فلافيوس جوزيفوس يتحدث عن المسيحية

10 الأيام المتبقية

استثمر في تعليم التاريخ

من خلال دعم مؤسسة تاريخ العالم الخيرية، فإنك تستثمر في مستقبل تعليم التاريخ. تبرعك يساعدنا على تمكين الجيل القادم بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها لفهم العالم من حولهم. ساعدنا في بدء العام الجديد استعدادًا لنشر معلومات تاريخية أكثر موثوقية مجانًا للجميع.
$3081 / $10000

مقال

Rebecca Denova
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael
نُشر في 08 October 2021
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, الفرنسية
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة

يعتبر المؤرخ اليهودي تيتوس فلافيوس يوسيفوس (36-100 م)، المصدر الرئيسي لفهم يهودية الهيكل الثاني في القرن الأول الميلادي، حيث كتب في العقود الأخيرة من القرن الأول الميلادي كتب مثل: حروب يهودا، عاديات يهودا، وضد أبيون، وحياة فلافيوس يوسيفوس، وتظل رواياته وهو شاهد عيان عليها ضرورية لدراسة السياق التاريخي الذي أدى إلى نشوء جذور المسيحية.

The Antiquities of the Jews
عاديات اليهود
Flavius Josephus (Public Domain)

يوسيفوس

ولد فلافيوس يوسيفوس بن ماتيتياهو، في أسرة كهنوتية من القدس فوالده من (منزل يهوياريب)، أما والدته فمن أصل ملكي (حشموني)، تلقى تعليمه في القدس وعلى الأرجح شارك الأيديولوجيا والتعاطف مع حزب الفريسيين.

يعتبره اليهود أحد أكبر الخونة، بينما المسيحيون هما من حافظوا على كتاباته للأجيال التالية ذلك.

عُين يوسيفوس خلال الثورة اليهودية الكبرى عام 66 م، قائدًا للجليل، حيث أصبح مشهوراً (بسمعته السيئة) لتغيير ولائه أثناء حصار يودفات، وتوقع بنجاح بأن القائد الروماني فيسباسيان (حكم 69-79 م) سيصبح الإمبراطور الروماني القادم، والذي سينقذ حياته، ليقضي يوسيفوس بقية الحرب مستشاراً لابن فيسباسيان تيتوس (حكم 79-81 م)، الذي دمر القدس والهيكل في نهاية المطاف في عام 70 م، وبعد الحرب، انتقل يوسيفوس إلى روما حيث تمكن من الوصول إلى الأرشيف وكتب تاريخه.

تعتبر كتابات يوسيفوس ذات أهمية بالغة للعديد من المجالات البحثية مثل: الهيكل الثاني اليهودي في القرن الأول الميلادي، ومصادر المسيحية المبكرة، والتفاصيل التاريخية لملوك الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وخط أباطرة السلالة اليوليوكلاودية في روما، يعتبره اليهود أحد أكبر الخونة، بينما المسيحيون هما من حافظوا على كتاباته للأجيال التالية ذلك لأنه كتب عن يوحنا المعمدان، وأبلغ عن وفاة يعقوب شقيق يسوع، وقدم مقطعًا عن يسوع نفسه.

هيردوس أنتيباس

هو ابن هيرودس الكبير (75-4 قبل الميلاد)، ورث (حكم 4 ق.م - 39 م) منطقة الجليل (كأحد أمراء الحكم الرباعي، أبناء هيرودس الكبير)، وصف يوسيفوس عهده وأنشطته بالتفصيل في كتابه "عاديات يهودا"، كان أنتيباس متزوجًا من ابنة ملك البتراء الحارث الرابع (ملك الأنباط في الأردن)، ومع ذلك، عندما التقى هيروديا زوجة أخيه غير الشقيق، طلق ابنة الحارث الرابع وتزوجها، حارب الحارث الرابع هيرودس أنتيباس بعد ذلك وهزمه. في انحراف عن الموضوع، أضاف يوسيفوس ما يلي:

