الأنماط المُمَيِّزة لنصوص (Text-Types) العهد الجديد

9 الأيام المتبقية

استثمر في تعليم التاريخ

من خلال دعم مؤسسة تاريخ العالم الخيرية، فإنك تستثمر في مستقبل تعليم التاريخ. تبرعك يساعدنا على تمكين الجيل القادم بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها لفهم العالم من حولهم. ساعدنا في بدء العام الجديد استعدادًا لنشر معلومات تاريخية أكثر موثوقية مجانًا للجميع.
$3544 / $10000

مقال

Peter Kauffner
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Malek Kanhoush
نُشر في 11 April 2022
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, أسباني
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة

كُتبت أسفار العهد الجديد في القرن الأول الميلادي. ومع انتشار المسيحية في القرن الثاني الميلاديّ، أُنجزت العديد من النسخ من هذه الأسفار، بعضها على يد نُسّاخٍ غير محترفين. وتُعتبرُ المخطوطات المُبكرة أقرب منها إلى الأصل من المخطوطات الأحدث، حيث يُحتمل أن تكون المخطوطات الأقدم قد مرت بعددٍ أقل من دورات النسخ.

Codex Vaticanus
الكوديكس الفاتيكاني
Leszek Jańczuk (CC BY-SA)

وضع نُقاد النّصوص قواعدًا مختلفةً لاختيار النّصّ الأفضل، وتدّعي أحد هذه القواعد أنّ القراءة الأكثر صعوبةً هي الأفضل. وقد يرغب النُسّاخ في جعل الكتاب المقدس أسهل للفهم، على الأقل في أذهانهم هُم، والناسخ المُتدين قد يكون أكثر ترددًا في إزالة المادة بدلًا من إضافتها. يجب على الباحثين التفكير في الأسباب التي قد تدفع الناسخ إلى تغيير النّصّ، وتحليل السبب الأكثر منطقية في كل حالة. إنَّ تحليل المخطوطات بهذه الطريقة يستهلك الموارد العلمية، ومن هنا تأتي الحاجة إلى الأنماط المُمَيِّزة للنصوص، فهي تسمح للنقاد بتركيز اهتمامهم على مجموعةٍ أقدم من المخطوطات. وهناك ثلاثة أنماط مُمَيِّزة رئيسية للنصوص:

  • السَكَندَريّ
  • الغربي
  • البيزنطي

تطور الأنماط المُمَيِّزة للنص

تسمى النسخ ذات التفاوتات الشائعة بالنّصّ الغربي. ويشير العلماء إلى هذا النّصّ على أنه "حرٌ" أو "غير متحكم فيه". وقد تعرض لإعادة الصياغة والتوضيح وغيرها من الإضافات، وربما تأثر بالنُّساخ غير المحترفين. في أوائل القرن الثالث الميلادي، حاول أوريجانس (Origen) معالجة هذه المشكلة عن طريق فحص العديد من المخطوطات واختيار المخطوطات التي رأى أنّها الأفضل. ومن الاقتباسات التي قدمها، يمكننا رؤية أن النّصّ الذي اختاره يتوافق مع النّصّ السَكَندَريّ. وبعد تحول قسطنطين (Constantine I) إلى المسيحية في القرن الرابع الميلادي، تمّ نسخ هذا النّصّ على نطاق واسع وبعناية.

النّصّ السَكَندَريّ أقصر وأقلّ صقلًا من الأنماط الأخرى.

في أواخر القرن الثالث الميلادي، حاول لوقيانوس الأنطاكي (Lucian of Antioch) (حوالي 240-312 م) اتباع نهجٍ مختلفٍ في التعامل مع مشكلة النّصّوص المختلفة. فقام بإنشاء مراجعة للكتاب المقدس بناءً على مخطوطاتٍ مختلفةٍ من النوع الغربي. وحرص هو وكتبته على ألّا يفقدوا أيًّا مما كان يُفهم على أنّه كلام الله. وبمقارنة النّصّ البيزنطي الذي أنتجه بالنّصّ السَكَندَريّ، نجد في النص البيزنطي عباراتٍ إضافيةٍ بل وحتى قصصًا. وقد فضّل العديد من المسيحيين هذا النّصّ لأنه قام بمواءمة الأناجيل الأربعة في قصةٍ أكثر تماسكًا كما قام بتصحيح الأخطاء النحوية. واستُخدِم هذا النّصّ من قبل كنائس الإمبراطورية البيزنطية منذ ألف عام. وأقدم مثالٍ باقٍ للنّصّ البيزنطي موجودٌ في عظات يوحنا الذهبي الفم (John Chrysostom) (حوالي 349-407 م)، وهو شخصيةٌ كنسيةٌ من أنطاكية.

