يوسابيوس القيصري والمسيحية

مقال

Rebecca Denova
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael
نُشر في 15 October 2021
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة

كان يوسابيوس بامفيلي (المعروف أيضًا باسم يوسابيوس القيصري، 260-340م) مؤرخًا، مُفَسِّرًا، ومجادلًا مسيحيًا. أصبح أسقف قيصرية فلسطين عام 314م، وشغل منصب أسقف بلاط قسطنطين الكبير (حكم 306-337م).يُعرف يوسابيوس بأنه "أبو التاريخ المسيحي" نظرًا لأعماله الهامة مثل: (الإعداد للإنجيل، التناقضات بين الأناجيل، التاريخ الكنسي، وحياة قسطنطين).

Eusebius
يوسابيوس القيصري
T'oros Roslin of Hromkla (Public Domain)

توفر أعمال يوسابيوس الكثير من معلوماتنا عن المسيحية المبكرة في القرن الرابع الميلادي، على الرغم من أنها لا تخلو من الجدل حول مصادره وتفاصيل أعماله. كان محور تاريخه هو الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية)، مع تفاصيل متفرقة فقط عن الإمبراطورية الرومانية الغربية، ومن المرجح أنه سُمِيَ "بامفيلي" تقديراً لأحد معلميه، بامفيلوس القيصري.

هرطقة آريوس ومجمع نيقية الأول (325م)

أصبح قسطنطين بعد تحوله عام 312م مسيحيًا، وفي الوقت نفسه رأس الكنيسة المسيحية، وعلى الرغم من أنه روج لوحدة العقيدة في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، ظهر جدل في مدينة الإسكندرية تحول إلى أعمال شغب في مدن أخرى (318-321م)، حيث نادي كاهن سكندري يدعي آريوس، أنه إذا كانا نعتقد أن الله خلق كل شيء، فلا بد أنه خلق المسيح في مرحلة ما، حرم أسقف الإسكندرية آريوس فلجأ إلى قيصرية فلسطين مع يوسابيوس.

يوسابيوس كان هو من عمد قسطنطين على فراش الموت.

قام هيرودس الكبير (حوالي 75-4 ق.م)، بتجديد مدينة قيسارية وبنى ميناء حوالي عام 20ق.م عرف باسم "برج سترابو". كانت قيسارية مركزًا تجاريًا مهمًا خلال أواخر الجمهورية الرومانية وكانت بمنزلة عاصمة مقاطعة يهودا، ويزعم لوقا في أعمال الرسل أن بطرس عمد في قيسارية بيت كرنيليوس قائد المئة، واستضاف فيها فيليب المبشر بولس في خدمته بين الأمم (غير اليهود). أصبحت قيصرية فلسطين مركزًا مهمًا لمختلف المدارس المسيحية، المعروفة باسم مدارس التعليم المسيحي، إما بسبب أهميتها في التجارة أو بسبب تقاليد المجتمع المسيحي المبكر. كان أوريجانوس (180-254م) أحد المعلمين المشهورين في المدينة، والذي كتب العديد من المقالات والتعليقات على العهد الجديد، وجمع يوسابيوس بها أكثر من 30000 مخطوطة، مما جعل قيصرية فلسطين مركزًا للدراسات المسيحية. كان يوسابيوس عند وصول آريوس، متعاطفًا مع أوريجانوس الذي نادي أيضًا بمفهوم مفاده أن المسيح كان تابعًا لله.

