الملابس في العصر الروماني القديم

8 الأيام المتبقية

حملة جمع تكاليف الخادم 2024

ساعد مهمتنا في توفير تعليم التاريخ المجاني للعالم! يرجى التبرع والمساهمة في تغطية تكاليف الخادم الخاص بنا في عام 2024. بفضل دعمك، يتعرف ملايين الأشخاص على التاريخ مجانًا تمامًا كل شهر.
$12623 / $18000

مقال

Joshua J. Mark
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Nehal Shallal
نُشر في 13 July 2021
X

تطورت الملابس اليونانية القديمة من ملابس الحضارة المينوية في كريت (من 2000-1450 ق.م) من خلال الحضارة الموكيانية (من 1700-1100 ق.م)، فترة اليونان العتيقة (من حوالي القرن الثامن إلى 480 ق.م) وأكثر ما يمكن التعرف عليه من الفترة الكلاسيكية (حوالي 480-323 ق.م). إن هيئة الملابس اليونانية البسيطة في الحقب المتأخرة جعلت الأزياء اليونانية مُستَحسَنة عند ثقافات أخرى ونَمَّطت ارتدائها.

Greek Peplos Dress
رداء بيبلوس يوناني
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

وبصفة عامة، فإن معظم ما يُعرف عن الملابس اليونانية القديمة ليس سوى تمثيل لملابس الطبقة العليا لأنهم كانوا أكثر الطبقات تحظى بالتصوير في الأعمال الفنية مما يحفظ أنواع الملابس الشائعة في ذلك الوقت. ارتدي الرجال من الطبقات العليا في العصر المينويي الأُزُرْ والملاحف والصنادل ولبسوا معه أحياناً عَمْرة للرأس، بينما كانت النساء مغطاة بالكامل باستثناء الثديان كانا مكشوفين. تأثرت الأزياء الموكيانية بطرز الملابس المينوية، لكن خلال العصور العتيقة تَبَسَّطت ملابسهم وبقيت على حالها خلال العصر الكلاسيكي.

لم تتغير أشكال الملابس من العصر العتيق خلال الفترات الكلاسيكية:

  • ستروفيون – وهو شريط قماشي تشد به المرأة ثدييها مثل حمالة الصدر
  • بيريزوما – هو مئزر يلبسه الرجال والنساء سوياً
  • الخيتون – وهو غلالة يلبسها الجنسان بهيئتين مختلفتين هما الآيوني والدوري
  • كلاميس – هو ثوب خارجي يُلبس كعباءة أو حرملة قصيرة ويلبسه الرجال في الأساس
  • بيبلوس – هو ثوب تلبسه النساء فوق الخيتون أو بدلاً منه
  • إيبيبليما – هو وشاح يُلبس فوق الخيتون أو البيبلوس للجنسان
  • هايمشن – هو رداء خارجي واسع يُلبس كحرملة أو كعباءة للجنسان
إن سهولة التلاعب في القماش ليصبح ثوباً، ثم ترتيبه بأنماط مختلفة عنى أنه يمكن استخدام قطعة واحدة من القماش مرات عدة لعمل أزياء مختلفة.

كانت هذه الملابس غير مفصلة أو مخيطة –من كتان أو صوف– وتنسق بهيئات مختلفة لتظهر أنواعاً مختلفة من الملابس. تتكون الملابس الأساسية من قماش على شكل مربعات أو اسطوانات أو مستطيلات ثم تتَعَطَّفَ أو تشتمل بها الناس وتُثَبَّت بدبابيس أو أزار أو محابس مُزَيَّنَة. إن سهولة التلاعب في القماش ليصبح ثوباً، ثم ترتيبه بأنماط مختلفة عنى أنه يمكن استخدام قطعة واحدة من القماش مرات عدة لعمل أزياء مختلفة.

إن إضافة طبقات إضافية إلى الخيتون الأساسي أو تنقيصها بالإضافة للمجوهرات ومكملات الزينة الأخرى خلقت ملابس سهلة الارتداء ومريحة وهذا ما لاحظته حضارات قريبة وأشادت به. استمر هذا النموذج من الملابس خلال العصور الهيلينستية والرومانية وأثَّر على أزياء الرجال والنساء في العصور الوسطى وحتى يومنا هذا.

الأزياء المينوية والموكيانية

إن جُملة ما نعرفه عن الملابس اليونانية القديمة يأتي من الأعمال الفنية والأدب اليوناني في ذلك الوقت، ويبدأ ذلك بالحضارة المينوية والتي قسّمها العلماء إلى فترات زمنية وهي المينوية المبكرة (EM)، والمينوية الوسطى (MM)، والمينوية الأخيرة (LM)، وكل فترة تنقسم إلى فترات فرعية. أقدم التماثيل والفنون تعود للعصر المينوي كانت في الفترة المينوية الوسيطة الأولى (حوالي 2100-1900 ق.م) إلى الفترة المينوية الوسيطة الثالثة (انتهت في حوالي 1600 ق.م) وهي تجسد شخصيات بشرية ترتدي الملابس الموجودة في ذلك العصر.