النمط المُمَيِّز السَكَندَريّ

جاء اسم "السَكَندَريّ" نسبةً إلى المخطوطة السَكَندَريّة (Codex Alexandrinus)، وهي أول مخطوطةٍ من النمط السَكَندَريّ حازت على اهتمام الباحثين. تبرع بهذه المخطوطة البطريرك كيرلس لوكاريس (Cyril Lucaris) في العام 1621 إلى ملك إنجلترا تشارلز الأول (Charles I of England) (حكم من 1625 إلى 1649)، ويأتي اسمها من ملاحظةٍ على المخطوطة تشير إلى أنّها كانت محفوظة في الإسكندرية ذات يوم.

النّصّ السَكَندَريّ أقصر وأقلّ صقلًا من الأنماط الأخرى. ومن بين ما يقرب من 6000 مخطوطة باقية، هناك حوالي 30 أو نحو ذلك هي من النمط السَكَندَريّ، والذي يميل إلى أن يكون الأكثر إيجازًا. أقدم نماذج هذا النمط والتي لا تزال موجودة هي البردية 46 والبردية 66، وكلاهما يرجع تاريخهما إلى حوالي العام 200م. والترجمات الحديثة للعهد الجديد، مثل النسخة الإنجليزية القياسية، تستخدم نصًا يونانيًا يعتمد على مخطوطاتٍ من هذا النوع.

مخطوطات بارزة من النمط السَكَندَريّ

الاسم

اللقب التاريخ (القرن) المحتوى الموقع

البردية 46

Chester Beatty II

الثالث

الرسائل البولسية

دبلن وجامعة ميشيغان

البردية 66 Bodmer II الثالث إنجيل يوحنا مكتبة بودمر، جنيف
البردية 75 Bodmer XIV-XV الرابع إنجيلي يوحنا ولوقا مكتبة الفاتيكان

الكوديكس السينائي

Codex Sinaiticus

א (aleph) الرابع العهد الجديد المكتبة البريطانية

الكوديكس السَكَندَريّ

Codex Alexandrinus

A الرابع العهد الجديد مكتبة الفاتيكان

الكوديكس الفاتيكاني

Codex Vaticanus

B الخامس العهد الجديد المكتبة البريطانية

الكوديكس الأفرامي المُطَرَّس

Codex Ephraemi Rescriptus

C الخامس العهد الجديد المكتبة الوطنية الفرنسية

يقتبس من النّصّ السَكَندَريّ كل من كليمنت (Clement) في أواخر القرن الأول الميلادي، وأوريجانس في أوائل القرن الثالث الميلادي، وديديموس الأعمى (Didymus the Blind) وكيرلس (Cyril) في القرن الرابع الميلادي. وقد تم إعادة بناء النّصّ السَكَندَريّ بناءً على مجموعة من المخطوطات القديمة تسمى "المخطوطات الأربعة الكبرى المكتوبة بالحرف الكبير غير المخصص" 'four great uncials'، أي المخطوطات المكتوبة بأحرف كبيرة. وهذه المخطوطات هي:

  • الكوديكس الفاتيكاني Codex Vaticanus
  • الكوديكس السينائي Codex Sinaiticus
  • الكوديكس السَكَندَريّ Codex Alexandrinus
  • الكوديكس الأفرامي المُطَرَّس Codex Ephraemi Rescriptus

Codex Alexandrinus
الكوديكس السَّكَندَري
British Library (Public Domain)