First Council of Nicaea
مجمع نيقية الأول
Jjensen (Public Domain)

دعا قسطنطين في عام 325م، إلى عقد مجمع مسكوني في مدينة نيقية لحل هذه المسألة، وأُحضِرَ آريوس مقيدًا بالسلاسل، ودافع عنه يوسابيوس. كان التحدي الذي واجه المجمع هو برهنة الطريقة التي توصلوا بها إلي وحدانية الله في تساميه (بقوة الروح) وطبيعته المتجسدة (آخذًا جسدًا في الابن)، وتمخض عن ذلك قانون الإيمان النيقاوي، الذي برهن الادعاء بأن الله والمسيح متطابقان في الجوهر وأن المسيح كان ظهور الله على الأرض، لا يزال هناك جدل حول مدى تأثير يوسابيوس على التفاصيل المختلفة لقانون الإيمان، ومع ذلك، رفض التوقيع عليه وتم إرساله (مع آريوس) إلى المنفى، ومع ذلك، استدعاه قسطنطين لاحقًا ليكون أسقفًا في بلاطه بالقسطنطينية، وكان هو من عمد قسطنطين على فراش الموت.

ادعى مؤرخ مسيحي آخر، سالامانيس هيرمياس سوزومن (400-450م)، أن قسطنطين سمح ليوسابيوس بالإفلات بوجهات نظره بسبب خدماته في البلاط الإمبراطوري، فوفقًا لسوزومن، عندما كان قسطنطين حيٌّ يُرزَق، لم يجرؤ أحد على رفض إملاءات مجمع نيقية علنًا، ومع ذلك، عند وفاته، استمر النقاش في عدة مدن، وبذل يوسابيوس وثيوجينيس أسقف بيثينية، "كل ما في وسعهما لكي تسود مفاهيم آريوس" (التاريخ الكنسي لسوزومين، الكتاب الثالث: الجزء الأول).

"ولما كان موثوقًا فيه، انتهز بشجاعة هذه الفرصة إلى أن صار قريبًا من زوجة الإمبراطور ومن الخصيان جناح مخدع النساء، وفي هذا الوقت عُيّن يوسيبيوس مشرفًا على شؤون الدار الملكية. وإذا كان ملتصقًا بحماس بالآريوسيين حث الامبراطور وكثيرين من الأشخاص المنتمين إلى البلاط على تبني نفس المفاهيم. ومن ثم ثار من جديد الجدل الخاص بالعقائد على المستوي الخاص والعام، وتجددت المنازعات والشقاقات". (التاريخ الكنسي لسوزومين، الكتاب الثالث: الجزء الأول).

لا نعرف التاريخ الدقيق لوفاة يوسابيوس، لكن سوزومين وضعه قبل وفاة قسطنطين الثاني، ابن قسطنطين الكبير، عام 341م. أُدرجَ يوسابيوس كقديس، في استشهاد عام 411م بسوريا، مع عيد لاحتفال به في 30 مايو من كل عام، وصورته أيقونات الكنيسة الأرمنية محاطًا بهالة القديسين.

الدفاع عن أوريجانوس

ادعى يوسابيوس أن الكثير من هذا العمل كُتِبَ أول مرة في السجن عن طريق معلمه بامفيلوس وبمساعدته. اتبع يوسابيوس مفهوم أوريجانوس عن الله باعتباره خالق كل الكائنات وكل الأشياء الصالحة، خلال دفاعه عنه، حيث ادعى أوريجانوس أنه عندما خلق الله الأنفس، فقد خلقها بإرادة حرة. خُلقت هذه الأنفس في الأصل لتمجيد الله ببساطة، واستخدمت إرادتها الحرة للابتعاد عنه، وعندما فعلت ذلك، بدأت تبتعد عن مصدر الحياة، فخلق الله برحمته الكون المادي لاحتواء الانفس في رحلاتها المختلفة، فصارت بعضها نجومًا، والبعض ملائكة، والبعض الآخر بشرًا. نفس واحدة، هو المسيح، لم يبتعد، حيث أرسله الله بعد ذلك إلى العالم لينير الأنفس ويرشدهم إلى طريق موطنهم الأصلي.