يعتقد بعض اليهود الآن أن تدمير جيش هيرودس جاء كعقابً عادلًا من عند الرب لما فعله ضد يوحنا الذي أطلق عليه اسم المعمدان [الغطاس]، لأنه قتله، رغم أنه كان رجلاً صالحًا حث اليهود على بذل أنفسهم للفضيلة، سواء من أجل العدالة تجاه بعضهم البعض أو عبادة الرب، وبعد أن فعلوا ما قاله، اتحدوا معًا في طقس التعميد، فقد كان يري أن التغطيس في الماء لا يمكن استخدامه لمغفرة الخطايا، ولكن لتطهير الجسد فقط، شريطة ان تكون الروح قد تطهرت تمامًا بالفعل بالأفعال الصحيحة، تأثر الآخرون كثيراً بكلماته عندما التفوا حوله، اعتقد هيرودس أن التحرك الآن وليس بعد ذلك أفضل لقمع التمرد و مقاومته بقرارات سوف يندم عليها، حيث كان يخشى أن يؤدي مثل هذا التأثير القوي ليوحنا على الناس إلى التمرد - لأنهم بدوا مستعدين لفعل أي شيء يشير به يوحنا -. وهكذا، أُرسل يوحنا، بدافع ريبة هيرودس، مقيدًا بالسلاسل إلى مكاور، الحصن المذكور سابقًا، وقتل هناك؛ ولكن كان لليهود رأي مفاده أنه بجانب عقوبة يوحنا أراد الرب تدمير الجيش لابتلاء هيرودس. (عاديات اليهود 18.5.2)

كان على هيرودس أنتيباس بصفته وكيلاً لإمبراطور لروما، الحفاظ على القانون والنظام في مقاطعته، ففي هذه الفترة، أثار العديد من المتنافسين المسيحيين الغوغاء بخطب معادية للرومان، وكان هيرودس أنتيباس خائفًا من أن يتمرد أتباع يوحنا مدفوعين بحماستهم، وعندها سيتم إلقاء اللوم عليه من قبل روما لعدم سيطرته على الأوضاع.

غالبًا ما يقارن العلماء بين تقرير يوسيفوس والتقرير الموجود في إنجيل مرقس، ادعى مرقس أن يوحنا المعمدان انتقد الزواج الثاني لهيرودس، حيث دعا هيرودس اتباعه إلى حفلة عيد ميلاد، وطلب من ابنة هيروديا، سالومي، الرقص لضيوفه، ووعدها بأي شيء تريده، فأخبرتها والدتها أن تطلب رأس يوحنا المعمدان، وأثناء مناقشتنا التسلسل الزمني ليوسفيوس، مع ذلك، تعتبر قصة المعمدان تاريخية ومهمة من وجهة نظر خارجية.

Salome with the Head of Saint John the Baptist
سالومي مع رأس القديس يوحنا المعمدان
Andrea Solario (Copyright)

موت يعقوب شقيق يسوع

ذكر يوسيفوس في وصفه لحكم الوكيل ألبينوس (62 م)، قصة رجم يعقوب، شقيق يسوع:

والآن قيصر، عند سماع موت فستوس، أرسل ألبينوس إلى اليهودية كنائب له، لكن الملك حرم يوسف من رتبة الكاهن الأعظم وأعطى العرش لابن حنانيا، الذي كان يُدعى هو نفسه حنانيا ... لكن حنانيا الأصغر هذا كان رجلاً جريئًا ووقحًا جدًا؛ كان أيضًا من طائفة الصدوقيين، الذين يتشددون في محاكمة المذنبين، وخاصة بقية اليهود ... كان حنانيا يعتقد أن لديه الآن فرصة مناسبة (لممارسة سلطته)، مات فستوس الآن وكان ألبينوس في الطريق، فجمع سنهدريم القضاة، وأحضر أمامهم شقيق يسوع الملقب بالمسيح، واسمه يعقوب، وآخرون، ولما وجه إليهم اتهامًا بأنهم مخالفين للشريعة، وسلمهم ليرجموا. (عاديات اليهود، 20. 9).