كتب النّساخ بالأحرف الكبيرة (Capital Letters) منذ القرن الثاني حتى القرن الثامن الميلادي، ولكن جودة الكتابة اليدوية انخفضت في القرنين السابع والثامن، فأصبحت المخطوطات صعبة القراءة. في القرن التاسع تم تقديم الأحرف الصغيرة (Lower Case – Small Letters) التي كانت أصغر ويمكن كتابتها بسرعة أكبر. وكان هناك قدرٌ كبيرٌ من نشاط النسخ في القرن التاسع إذ أُعيد نسخ النّصّوص المكتوبة بالأحرف الكبيرة على شكل نصوصٍ مكتوبةٍ بالأحرف الصغيرة، وكان هذا الانتقال كاملاً لدرجة أنّ الجيل التالي لم يتعلم قراءة المخطوطات المكتوبة بالأحرف الكبيرة. تمّ أخذ الرّقّ من المخطوطات القديمة، وغُسل ثم أعيد استخدامه، كما في حالة الكوديكس الأفرامي المُطَرَّس.

النمط المُمَيِّز الغربي

النّصّ الغربي، أو النّصّ D، غالبًا ما يعيد صياغة النّصّ السَكَندَريّ ويضيف إليه. ويعود أصل تسمية "الغربي" إلى سملر (Johann Salomo Semler)، وهو ناقد للنصوص من القرن 18، جادل بأن النّصّ نشأ في المنطقة الناطقة باللاتينية حول غرب البحر الأبيض المتوسط. وفيما يتعلق بأخطاء النّصّ الغربي اقترح أنّه يمكن إلقاء اللوم على النُسّاخ الذين لم يتقنوا اللغة اليونانية، لكن هذه النظرية تظلّ غير مؤكدة. فقد يكون الدافع وراء بعض التغييرات الحاصلة على النّصّ هي الرغبة في تنسيق الأناجيل الأربعة في روايةٍ مترابطة. وعلى الرغم من قِدَمِ النّصّ الغربي، إلا أن النقاد عمومًا يرفضون هذا النمط من النّصّوص باعتباره حرًا جدًا.

مخطوطات بارزة من النمط الغربي

الاسم

اللقب التاريخ (القرن) المحتوى الموقع

البردية 38

بردية ميشيغان حوالي 220 جزء من سفر أعمال الرسل جامعة ميشيغان

البردية 48

القرن الثالث جزء من سفر أعمال الرسل مكتبة لورنتين، فلورنسا

كوديكس بيزا

Codex Bezae

D(ea) حوالي 400 الأناجيل وسفر أعمال الرسل كامبريدج

كوديكس كليرمونت

Codex Claromontanus

D(p) حوالي 550 الرسائل البولسية المكتبة الوطنية الفرنسية

اقتُبِسَ النّصّ الغربي من قبل كتاب القرن الثاني الميلادي مرقيون (Marcion of Sinop) وتاتيان (Tatian of Adiabene) وإيرينيوس (Irenaeus) وترتليان (Tertullian). كل من البردية 38 والبردية 48 تنتمي إلى النمط الغربي ويعود تاريخهما إلى قرابة 300 م. أُعيد بناء النّصّ من كوديكس بيزا (Codex Bezae)، وهي مخطوطة عائدة للقرن الخامس وتضم الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل، ومن كوديكس كليرمونت (Codex Claromontanus)، المخطوطة التي تحتوي على رسائل بولس ويعود تاريخها إلى حوالي عام 550.

كوديكس بيزا هي المخطوطة الوحيدة المبكرة التي تتحدث عن قصة المرأة الزانية (يوحنا 53:7-11:8). حيث لم يتم ذكر هذا المقطع في أفضل خمسة شواهد لإنجيل يوحنا، وهي البردية 66، والبردية 75، والكوديكس الفاتيكاني، والكوديكس السينائي، والكوديكس السَّكَندري، ولا يذكر يوحنا الذهبي الفم هذه القصة في عظاته. ومع ذلك، فإن رسائل ديديموس (حوالي 313-398 م) تتضمن مناقشة للقصة، ما يشير إلى أنه قد تم تداولها في مصر في القرن الرابع. وهذا يعني أن القصة، التي قدم ديديموس مصدرها على أنها "أناجيل معينة"، هي قصة قديمة قدم الكوديكس الفاتيكاني أو الكوديكس السينائي على الأقل، ولكن أقرب مثال موجود على القصة الكاملة موجود في كوديكس بيزا الذي من القرن الخامس. يُعتقد أن إنجيل يوحنا هو نتاج كتابة مشتركة، وأنّه قد جُمِّعَ على مراحل، ما يعني أنه من الممكن اعتبار أكثر من نصٍّ أصليًا. يتمتع المقطع بخاصية "عائمة" فريدة، ويظهر في مواقع مختلفة في مخطوطات مختلفة. وعلى الرغم من هذه الشكوك، فقد احتُفِظَ بالمقطع في الترجمات الحديثة.

