شاع بين البعض لجوئهم إلى الكتاب المقدس للحصول على آيات للتحقق من صحة موقفهم في المناقشات الحديثة المتعلقة بالمثلية الجنسية، والزواج من نفس الجنس، الهوية الجنسية. أسبغت الثقافة الحديثة العديد من العناصر في فهم المثلية الجنسية، ولكن في العالم القديم، لم يكن هناك مفهوم لما نطلق عليه أسلوب حياة مثلي الجنس، ولم يكن هناك أي نقاش حول الهوية الجنسية، كما نفهمه.
تأثر الكتاب المسيحيون الأوائل بعدة عوامل عندما كتبوا عن النشاط الجنسي والسلوك البشري:
- أهمية الخصوبة.
- التقاليد اليهودية وإملاءاتها.
- العناصر الثقافية والاجتماعية اليونانية الرومانية.
- المفاهيم الموجودة في المدارس الفلسفية المختلفة فيما يتعلق بالجسد والروح.
تعد الأدلة على الآراء والتعاليم المسيحية حول هذا الموضوع هزيلة في القرن الأول الميلادي وفي العهد الجديد. نشأت معظم التعاليم حول الجنس البشري في القرن الثاني الميلادي مع كتابات آباء الكنيسة الأوائل.
الخصوبة
كانت الجنسانية البشرية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالمجتمع. كان مفهوم الخصوبة القديم مهمًا للغاية في عالم مليء بالظروف القاسية، وقصر العمر المتوقع، والكوارث الطبيعية المدمرة، ومعدلات وفيات الرضع المرتفعة، والحروب المستمرة. شمل ذلك خصوبة المحاصيل وقطعان الماشية والإنسان بوجه خاص. ومن هنا تم تخيل قوى الطبيعة في أزواج جنسانية. كان لمعظم الآلهة الذكور زوجة انثي، أو إلهة أنثي، قاموا معها بإنجاب آلهة أخرى. تلقت هذه القوى القرابين لفائدة الإنسان من خلال الطقوس والتضحيات.
يرتبط تحديد نوع الجنس بالخصائص الجسدية عند ولادته، بينما نوع الفرد عبارة عن بناء اجتماعي ينظم دور وواجب كل فرد من أفراد المجتمع، قدمت هذه الأفكار في مدونات قانونية، " تمليها الآلهة" وتعكس فهم المجتمع للآلهة كعائلات، لذلك أصبحت الأسرة البنية الاجتماعية الأساسية. كان على الرجال واجبًا دينيًا ومدنيًا أن يتزوجوا وينجبوا نسلًا. قدرت النساء بشكل رئيسي لدورها في الإنجاب. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم من خلالها فهم الهوية الجنسية. ساهم الجميع في النضال الذي لا ينتهي لنقل تدفق الحياة من جيل إلى جيل.
تأثير الديانة اليهودية
بدأت المسيحية كطائفة من اليهودية واستخدمت العهد القديم كنص مقدسة ومصدر للتشريع. تم التأكيد على أهمية الخصوبة في وصية الرب الأولى في سفر التكوين (1:28): "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ". نصت شريعة موسى على قواعد وواجبات الرجل والمرأة. اعتبرت المرأة ملكًا للرجل، وبالتالي فإن انتهاك ممتلكات الرجل الآخر، الزنا، أدى إلى عقوبة الإعدام لكليهما. يبدو هذا قاسياً بالنسبة للأجيال الحديثة، ولكن في عالم بدون اختبارات الحمض النووي، يجب ضمان الأبوة في سلالة الدم النقية.
غالبًا ما يستشهد المسيحيون في النقاشات الحديثة حول المواقف تجاه العلاقات المثلية، بمصدرين من اليهودية: قصة سدوم وعمورة في سفر التكوين (18-19)، والتشريع في سفر اللاويين (18:22).
سدوم وعمورة
كانت سدوم وعمورة مدينتين جنوب البحر الميت، على طول خط صدع من الزلازل البركانية. السياق الأكبر للقصة هو الحبكة السردية لكيفية جعل الزوجين العجوز إبراهيم وسارة (العاقر) يفيان بوعد الله لإبراهيم بأنه سيكون "أب لجمهور من الأمم". تبدأ القصة بذكر الله مرة أخرى أن سارة ستحمل، لكنها تضحك. ثم قام ثلاثة ملائكة بزيارة إبراهيم. تصف الآيات الأولى من العهد القديم الملائكة في هيئة بشر. فقط في وقت لاحق، بعد نفيهم في بابل ثم في بلاد فارس، أصبح للملائكة أجنحة (مفهوم فارسي من الزرادشتية).