إن الإرادة الحرة المتولدة في البشر من خلال أرواحهم بالنسبة ليوسابيوس، هي التي أدت إلى اختيارهم للخطيئة وليس لأنهم أشرارًا بطبيعتهم، وبناءً عليه فإن العقوبة ضد تلك الخطايا مستحقة كحكم عادل على الانقلاب على شريعة الله الطبيعية. تعارضت هذه الفكرة مع المعلمين المسيحيين الآخرين الذين زعموا أن الجسد هو مصدر الخطية (المتأصلة في أهوائه ودوافعه)، أما وفقًا ليوسابيوس، كانت الخطيئة خيارًا فكريًا.

التاريخ الكنسي

بدأ يوسابيوس في عام 290م، كتابة تاريخ المسيحية من العصر الرسولي إلى عصره، نُسِقَ ورُتِبَ العمل ترتيبًا زمنيًا مع فترة حكم الأباطرة الرومان، وقدم تفاصيل عن الأساقفة والمعلمين الأوائل، خلافات الأساقفة في الكراسي الرسولية المختلفة، تاريخ الهرطقات، تاريخ اليهود، العلاقات بغير اليهود (الوثنيين)، واستشهاد المسيحيين الأوائل. توفر المعلومات الواردة في عمله واقتباساته من أعمال أخرى (مفقودة الآن) نَظْرَة قيمة للعلاقة بين الكنيسة والدولة في العصور القديمة المتأخرة.

حياة قسطنطين الكبير

هذا العمل ليس كتاب تراجم قياسي، بل إن حياة قسطنطين الكبير ليوسابيوس هو أكثر من مجرد تَقرِيظ (خطاب عام أو منشور في مدح شخص ما أو شيء ما)، أو ربما تأبين بعد وفاة قسطنطين الكبير. إحدى المقاطع الأكثر شهرة في ذلك يتعلق بتحول قسطنطين التاريخي للمسيحية.

كان الإمبراطور قد أخبر يوسابيوس أنه في وقت ما بين وفاة والده قسطنطيوس كلوروس عام 306م والمعركة عند جسر ميلفيو في روما ضد مكسنتيوس عام 312م، رأى رؤية، مع جنوده، عن "صليبًا من نور في السماء" فوق الشمس في منتصف النهار، جنبا إلى جنب مع الرمز كانت هناك عبارة "in hoc Signo vinces" ("أغلب بهذا")، وفي تلك الليلة، في الحلم، "ظهر له مسيح الله بنفس العلامة التي رآها في السماء، وأن يستعملها كوقاية له في كل حروبه مع أعدائه" (حياة قسطنطين، الكتاب الأول: ص29).

Constantine's Conversion
معمودية قسطنطين
Peter Paul Rubens (Public Domain)

هناك نسخة أخرى من هذه القصة يرويها لوسيوس كايسيليوس فيرميانوس لاكتانتيوس (250-325م)، وهو فيلسوف مسيحي، مستشار لقسطنطين، وعمل معلم لابنه كريسبوس. كتب "القوانين الإلهية"، وهو عمل دفاعي ردًا على النقاد غير المسيحيين، لإثبات معقولية وحقيقة المسيحية. كتب لاكتانتيوس، في عام 313م، أن قسطنطين أخبره أن حلمه حدث في الليلة التي سبقت معركة جسر ميلفيو، ولم يذكر "الرمز في السماء" لكنه ادعى أن قسطنطين كان لديه رمز "كاي رو" مرسومًا على دروع الجنود. "كا رو Chi-rho" كانا أول حرفين يونانيين للمسيح، وقد تم وضع حرف فوق الآخر. أصبح هذا الرمز معروفًا باسم صليب الستاوروغرام (كلمة يونانية تعني "الصليب") وأصبح فيما بعد رمزًا للبابوية في روما.