النمط المُمَيِّز البيزنطي

حوالي 95% من المخطوطات الباقية هي من النمط المُمَيِّز البيزنطي.

بعد اضطهاد المسيحيين على يد الإمبراطور الروماني ديوكليتيان (Diocletian) (حكم 284-305 م)، ظهرت الحاجة إلى تعويض المخطوطات التي أُتلفت. وكجزء من هذا المشروع، يُقال إن لوقيانوس الأنطاكي قد قام بتأليف نسخةٍ منقحةٍ من مخطوطاتٍ مختلفة من النمط الغربي. أول شاهد على النمط المُمَيز البيزنطي للنص هو يوحنا الذهبي الفم، الذي اقتبس منه على نطاقٍ واسعٍ في عظاته. لقد كان نصًّا قياسيًا أُنتِجَ بواسطة النساخ المدربين في دُور النسخ لعدة قرون. حوالي 95% من المخطوطات الباقية هي من النمط المُمَيِّز البيزنطي.

يتميز نمط النّصّ البيزنطي بقواعد أكثر صقلًا، وبإضافاتٍ تعالج التناقضات والقضايا اللاهوتية. فهناك عدة فقرات في النّصّ البيزنطي منسوخة من مكان آخر في الكتاب المقدس. على سبيل المثال، " بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ" (متى 5: 44، ترجمة فان دايك) مقتبس من لوقا 6: 27-28.

إحدى الآيات التي تحتوي على القراءات المستخدمة لتصنيف المخطوطات هي مرقس 1: 2. تقول المخطوطات السَكَندَريّة "كما هو مكتوب في إشعياء النبي" بينما تقول المخطوطات البيزنطية "في الأنبياء".

في متى 2: 18، يقرأ النّصّ السَكَندَريّ "بكاءٌ وحزنٌ عظيم" بينما يقرأ النّصّ البيزنطي "رثاءٌ وبكاءٌ وحزنٌ عظيم". كلا النّصّين يقتبسان من إرميا 31: 15، لكن النّصّ السَكَندَريّ مترجمٌ من العبرية بينما يستخدم النّصّ البيزنطي الترجمة السبعينية، وهي ترجمة يونانية. إن القواعد النحوية المستخدمة هي الاختبار الأكثر موثوقية لنوع النّصّ، ولكن هذا الاختبار لا يترجم إلى باقي اللغات.

من النّصّ القديم إلى النّصّ الحديث

يطلق على النسخة الحديثة من النّصّ البيزنطي اسم "النصّ المُستَلَم - Textus Receptus"، وقد قام بطباعتها ديزيديريوس إيراسموس (Desiderius Erasmus) في بازل عام 1516. وقد استخدمت هذا النّصّ نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس، التي طلبها ملك إنجلترا جيمس الأول (James I of England) (حكم 1603-1625)، إضافة إلى ترجمات أخرى من عصر الإصلاح البروتستانتي. في العام 1720، نشر أمين المكتبة الملكية البريطانية ريتشارد بنتلي (Richard Bentley) كُتيبًا يقترح استبدال "النصّ المُستَلَم - Textus Receptus" بنصٍّ يوناني يعتمد على المخطوطة السكَندَريَّة. استخدم بنتلي اقتباسات من أوريجانس لإظهار أن "النصّ المُستَلَم - Textus Receptus" كان تحريفًا للنص القديم.

