشوشيناك» وقد قامت هناك زقورة حين تقوضت ظهر أن البناية مجمع معابد مكرسة لكل الآلهة رحبت بعبّادها من مختلف أنحاء عيلام. ضم الموقع زقورة مركزية هائلة كُرِّست لإنشوشناك مع أحد عشر معبدًا كُرست لآلهة أخرى أحاطتها ثلاثة أسوار، وارتفع المبنى بأكمله خمسة طوابق ليصل إلى ارتفاع قدره 174 قدمًا (53 مترًا). أوجز معبد أونتاش نابيريشا قيمة التسامح الديني عند العيلاميين، ولم يكن مكتملًا بعد عند وفاة الملك، ثم هُجِر بعد ذلك لأسباب نجهلها ويبدو أنه لم يُستعمل أبدًا.

Chogha Zanbil Ziggurat [East Side], Iran
زقورة چُغا زنبيل (الجانب الشرقي) - إيران
Carole Raddato (CC BY-NC-SA)

مساواة المرأة بالرجل

تُصور النساء ثقافيًا في الأعمال الفنية العيلامية مساويات للرجال؛ فتُظهر النقوشُ النساءَ والرجال بنفس الحجم وفي علاقة تكافؤ مع بعضهما، وهي طريقة الفنانين القدماء في إظهار مبدأ المساواة. وبمقارنة الفن العيلامي بالنقوش والتماثيل المصرية القديمة مثلًا، يستطيع المرء رؤية نموذج واضح في تركيز الفن المصري على مكانة الشخص عن طريق حجمه. لا توجد سجلات مكتوبة (مثلما لدى الفُرس) تذكر مساواة المرأة بالرجل بصورة مباشرة، لكن الفن العيلامي يشهد على درجة مساواة تضاهي المساواة المعروفة عند المصريين القدماء والفرس القدماء اللاحقين، وأحد أحسن الأمثلة على ذلك تمثال الملكة نابيراسو (زوجة أونتاش نابيريشا) الذي يُظهرها في ثياب ملكية تماثل تلك التي يرتديها الملك. هذا وتصور الأختام الأسطوانية -أيضًا- الذكورَ والإناث -الزوج وزوجته عادةً- باعتبارهما متساويين.

أسسوا إمبراطورية

بدأ الملك شوتروك ناخكونتي (من سلالة شوتروكيد نحو 1200-1100 ق.م) عهده بإنعاش مدنه وإعمارها وتزيينها مُركِّزًا على مدينة السوس، حتى يؤسس لقوة عيلام وعظمتها، ثم انطلق في حملة عسكرية ضد العراق القديم ليُحقق هذه الرؤية. أسس شوتروك ناخكونتي الإمبراطورية العيلامية برفقة أبنائه الذين خدموه إبان حياته وأصبحوا حكامًا على مدنهم الخاصة لاحقًا، ويذمه التاريخ العراقي القديم لغزوه مدينة سيبار وأخذه تمثال الإله مردوخ (الذي كان فيها إعارةً من مدينة بابل) ثم انطلاقه عبر بلاد بابل فاتحًا كل دويلة مدينة في طريقه. أرسل شوتروك ناخكونتي غنائم فتوحه إلى السوس وكان من ضمن ما احتوت عليه عددًا من أشهر القطع الفنية العراقية القديمة كمسلة نصر نرام سين التي تمجد الانتصار الأكدي على عيلام، ومسلة حمورابي البابلي المنقوشة ببنود قوانينه. لكن إمبراطورية شوتروك ناخكونتي لم تستمر أبعد من عهد ابنه الأصغر بسبب الصراع الداخلي الذي قام بين أفراد العائلة.