تبقى الروايتان موضع نقاش بسبب اختلاف التفاصيل، فلم يجعل يوسابيوس روايته على جسر ميلفيو، ولم يذكر لاكتانتيوس في روايته ذلك الرمز في السماء، فكلاهما متفقان على حلم قسطنطين وتكليفه من قبل المسيح نفسه. قام يوسابيوس بتحرير كتاب حياة قسطنطين الكبير عدة مرات لهذا السبب لم نستطع من تحديد تاريخ وضعه لنسخته الأصلية، لكنه لم يدرج هذا الحدث في تاريخه الكنسي، ومما لا يزال يمثل إشكالًا هو قوس النصر لقسطنطين، الذي بُنِيَ بأمر من السناتو عام 315م لإحياء ذكرى انتصاره على مكسنتيوس، فمثل العديد من المعالم الأثرية في روما، شُيِدَ من أجزاء من آثار قديمة، فيحتوي القوس على عناصر من آثار سابقة لأباطرة أمثال: تراجان، هادريان وماركوس أوريليوس، لذا، فإن قوس قسطنطين يحتوي على رموز لماضي روما الوثني لتمجيد الحكم الإمبراطوري، ولم تُصور أيقونة تحول قسطنطين إلى المسيحية عليه.

قانونية الكتاب المقدس

إن كتاب حياة قسطنطين هو مصدرنا الوحيد لما أصبح في نهاية المطاف قانونية العهد الجديد.

إن كتاب حياة قسطنطين هو مصدرنا الوحيد لما أصبح في نهاية المطاف قانونية العهد الجديد (إلى جانب العهد القديم). يتضمن هذا سؤال عن نوع المسيحية التي اعتنقها قسطنطين، لم تكن هناك سلطة مركزية تحدد المفاهيم والشعائر المسكونية للديانة المسيحية لمدة 300 عام، ويبدو أن قسطنطين اتبع تعاليم آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي، وهم القادة المسيحيون الذين كتبوا ما أصبح فيما بعد العقيدة المسيحية. جادل هؤلاء الكتاب بأن أناجيل (مرقس، متى، لوقا، ويوحنا) كانت هي الأناجيل الأرثوذكسية (الصحيحة) الوحيدة، من بين الأناجيل العديدة الأخرى المتاحة في ذلك الوقت، التي عدّت كتابات هرطوقية. وبحسب يوسابيوس، كتب له قسطنطين:

"فقد رأيته مناسبًا أن أطلب من فطنتكم بان تأمروا بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس، الذي تعرفون أن وجوده نافع وضروري جدًا لتعليم الكنيسة، على أن تنسخ على رقوق خاصة بعناية خاصة، وبحجم مناسب سهل الحمل، وعلى أيدي نساخ أكفاء مدريين في فنهم". "هكذا كانت أوامر الامبراطور التي سرعات ما نفذت وبدأ العمل، وأرسلنا اليه النسخ في مجلدات مجلدة تجليدًا فاخرًا، يحتوي كل مجلد على ثلاث وأربع رِزَم". (حياة قسطنطين الكبير: المجلد الرابع: صفحة 36-37)

ناقش يوسابيوس في عمله في التاريخ الكنسي، حجج آباء الكنيسة لاختيارهم الأناجيل الأرثوذكسية، وتابع رفضهم للتناقضات الموجودة في الأناجيل الأربعة باعتبارها اختلافات في الشهادة المباشرة للأحداث، وكذلك تفسيرات كل مبشر. هذه التفاصيل موجودة أيضًا في رسالة له منفصلة بعنوان "اختلافات الأناجيل". هناك مقطع طويل من إنجيل يوحنا، يتعارض مع الآراء القائلة بأن إنجيل يوحنا كان مختلفًا تمامًا عن (الثلاثة) الآخرين. جادل يوسابيوس بأن يوحنا اتبع هذه الأناجيل، لكنه أضاف بصيرة روحية لاحقة إلى الفهم الحقيقي للمسيح.