أمر إبراهيم سارة بأن تعد لهم وجبة طعام، ثم ذهب اثنان من الملائكة للتحقق من شر سدوم وعمورة. تحوَّل الملاك الثالث إلى الله، وتفاوض إبراهيم لإنقاذ المدينتين إذا وجد الله عشرة رجال صالحين هناك لن يتم تدمر المدينتين. التقي الملائكة بلوط، ابن أخ إبراهيم، عند أبواب مدينة سدوم، ورحب بهم في منزله. كان المنزل محاطًا بالرجال الذين يطالبون لوط بأن يسلمهم الملائكة، "حتى نعرفهم"، وهو تعبير ملطف عن الجماع (تكوين 19: 5). لا تنتهك حرمة الضيوف في هذه الثقافة، ولذلك قدم لوط ابنتيه العذارى لهم. في تلك المرحلة، طلبت الملائكة من لوط أن يأخذ أهل بيته ويهرب من الدمار القادم. كان الغرض الآخر من هذه القصة هو شرح سبب كون منطقة البحر الميت مقفرة للغاية.
التفسير الحديث الشائع لهذه القصة هو معادلة (المصطلح الذي تمت صياغته الآن) "اللواط" مع "الشذوذ الجنسي". يعني اللواط من الناحية الفنية، الجماع الشرجي ويمكن تطبيقه على النساء أيضًا. إن إخراج هذه القصة من سياقها التاريخي ووظيفة السرد يغفل عنصرًا مهمًا في الثقافات البدوية القديمة. حكم مفهوم حسن الضيافة الذي يحكم العلاقات، لا سيما في الحياة البدوية حيث قوبلت الظروف القاسية لمناخ الصحراء بفكرة أن الناس يساعدون بعضهم البعض عند الحاجة. قدم حسن الضيافة، حتى للأعداء. وهكذا، قدمت سارة طعام للغرباء، وحرص الضيوف على عدم انتهاكها، وقدم لوط بناته لقومه بدلاً من ضيوفه. أيهما كانت "خطيئة" سدوم الكبرى: مخالفة قواعد الضيافة، أم فكرة اتصال الذكور مع غيرهم من الذكور؟
سفر اللاويين
يلخص السفر الثالث من العهد القديم، التشريعات التي تلقاها موسى على جبل سيناء بعد هروب اليهود من مصر. هو في الأساس دليل "كهنة" لأنه يحتوي على التأقلم (لاحقًا) مع قواعد الهيكل للتضحيات وإجراءات طقوس التطهر. يتضمن النصف الثاني من الكتاب رموز القداسة، للطريقة التي يجب أن يحافظ فيها اليهود على الأرض على أنها مقدسة. استنكر هذا القسم بعض السلوكيات ووصفها بأنها " رَجَاسَات ". يمكن التكفير عن خطيئة عادية يومية (انتهاك لإحدى وصايا الله) بالتضحية ومرور الوقت. اختلفت الرَجَاسَات بمعنى أنه لم تكن هناك طقوس للتكفير عنها - فكان المرء مدانًا.
يقول سفر اللاويين 20:13: " وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. ".
كان الدم والسائل المنوي مصدري الحياة، وبالتالي وضعهما الله جانباً كمصادر مقدسة. عندما يتعلق الأمر بالإنجاب، كان القدماء يفتقرون إلى معرفتنا الطبية. لم يعلموا أن السائل المنوي يتجدد. كان من الضروري مع الكمية المحدود للسائل المنوي وفقا لمعتقداتهم أن تقوم بتطويع السائل المنوي الخاص بك من أجل الصالح العام، في إطار عقد الزواج، من أجل بقاء المجموعة. أدينت العلاقات الذكورية "لإضاعة بذرة الحياة". لم تذكر السحاقيات في سفر اللاويين، ولا يوجد نص موجه للسلوك الجنسي للمرأة لأن العلاقات الأنثوية لا تتضمن السائل المنوي لكن هذا لا يثبت أو يدحض وجودهم في إسرائيل القديمة.