عُزل حنانيا من منصب كبير الكهنة لعمله بمفرده قبل وصول القاضي الروماني التالي، ولم يوضح يوسيفوس تفاصيل تهمة "مخالفون للقانون"، ومع ذلك، بحلول القرن الثاني الميلادي، تشعبت قصة يعقوب لتشمل تفاصيل تقواه حتى أصبح يعرف حينها باسم يعقوب البار، وفقًا لهذه الرواية، تم إلقاؤه من على قمة الهيكل ويعتبر من أوائل الشهداء المسيحيين.

شهادة فلافيوس يوسيفوس

قدم فلافيوس أحد أكثر المقاطع الخلافية انحرافاً في وصفه لبيلاطس البنطي:

الآن، كان في ذلك الوقت يسوع، رجل حكيم، إذا كان من المشروع أن ندعوه رجلاً، كان فاعلاً لأعمال رائعة- معلما لرجال يقبلون الحق بمتعة. جذب إليه العديد من اليهود، وعديد من اليونانيين. كان الـمسيح. وعندما حكم عليه بيلاطس بالصلب، بإيعاز من المسئولين بيننا، الذين أحبوه لم يتخلوا عنه، لأنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ الأنبياء عن هذه الأشياء وآلاف أخرى من الأشياء الرائعة المتعلقة به، ودعيت قبيلة (طائفة) المسيحيين من اسمه، ولم ينقرضوا حتى هذا اليوم. (عاديات اليهود 18.3.)

Resurrection of Christ by Piero della Francesca
قيامة المسيح - بييرو ديلا فرانشيسكا
Piero della Francesca (CC BY-NC-SA)

يناقش العلماء ما إذا كان يوسيفوس قد كتب هذا المقطع أو أضافه مسيحي لاحق لإثبات صحة المعتقدات المسيحية، وأصبحت تلك المقاطع أكثر شهرة في العصور الوسطى كدليل على قصة يسوع، حيث أظهرت وجهة نظر موضوعية من خارج المسيحية، ويمثل المقطع إشكالية لأنه بصرف النظر عن ذكر يسوع "بالمسيح" في قصة يعقوب البار، لكن لا توجد إشارة أخرى إلى خدمة يسوع، والغريب هو حقيقة أنه إذا كان يوسيفوس يعتقد أن يسوع هو المسيح (مسيح العهد القديم)، فلا بد أن يكون هناك المزيد من التفاصيل والإشارات إلى خدمة الرُسل في جميع أنحاء الإمبراطورية، ولكن بعد هذا المقطع، انتقل ليصف المزيد من الانتهاكات والصراعات تحت الحكم الروماني، ويحاول بعض العلماء المعاصرين استعادة النص الأصلي عن طريق إزالة المراجع الكريستولوجية، وتحويله إلى تقرير إضافي من ضمن التقارير لشخص يدعي أنه المسيح.

حافظ المسيحيون على كتابات يوسيفوس بسبب المقاطع المذكورة أعلاه، وظل مصدرًا مهمًا لدراسة المسيحية المبكرة، ويعتبر يوسيفوس ضروريًا لعلماء الآثار أيضًا، في إعادة بناء المدن والقرى في يهودا والجليل، حاول بعض المسيحيين لاحقاً أن يمنحوه بعض القداسة، لكن هذا لم يتحقق.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Mahmoud Ismael
مدرس تاريخ مهتم بترجمة المقالات والأبحاث التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Rebecca Denova
ريبيكا آي دينوفا، حاصلة على درجة الدكتوراه، أستاذة فخرية للمسيحية المبكرة في قسم الدراسات الدينية بجامعة بيتسبرغ. وقد أكملت مؤخرًا كتابًا دراسيًا بعنوان "أصول المسيحية والعهد الجديد" (وايلي بلاكويل)

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Denova, R. (2021, October 08). فلافيوس جوزيفوس يتحدث عن المسيحية [Josephus on Christianity]. (M. Ismael, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1848/

أسلوب شيكاغو

Denova, Rebecca. "فلافيوس جوزيفوس يتحدث عن المسيحية." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. آخر تعديل October 08, 2021. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1848/.

أسلوب إم إل إيه

Denova, Rebecca. "فلافيوس جوزيفوس يتحدث عن المسيحية." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 08 Oct 2021. الويب. 21 Dec 2024.