Codex Vaticanus
الكوديكس الفاتيكاني
Leszek Jańczuk (CC BY-SA)

يناقش العلماء المخطوطات اللاحقة المعروفة باسم (المخطوطات السينائية والمخطوطة الفاتيكانية) حول ما إذا كانت تحتوي على الكتاب المقدس الأصلي لقسطنطين، حيث تختلف في عدد الأوراق. تشير المخطوطة السينائية إلى قانونية يوسابيوس، لكن الفاتيكانية تشير إلى نسخة أسبق، وقد أدرجت كتابات يوسابيوس المقبولة قانونيًا للعهد الجديد 22 سفرًا في ذلك الوقت. وصل التقنين النهائي بعد سنوات من النقاش 27 سفرًا.

أعمال أخري

كتب يوسابيوس العديد من الأعمال الإضافية، فُقد بعضها أو بقي فقط في المخطوطات اللاحقة التي اقتبست من كتبه، ومن بين هذه القصص مجموعة منفصلة من قصص الشهداء الأوائل، بوليكاربوس أسقف مدينة سميرنا، بيونيوس، شهداء فيينا وليون، وشهداء فلسطين، المكتوبة عام 311م المتعلقة بالاضطهاد الكبير في عهد دقلديانوس.

استخدم يوسابيوس، مثل كل آباء الكنيسة الأوائل، الذين تعلموا الفلسفة، مفاهيم ولغة المدارس الفلسفية للمطالبة بمكانة المسيحية ضمن مفاهيم الكون تلك، وكثيرًا ما كان يستشهد بأفلاطون، ويضع الباحثون كتاب يوسابيوس "الإعداد للإنجيل" فيما يعرف بالأفلاطونية الوسطى، حيث عثرنا على مفهوم أفلاطون "اللوغوس" ("العقلانية" أو "الكلمة") في اِستِهلال مبكر لإنجيل يوحنا الرابع، وكان الفلاسفة قد اقترحوا وجود إله أعلى وراء مقامات الآلهة والقوى في السماء، وادعى يوسابيوس أن إله إسرائيل هو هذا الإله الأعلى، الذي كانت خطته الإلهية هي الهدف النهائي للمسيحية منذ البداية، وقد تكررت العديد من المفاهيم الفلسفية في رسالة أخرى بعنوان "الاستعلان الإلهي" حيث دافع عن المسيح باعتباره الكلمة الإلهية.

Preparation for the Gospel by Eusebius
التحضير للإنجيل ليوسابيوس القيصري
Michael Sonnius, Sebastian Cramoisy & Charles Morel (Public Domain)

تناول يوسابيوس تفاصيل كثيرة عن شخص يسوع المسيح في كتابه "برهان الإنجيل"، الذي هو ربما امتدد لعمله "الإعداد للإنجيل"، فعلي الرغم من مرور الزمن وعدم تأسيس ملكوت الله على الأرض، أيد يوسابيوس عقيدة الرجاء الأخروي، أو عودة المسيح ليعلن الملكوت، ومثل المسيحيين الآخرين، أعلن اليهود أعداءً للمسيح، الذين سيخضعون في النهاية للمسيحيين، وسيتم تدمير عقيدتهم القديمة.

أوجز يوسابيوس في عمل آخر له هو "خلاصات نبوية"، النصوص المسيانية لأسفار الأنبياء، التي تشير إلى المسيح، كما كتب يوسابيوس تعليقات على سفر المزامير وسفر إشعياء. نجت هذه الأعمال من اقتباسات المسيحيين البيزنطيين اللاحقين، وكان لديه أيضًا تعليقات على رسالة بولس إلى أهل رومية ورسالة كورنثوس الأولى. تشمل التعليقات المفقودة (منطقة يهودا، وصفًا لخسارة الأسباط العشرة من أسباط إسرائيل الاثني عشر، مخطط للقدس، ومعبد سليمان). نجت اثنتين من عظاته: (واحدة عن تدشين كنيسة في مدينة صور، وأخرى عن الذكرى الثالثة عشرة لحكم قسطنطين).