كتب الانبياء
عندما عانت إسرائيل من كوارث وطنية (الغزو الآشوري في 722 قبل الميلاد؛ الغزو البابلي في عام 587 قبل الميلاد)، حاول أنبياء إسرائيل شرح سبب سماح الله لهؤلاء الأعداء بقهرهم. لم يخذل الله شعبه، بل استخدم هؤلاء الأعداء لتأديب إسرائيل على خطاياها. كانت الخطيئة الكبرى هي السماح باستمرار عبادة الأصنام في الأرض. أدت عبادة آلهة الخصوبة إلى استخدام الأنبياء للاستعارات الجنسية البشرية لوصف خطاياهم. عبادة الأوثان أدت إلى الفجور الجنسي: "قَائِلًا: إِذَا طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَانْطَلَقَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ، فَهَلْ يَرْجعُ إِلَيْهَا بَعْدُ؟ أَلاَ تَتَنَجَّسُ تِلْكَ الأَرْضُ نَجَاسَةً؟ أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ زَنَيْتِ بِأَصْحَابٍ كَثِيرِينَ! لكِنِ ارْجِعِي إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ إِلَى الْهِضَابِ وَانْظُرِي، أَيْنَ لَمْ تُضَاجَعِي؟ فِي الطُّرُقَاتِ جَلَسْتِ لَهُمْ كَأَعْرَابِيٍّ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَنَجَّسْتِ الأَرْضَ بِزِنَاكِ وَبِشَرِّكِ. فَامْتَنَعَ الْغَيْثُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ مُتَأَخِّرٌ. وَجَبْهَةُ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ كَانَتْ لَكِ. أَبَيْتِ أَنْ تَخْجَلِي." (إرميا 3: 1-3). إشارة الدعارة كانت فكرة أن إسرائيل ارتكبت "الزنا" بالتحول إلى آلهة أخرى.
يترجم مصطلح "الزنا" من اليونانية، pornea، والتي تعني "العلاقات الجنسية غير المشروعة". غالبًا ما يشير إلى قوانين زنا المحارم أو درجة القرابة المسموح بها في الزواج. يترجم العديد من الأناجيل الإنجليزية المصطلح على أنه "زنا". في ترجمة الكتاب المقدس من اليوناني إلى اللاتينية، تم اعتماد مصطلح fornix بمعني قبو أو قوس وكان هذا المكان الذي تؤدي فيه البغايا أعمالهن في الشوارع في روما تحت الأقواس. أصبح تعبيرًا ملطفًا عن الدعارة وبيوت الدعارة وجميع أشكال الممارسات الجنسية التي لا تتغاضى عنها المجموعة.
اليونان القديمة وروما والفلسفة
غالبًا ما تُستخدم المصادر عن اليونان القديمة وروما في المناقشات حول كيفية تغاضى هذه الثقافات عن السلوك المثلي. تشمل الدراسات الحديثة تحليلات مثلية من الأساطير اليونانية وسلوك بعض آلهة الأوليمب.
كانت العلاقات في الثقافة اليونانية، بين الرجال الأكبر سنًا والمراهقين الأصغر سناً تُعرف باسم اللواط ("حب الأولاد"). عمل الرجال الأكبر سنًا كمرشدين للجيل القادم وتضمنت دروسهم الاخلاق الاجتماعية وقواعد الحكم. فصلت النساء في اليونان القديمة عن الرجال، لذلك سادت الروابط الاجتماعية بين الذكور في المجتمع اليوناني. كان هذا صحيحًا بشكل خاص عند الترفيه عن الضيوف الذكور لتناول العشاء. (راجع محاورة أفلاطون لمناقشة الأفكار المختلفة المتعلقة بالحب والعلاقات.)
كانت كل السلوكيات خاضعة للمفاهيم الاجتماعية المعروفة باسم الشرف والعار، وكانت شخصية الفرد الخاصة والعامة عرضة للنقد. كانت هناك قواعد لمثل هذه العلاقات بين الرجال. كان من المفترض أن تتم العناصر المثلية وجهًا لوجه، حيث يخدم الرجل الأصغر سنًا الأكبر. إذا تم الإيلاج، فيجب أن يتم إجراؤه دائمًا على الرجل الأصغر سنًا. ومع ذلك، كان يتم دائمًا انتقاد عملية الإيلاج. افترضت الأفكار الطبية القديمة أن النساء أضعف جسديًا من الرجال مما ترجم هذه الأفكار إلى أدوار اجتماعية؛ فكان الرجال فعالين، وكانت النساء غير فعالين اجتماعيا. كان من الأدوار السلبية للمرأة انها هي الطرف المتلقي في الجماع الشرجي. هذه العلاقات لم تكن دائمة. كان من المتوقع عند بلوغ سن الرشد، أن يتزوج الرجال الأصغر سنًا وينجبون أطفالًا لدولة المدينة.
تقريبًا جميع أدلتنا على العلاقات المثلية في العصور القديمة مستمدة من الإشارات إلى كتابات صافو (630-570 ق.م). كانت تحظى بإعجاب على نطاق واسع بسبب شعرها الغنائي. اقترح التقليد الهلنستي المتأخر أنها كانت تدير مدرسة للفتيات في جزيرة ليسبوس، وبالتالي المصطلح الحديث (السحاقية) ((lesbian. بعيدا عن صافو، هناك أدلة قليلة على سلوك العلاقات الأنثوية ذات الطبيعة الجنسية مع النساء الأخريات.