في أوائل القرن 19، طور عالم فقه اللغة الألماني كارل لاشمان (Karl Lachmann) أساليب سمحت للناقد بتحديد أيّ نُسخ المخطوطة كانت الأقرب إلى الأصل. وصنّفَ المخطوطات بناءً على الأنماط المميزة المختلفة للنصوص. وفي العام 1850، نشر نصًا يونانيًا يعتمد على المخطوطة السَكَندريّة وعلى اقتباسات من آباء الكنيسة. في عام 1881، قام بروك فوس ويتسكوت (Brooke Foss Westcott) مع فينتون جون أنثوني هورت (Fenton John Anthony Hort) بنشر نصٍ يونانيٍ يعتمد على المخطوطات من النمط المُميِّز السَكَندَريّ. واستُخدِم الكوديكس الفاتيكاني، وهو مخطوطة موجودة في مكتبة الفاتيكان، كلما أمكن ذلك. أما الكوديكس السينائي، الذي اكتُشِفَ في دير سانت كاترين في سيناء عام 1844، فقد استُخدِمَ في الأماكن التي كان فيها الكوديكس الفاتيكاني تالفًا أو غير واضح. وبما أن سفر الرؤيا الكتابي مفقودٌ من كلا المخطوطتين، فقد تم أخذه من الكوديكس السَكَندَري.

St. Catherine's Monastery, Sinai
دير سانت كاترين بسيناء
Marc!D (CC BY-NC-ND)

يعتمد نص UBS (جمعيات الكتاب المقدس المتحدة) الذي يستخدمه المترجمون المعاصرون على كلٍّ من الكوديكس الفاتيكاني والكوديكس السينائي؛ وهذه المخطوطات تسبق المخطوطات التي استخدمها إيراسموس بحوالي 800 عام. وبالمقارنة مع "المخطوطات الأربعة الكبرى المكتوبة بالحرف الكبير غير المخصص" 'four great uncials'، فإن المخطوطات التي استخدمها إيراسموس يمكن أن تكون نُسخًا عن نسخٍ عن نسخ.

مع نشر برديات تشستر بيتي (Chester Beatty Papyri) بين عامي 1933-1958 وبرديات بودمر (Bodmer Papyri) في العام 1961، سارع نقاد النُصوص إلى إدراجها في النّصّ النقدي وقام المترجمون بتحديث النسخة القياسية المنقحة. في عام 1962، تم تأريخ إحدى البرديات التي تحتوي على نص قريب من الكوديكس الفاتيكاني على أنها أقدم من المخطوطات الأربعة الكبرى المكتوبة بالحرف الكبير غير المخصص" 'four great uncials' بأكثر من قرن بناءً على تحليل خط اليد. كانت هذه البردية رقم 75، وهي عبارة عن مخطوطة بردية لإنجيلي لوقا ويوحنا. اعتبر العلماء أن التأريخ دليل على أن المخطوطة الفاتيكانية تمثل نمطًا مُمَيزًا نصيًا قديمًا بشكل استثنائي. ومع ذلك، في عام 2016، وجد برنت نونجبري (Brent Nongbri) أن الكتابة متوافقة مع نطاق أوسع من التواريخ. بالنسبة لوثيقتين طويلتين مكتوبتين بخط اليد، فإن الاتفاق بين البردية 75 والكوديكس الفاتيكاني مرتفع للغاية. ويشير هذا إلى أنها تعود إلى نفس الفترة وربما نُسخت من نفس النموذج. حيث اكتُشفت البردية 75 كجزء من مجموعة من البرديات العائدة للقرنين الرابع والخامس.

على الرغم من أن إعادة تأريخ البردية 75 قد بدد الأمل في إنشاء نص موثوق يعتمد على برديات القرن الثالث، فإن الرأي القائل بأن النّصّ السَكَندَريّ كان متداولًا قبل وقت طويلٍ من المخطوطة الفاتيكانية تدعمه اقتباسات من أوريجانس من القرن الثالث التي استشهد بها بنتلي.

من بين الترجمات الحديثة، تستخدم نسخة الملك جيمس الجديدة النّصّ البيزنطي مع الحواشي لشرح الاختلافات مع النّصّ السَكَندَريّ. بينما تستخدم تقريبًا جميع الترجمات الحديثة الأخرى إصدارات Nestle-Aland أو UBS للنص السَكَندَريّ.

خاتمة

إن مثالية الأنماط المُمَيّزة للنصوص تناقضها فرديّة المخطوطات الواقعية. والكوديكس السَّكندري نفسه مصنفٌ على أنه بيزنطيٌ من حيث الأناجيل وسَكَندَريٌّ فقط فيما يتعلق بالرسائل. تشجع مصطلحات النمط المُميّز النّصي وجهة نظر تطورية، حيث، وعلى سبيل المثال، تؤدي النّصّوص السابقة للسَّكَندَرية إلى النّصّوص السَكَندَريّة، أو النّصّوص الغربية إلى البيزنطية.