إرث يوسابيوس

تعرض يوسابيوس كثيرًا بدءًا من العصور القديمة المتأخرة، لانتقادات المؤرخين الآخرين، حيث رفض سقراط القسطنطيني (مؤرخ مسيحي من القرن الخامس الميلادي) كتاب يوسابيوس "حياة قسطنطين" لأنه ركز فقط على مدح الإمبراطور وليس على الحقائق (التاريخ الكنيسي،1:1)، ولا تزال منهجيته واختيار لمواده تتعرض للنقد بسبب عبارات مثل ما يلي:

"لذلك اعتزمنا أن لا نروي عنهم شيئًا إلا ما نراه ضروريًا لإظهار العدل الإلهي... بل سندون بصمة عامة في هذا السفر التاريخي تلك الحوادث فقط التي قد تكون نافعة لنا أولًا، وبعد ذلك الأجيال القادمة". (التاريخ الكنسي، الكتاب الثامن، الفصل الثاني)

يقول في الفصل الثاني عشر

"ولعله من الأفضل التجاوز عن جميع الحوادث الأخرى التي حدثت في نفس الوقت مثل... شهوة السلطة التي بدت من الكثيرين، والرسامة غير الشرعية، والانشقاقات بين المعترفين أنفسهم، وأيضًا البدع التي اخترعت بإحكام ضد البقية في الكنيسة، التي ابتدعها الأعضاء الجدد المشاغبون، الذين أضافوا بدعة على بدعة، ودفعوها في الكنيسة بين مصائب الاضطهاد، مكومين مصيبة فوق المصيبة. وأراه من اللائق تجنب وتحاشى وصف هذه الأمور كما قلت من البداية".

بمعنى آخر، قرر يوسابيوس (وحكم) بالفعل على كل الآراء التي لم تتفق معه في رواية الأحداث. هناك هذا المقطع في عمله "مقدمة تمهيدية للإنجيل":

" سيكون من الضروري في بعض الأحيان استخدام الأباطيل [الخيال] كعلاج لمصلحة أولئك الذين يحتاجون إلى مثل هذا الأسلوب من العلاج (الكتاب الثاني عشر، الجزء الواحد والثلاثون)

إن الحكم على مثل هذه التصريحات من خلال عدسة التأريخ الحديث - التي ندعي أنها موضوعية - يعني تجاهل المنهج التي كتب بها جميع المؤرخين القدماء رواياتهم، ففي روايتهم لما حدث، أدرجوا أيضًا معنى هذه الأحداث وتفسيراتها بالإضافة إلى تقييمات وأحكام جدلية للشخصيات، فعلى الرغم من الانتقادات، يتفق الإجماع على أنه بدون كتابات يوسابيوس، لن نتمكن من الوصول إلى الأحداث والأشخاص في السنوات التكوينية للمسيحية، فمعلوماته لا تقدر بثمن بالنسبة للكلاسيكيين، ومؤرخي الإمبراطورية الرومانية اللاحقين، واللاهوتيين أيضًا.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Mahmoud Ismael
مدرس تاريخ مهتم بترجمة المقالات والأبحاث التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Rebecca Denova
ريبيكا آي دينوفا، حاصلة على درجة الدكتوراه، أستاذة فخرية للمسيحية المبكرة في قسم الدراسات الدينية بجامعة بيتسبرغ. وقد أكملت مؤخرًا كتابًا دراسيًا بعنوان "أصول المسيحية والعهد الجديد" (وايلي بلاكويل)

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Denova, R. (2021, October 15). يوسابيوس القيصري والمسيحية [Eusebius on Christianity]. (M. Ismael, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1854/

أسلوب شيكاغو

Denova, Rebecca. "يوسابيوس القيصري والمسيحية." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. آخر تعديل October 15, 2021. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1854/.

أسلوب إم إل إيه

Denova, Rebecca. "يوسابيوس القيصري والمسيحية." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 15 Oct 2021. الويب. 20 Nov 2024.