غالبًا ما سخر الرومان القدماء وانتقدوا الإغريق للينهم في هذه الممارسات. هذا لا يعني أن العلاقات المثلية لم تكن موجودة. ومع ذلك، فإن الكثير من الأدب الروماني ذو طبيعة جدلية، يوجه تهمة المثلية ضد الخصوم السياسيين أو الأباطرة الرومان غير المحبوبين مثل (تيبيريوس وكاليجولا ونيرون).
المسيحية المبكرة
لم تسجل الأناجيل أي تعاليم محددة ليسوع الناصري عن الجنس. اتبع التقليد المسيحي أهمية الزواج والإنجاب من اليهودية. يظهر يسوع بهيئة الداعم للزواج بالإشارة إلى سفر التكوين:
وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ.
غالبًا ما يتم تطبيق هذا النص من قبل أولئك الذين يعارضون الزواج من نفس الجنس. ومع ذلك، فإن هذا المقطع يدور حول آراء يسوع حول الطلاق، والتي كانت مناقشة مبكرة في المجتمعات المسيحية.
أصبح بولس الرسول -الفريسي- في منتصف القرن الأول الميلادي، عضوًا في الحركة الجديدة للمسيحيين. بصفته يهوديًا من الشتات، تلقى بولس تعليمه من الكتاب المقدس اليهودي والفلسفة اليونانية الرومانية. جعلته أسفاره على اتصال بأنماط الحياة المعاصرة التي غالبًا ما كان ينتقدها. كانت ملاحظات بولس حول النشاط الجنسي البشري وسلوكه موجهة إلى الطريقة التي يمكن أن تعيش بها مجتمعاته بكثرة، كما لو كان ملكوت الله موجودًا هنا بالفعل، "ليعيشوا كملائكة" رسالة بولس الأولي إلي أهل كورنثوس الإصحاح السادس. تحدث بولس في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس الإصحاح السابع، عن الزواج والطلاق. وأوصى بأن "يظل الجميع كما هم"، وأن تنقلب جميع الأعراف الاجتماعية في المملكة القادمة.
هناك أربعة مقاطع فقط في العهد الجديد ذات صلة:
رسالة بولس الأولي إلي أهل كورنثوس (6: 9-10)
كتب بولس في مقطع يحث جماعته على الدعاوى القضائية ضد بعضهم البعض:
أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.
عكست قائمة الرذيلة اليهودية هذه، كما هو موصوف في أدبيات اليهودية الهلنستية، ازدراءًا يهوديًا لوجهات النظر الدينية وأنماط حياة الوثنيين (غير اليهود). عكس بولس هذه المواقف ودعا إلى أدب نبوي بآرائه عن الفجور الجنسي المتأصل في كل الأشياء المرتبطة بعبادة الأصنام. هذا المقطع جدلي ولا يقدم إثباتًا معاصرًا لسلوك غير اليهود.
رسالة بولس الأولي إلى أهل رومية (1: 26-27)
لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ.
هذا هو الموضع الوحيد في الكتاب المقدس الذي يناقش فيه السلوك الجنسي الأنثوي. ساوى التفسير المبكر "غير الطبيعية" مع الأفعال الجنسية غير الطبيعية بين الرجال والنساء. لا يزال البعض الآخر يفسر "غير طبيعي" للإشارة إلى إتيان البهائم، على الرغم من عدم ذكر أي تفاصيل. استخدم هذا النص في الحظر المسيحي ضد المثلية الجنسية لكل من الرجال والنساء.
رسالة بولس الأولي إلى أهل تيموثاوس (1: 9-10)
هم رسائل بوليس إلى أهل تيموثاوس الأولى والثانية هما ما يشير إليه العلماء ب "deutero-Pauline" أو بولس الثاني. هذه رسائل مكتوبة باسم بولس ولكن كتبها تلميذ لاحق.
عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ، لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ،
مرة أخرى، يشمل قوائم الرذيلة اليهودية التقليدية حيث ازداد الجدل حول خطايا الثقافة المهيمنة.
رسالة بولس إلي العبرانيين (13:4)
لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ.
تزعم بعض القراءات الحديثة لهذا المقطع أن مصطلح "الزناة" يشمل المثلية الجنسية.