Tyndale Bible
الكتاب المقدس بترجمة ويليام تيندال
Steve Bennett (CC BY-SA)

كبديل للأنماط المُميّزة للنصوص، أنشأ الباحثان كورت وباربرا ألاند (Kurt and Barbara Aland) نظاماً للفئات. فعند مراجعة مقطع ما، تقوم لجنة الجمعيات الكتابية المتحدة بالرجوع إلى مجموعة مكونة من خمسة أو ستة من أقدم المخطوطات وأكثرها موثوقية. يتم اتباع قراءة الكوديكس الفاتيكاني ما دام هناك مخطوطة أخرى تتفق معها. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن اللجنة سوف تتبع قراءة الكوديكس السينائي، أو الكوديكس السَّكّندَريّ إذا لم يحدث ذلك. وعلى الرغم من كل اكتشافات البردي في القرن الماضي والحديث عن "الانتقائية المعقولة"، فإن العملية لا تزال تهيمن عليها نفس مجموعة المخطوطات التي استخدمها ويستكوت وهورت.

في السنوات الحالية، بدأ العلماء في استخدام مصطلح "نص B" بدلاً من سَكَندَريّ، حيث أنّ "B" هو رمز للكوديكس الفاتيكاني. يطلق العالمان ألاند على هذا النّصّ اسم (א B) ' [bee aleph] Text' نسبةً إلى نصوص الكوديكسات الفاتيكانية/السينائية. وبهذا الأسلوب، النّصّ الغربي هو "النّصّ D"، حيث يمثل "D" رمزًا لـكوديكسات بيزا / كليرمونت.

أسئلة وأجوبة

ما هي الأنماط المُميّزة لنصوص العهد الجديد؟

يشير مصطلح "النمط المميز للنصوص" إلى المخطوطات التي استخدمت لنسخ نصوص العهد الجديد، الأنماط المميزة للنصوص هي أوائل اهتمامات الباحثين في الكتاب المقدس

ما هي الأنماط الميمزة للنصوص الثلاث الرئيسية؟

الأنماط المُميزة لنصوص العهد الجديد هي السَّكندري، والغربي، والبيزنطي، وبعض الباحثين يضيفون نمطًا رابعاً هو القيصري الفلسطيني.

لماذا تُعتبر الأنماط المُميزة للنصوص مهمة؟

تسمح الأنماط المميزة للنصوص للباحثين بمقارنة المقاطع باستخدام مختلف أنماط النصوص بغرض الحصول على الترجمة الأكثر مصداقية.

ما هو أقدم نمط مميز للنصوص؟

النمط المُميز الأقدم هو النمط السكندري، ويرجع إلى حوالي العام 200 م.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Malek Kanhoush
كاتب مستقل، مهتم بالتاريخ، حائز على شهادة مشاركة في دورة تعليمية وتطبيقية لعلم المخطوطات وعلم إدارة الوثائق ممنوحة من قبل قسم المخطوطات والتوثيق في أبرشية حلب المارونية، تحت إشراف الخبير أستاذ العلوم الإنسانية الشرقية وعلم المخطوطات والتوثيق مكاريوس جبور.

نبذة عن الكاتب

Peter Kauffner
Peter Kauffner has worked both as a newspaper reporter and as a teacher.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Kauffner, P. (2022, April 11). الأنماط المُمَيِّزة لنصوص (Text-Types) العهد الجديد [New Testament Text-Types]. (M. Kanhoush, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1974/text-types/

أسلوب شيكاغو

Kauffner, Peter. "الأنماط المُمَيِّزة لنصوص (Text-Types) العهد الجديد." تمت ترجمته بواسطة Malek Kanhoush. World History Encyclopedia. آخر تعديل April 11, 2022. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1974/text-types/.

أسلوب إم إل إيه

Kauffner, Peter. "الأنماط المُمَيِّزة لنصوص (Text-Types) العهد الجديد." تمت ترجمته بواسطة Malek Kanhoush. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 11 Apr 2022. الويب. 22 Dec 2024.