الحفاظ على الثقافة والتأثير الثقافي

امتصت عيلام، ثم حافظت على، بعض الجوانب الثقافية السومرية المهمة في أثناء تفاعلها مع سومر؛ وابتدأ الأمر إبان الحقبة العيلامية القديمة حين أخذ الحرفيون العيلاميون بدمج مواضيع سومرية في عملهم، وقد حافظت عيلام على بعض أشهر الآلهة السومرية وربما احتفظت عيلام -أيضًا- بجوانب من الطقوس المرافقة لها، رغم أن الأمر الأخير تخميني. أما أفكار عيلام الدينية وآلهتها وطقوس تلك الآلهة، فيبدو أنها أثّرت في الديانة الإيرانية المبكرة في المنطقة قبل صعود الزرداشتية التي تبنت -بالطبع- عددًا من الطقوس المبكرة. فمبدأ المواضع المقدسة المقامة على المرتفعات كان مبدأً عيلاميًا تبنته الديانة الإيرانية المبكرة كما تبنته الزرادشتية لاحقًا، وقد فعلت الأخيرتان نفس الأمر مع الآلهة المجسدة للقوى الكونية أو الطبيعية، وكانت هذه الآلهة، في الزرادشتية، مظاهر لإله واحد هو أهورامزدا، لكن في الدين التعددي المبكر للإيرانيين اشتركت هذه الآلهة في العديد من الأمور مع آلهة عيلام ومع آلهة وادي السند. حين ذابت عيلام في الإمبراطورية الأخمينية، جرى تكييف ثقافتها لتناسب حاجات الفرس وقيمهم التي استمرت بالتطور من نحو 550 ق.م حتى 651 م حين سقطت الإمبراطورية الساسانية الفارسية أمام العرب المسلمين، وبعدئذ احترم الفاتحون الجدد الثقافة العيلامية-الفارسية فشاعت في أرجاء الشرق الأدنى.

الخاتمة

كان العيلاميون دومًا إما لاعبين مركزيين أو ثانويين في بعض أهم أحداث الشرق الأدنى بين نحو 2700 ق.م وعام 224 م، رغم أن كثيرًا ما يتجاهل الناس حضارتهم ومساهماتهم. وفي قمة مجدهم كان ملوك عيلام صانعي ملوك بدورهم لنفوذهم الكبير، فيعلق الباحث مارك فان دي ميروب قائلًا:

استلم [ملك عيلام] رسائل من حمورابي ملك بابل وزمري ليم ملك ماري على سبيل المثال لا الحصر، وأعلن هذان وغيرهم أنفسهم «أبناءً» لا «أخوة» [لملك عيلام حينئذ] وقد كانوا يراسلون بعضهم بعضًا بصفتهم أخوة؛ فهو [أي ملك عيلام] كان «ملك عيلام العظيم» بالنسبة إليهم، وقد وضعت جيوشه حكامًا على عروش بعيدة بُعد شباط أنليل شمالي سوريا. وقد حازت عيلام على قوتها من حجم دولتها وعدد الرجال الذين تستطيع استدعاءهم [للحرب]، وساهم في علو شأنها تحكُّمُها بتدفق القصدير الإيراني إلى الغرب بعد زوال [نظام] كاروم كانيش [التجاري]؛ وتنبع أهمية القصدير من دخوله في إنتاج البرونز الذي وصل البحر المتوسط من عيلام عن طريق ماري. إضافة إلى ذلك، كانت عيلام على اتصال وثيق بدلمون الواقعة في الخليج العربي، وقد تكون احتكرت الوصول إلى مصادر أجنبية وطرق تجارية أخرى (102-103).

حافظ العيلاميون على ثقافتهم وتراثهم رغم استباحة الجيوش الأجنبية بلادهم مرات عديدة على مر التاريخ، وفي النهاية لم ينتج عن دمج عيلام في الإمبراطوريات الفارسية إلا توسيع رؤيتها حتى تحافظ على أساسيات القِيم العيلامية، ومثلما استعار العيلاميون فن سومر وجوانب أخرى من ثقافتها ودمجوها في ثقافتهم كذلك فعل الفرس بثقافة عيلام فتبنوها، وبذلك حافظوا عليها من الاندثار.

نبذة عن المترجم

Al-Hussain Al-Tahir
كاتب: من بلاد الرافدين: مساهمة العراق في الحضارة العالمية. نشر عددًا من المقالات حول التاريخ القديم على موقع «الحوار المتمدن».

نبذة عن الكاتب

Joshua J. Mark
كاتب مستقل وأستاذ سابق بدوام جزئي في الفلسفة في كلية ماريست، نيويورك، عاش جوشوا ج. مارك في اليونان وألمانيا وسافر إلى مصر. قام بتدريس التاريخ والكتابة والأدب والفلسفة على المستوى الجامعي.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Mark, J. J. (2020, August 27). عشر حقائق مهمة عن عيلام [Ten Ancient Elam Facts You Need to Know]. (A. Al-Tahir, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1591/

أسلوب شيكاغو

Mark, Joshua J.. "عشر حقائق مهمة عن عيلام." تمت ترجمته بواسطة Al-Hussain Al-Tahir. World History Encyclopedia. آخر تعديل August 27, 2020. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1591/.

أسلوب إم إل إيه

Mark, Joshua J.. "عشر حقائق مهمة عن عيلام." تمت ترجمته بواسطة Al-Hussain Al-Tahir. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 27 Aug 2020. الويب. 23 Nov 2024.