التكيفات المسيحية لأدوار الجنسين والجنس البشري
لم يعد للقادة المسيحيين روابط عرقية باليهودية في القرن الثاني الميلادي، لكنهم احتفظوا بالكتب اليهودية المقدسة لتعاليمهم حول الحركة الجديدة. كان هؤلاء الرجال، المعروفين بأثر رجعي باسم آباء الكنيسة، هم وثنيين تحولوا إلى المسيحية وتعلموا من الفلسفة اليونانية الرومانية. قاموا بدمج الأفكار اليهودية التقليدية، وتعاليم بولس حول الزواج والطلاق، والمفاهيم الفلسفية للزهد.
كان أحد الابتكارات التي قدمها آباء الكنيسة هو أن أي شكل من أشكال النشاط الجنسي البشري يعتبر الآن خطيئة. لم يكن الاتصال البشري في العالم القديم، ضروريًا للحفاظ على بقاء المجموعة فحسب، بل كان يُفهم أيضًا على أنه شيء ممتع، هدية من الآلهة. اعتمد الاتصال البشري من وجهة نظر فلسفية، على فقدان السيطرة على المشاعر. أصبحت هذه خطيئة الشهوة. استخدم القديس أوغسطينوس هذه التعاليم في مذهبه عن الخطيئة الأصلية في جنة عدن. دخلت الشهوة إلى الجنة وتم نقلها إلى جميع البشر عند الحمل. على الرغم من كونه خطيئة، فقد أصبح الإنجاب البشري تنازلًا عن الخطيئة، وشرًا ضروريًا بسبب ضعف البشر، لتنمو الكنيسة المسيحية. جادل القديس إيرينيئوس بأن البشر خلقوا على صورة الله، وأن حياتهم الجنسية يجب أن تتبع أمر الإنجاب فقط.
قامت مجموعات مختلفة من المسيحيين في القرن الثاني الميلادي، بتدريس تعاليم مختلفة ليسوع ولديهم وجهات نظر مختلفة حول الجنس البشري. المعروفين جماعيا باسم الغنوصيين، من تعاليمهم أن البشر يحتوون على شرارة إلهية من الله محاصرون في جسد شرير. لمنع الشرارات الإلهية من دخول المزيد من الاجساد، كان المسيحيون الغنوصيون أول من مارس العفة (عدم ممارسة الجماع مطلقًا) والبتولية (عدم الدخول في عقد زواج شرعي مطلقًا). ابتكر آباء الكنيسة أيضًا المفهومين التوأمين الأرثوذكسية والبدعة (للإيمان الصحيح وغير الصحيح) لمجادلة آراء المسيحيين الغنوصيين. ومع ذلك، فقد أعجب هؤلاء الرجال بكل من العفة والعزوبة لرجال الدين، كطرق لرفع مكانة الأساقفة. خلق التخلي عن جميع الأعراف الاجتماعية هالة من القداسة؛ لقد ضحوا بحياة طبيعية ليكونوا كشهداء أحياء.
كان الكتاب المسيحيون من هذه الفترة فصاعدًا، يروجون لفكرة العذرية مدى الحياة كمثال مثالي لجميع المسيحيين. سلمت الفتيات الصغيرات إلى الكنيسة للاعتناء بهن وقضاء حياتهن في إخلاص لله، غير ملوثات بشهوات الجسد. أدينت جميع أشكال الاتصال الجنسي والعلاقات الجنسية التي لا تؤدي إلى الإنجاب. إذا أخذنا وجهات نظرهم من كتب الأنبياء، فإن الزنا (الذي يعني الآن الانحراف الجنسي) من شأنه أن يجلب غضب الله، تمامًا كما فعلت عبادة الأصنام في الماضي.
العديد من وجهات النظر المسيحية الحديثة حول الجنس البشري والجنس مدمجة في التقاليد التي افترضت أن أنماط الحياة المسيحية تتعارض مع الثقافة السائدة. وقد أدى هذا إلى خلق صورة مفادها أن الوثنيين (وهو مصطلح ازدرائي تم صياغته في القرن الرابع الميلادي لغير المسيحيين) كانوا دائمًا متورطين في "العربدة" الجنسية (تعني "الطقوس" باليونانية) والانحرافات. عززت هوليوود هذه الأفكار في عروضها للأثرياء والمشاهير في روما القديمة. تصف الافلام المأدبة الرومانية دائمًا بالعربدة معظم الأدلة على الآراء القديمة للجسد والجنس البشري مستمدة من 1-5 ٪ من النخبة المثقفة، الطبقات العليا. الطريقة التي فكر بها عامة الناس في هذه الأمور غير معروفة. كان همهم الأساسي هو البقاء، وبالتالي تم التمسك بالأدوار التقليدية للذكور والإناث من قبل الأغلبية.