نرى أن الرجال المينوية ترتدي المآزِر والعباءات والصنادل لكنهم كانوا في أغلب الأحيان حفاة الأقدام وبالأخص في المنزل. تُظْهِر الصور الرجال وهم يرتدون أساور الذراع وأساور المعصم والمجوهرات. وكانوا يسدلون شعورهم الطويلة ولم يربطوها ولكن ثبتوها في مكانها بعَمرات وأحياناً بغطاء رأس مُرَيَّش أو قبعة وكانت ألوان ملابسهم زاهية بالحمرة والصفرة والسواد والأرجواني. صُنِعَت الصبغة الأرجوانية في كريت وتستخلص من صدف المريق وكل الملابس المصبوغة غالية الثمن لكن ثمنها لايعلى على ثمن القماش أرجواني اللون.

Minoan 'Procession Fresco' from Knossos
رسمة جصية لموكب مينويي من كنوسوس
Carole Raddato (CC BY-NC-SA)

تُوضح القطع الأثرية والتصاوير من الفترة المينوية الوسطى الأولى أن الرجال كانوا يرتدون المآزر والرياضيين الرجال يرتدون نفس ملابسهم أو كانوا عراة كلياً، أما النساء فكن يلبس تنانير على شكل جرس وصدار ضيق كان يكشف الصدر ويرفعه للأعلى مع الحلي وعَمْرَات الرأس. ظل شكل قطع الملابس وطرازها كما هو عليه لكن بتفصيل أكبر في الفترة المينوية الوسيطة الثالثة. إحدى الأمثلة الشهيرة على ذلك هو التمثال المعروف باسم إلهة الثعبان أو المرافقة ويعود إلى الفترة المينوية الوسيطة الثالثة، وهو تصوير لإله أو عضو من كهنوتها الديني في الشكل الطبيعي، مما يعني في هذه الحالة أنها ترتدي الملابس التي كانت ترتديها أي امرأة من الطبقات العليا في ذلك الوقت. يُعلق مؤرخ الفن والعالِم جون جريفثس بيدلي على هذا:

إن تمثال [إلهة الثعبان أو المرافقة] طوله 13 ونصف إنش (34.5 سم) وهو أكبر الأمثلة على التماثيل المينوية تظهر من كل جوانبها. ترتدي تنورة فضفاضة على شكل جرس، وحزامًا ضيقًا، ومريلة قصيرة؛ وثدييها عاريين. وعليها تلتوي الثعابين إلى أسفل وعلى طول ذراعيها وحول خصرها وكتفها بينما تلتف أخرى حول قبعتها الأنيقة. إن التماثيل الأخرى التي عُثر عليها معها يظهرون نفس وضعية الجسم والتناسق والملابس الملونة الزاهية بالأحمر والأزرق والأخضر. (49)

Minoan Snake Goddess Figurine
تمثال مينويي لإلهة الثعبان
Carole Raddato (CC BY-NC-SA)

يقسم العلماء الحضارة الموكيانية وهي ترجع لآواخر الفترة المسماه بالفترة الهِلادية في البر الرئيسي اليوناني إلى حقب مختلفة والأعمال المنسوبة للفترة الهيلينية المبكرة (من حوالي 3200 - 2000 ق.م) إلى الفترة الهيلينية المتأخرة (من حوالي 1550 - 1050 ق.م) تظهر طرزاً مشابهة للطرز المينوية. يبين تمثال تيراكوتا أنثوي من كيوس يرجع للفترة الهلادية المتأخرة الثانية (من حوالي 1450 - 1400 ق.م) وهي ترتدي نفس الزي الذي ترتديه النساء المينويات مثل التنانير الجرسية والثديين المكشوفين والصدار المشابه. هناك إمكانية أن يكون هذا التمثال تقليد لتمثال إلهة الثعبان أو أنه بالفعل عمل أصلي معاصر.

اختلفت الملابس الرجالية قليلاً عن الفترة المينوية لكن كما نرى في التمثال الذي يصور شاب يافع وهو مؤتزر كما يأتزر المينويين لكن يرتدي عَمْرة رأس مختلفة ونُقبة طويلة. هناك لوحة جدارية في قصر بايلوس ترجع للفترة الهِلادية المتأخرة الثالثة (من حوالي 1300 - 1200 ق.م) مرسوم عليها محاربين في المعركة وهم يرتدون غلالة الخيتون ويحاربون آخرين يرتدون النُقَب والخوذات وأحذية عالية الساق تصل للركبة. تصور مزهرية المحارب الموجودة في المتحف الوطني في أثينا المؤرخة لنفس الفترة التي كانت فيها اللوحة محاربين موكيانيين يرتدون نفس الخوذات والنُقَب والأحذية عالية الساق التي تصل للركبة لكن مع درع الجسد ويعتبر تمثيلاً حقيقاً للجنود في ذلك الوقت.

التبسيط في العصر العتيق والطراز الكلاسيكي

إن الثقافتين المينوية والموكيانية تعطيان انطباعاً أن ملابسهم كانت ألوانها زاهية ومفصلة بعناية، خاصة الملابس النسائية، لكن هذا النوع من الأزياء وتقنيات عملها لم تنجو بعد انهيار العصر البرونزي الذي أهلك الحضارة الموكيانية, يُعلق بيدلي قائلاً:

إن انهيار القصور الموكيانية صاحبه انهيار الأنظمة الاجتماعية التي كانوا هم أساسها. اختفى الملوك والرعايا والكُتَّاب وعلوم الكتابة. فُقدت معهم أيضًا المعرفة بالبناء (بالطوب والحجر) والبناء باستخدام الكتل المقطعة والرسم على الجدران وشغل العاج وصياغة المعادن النفيسة ... واختفت كل إنجازات العصر البرونزي المتطورة في اليونان. (105-106)

بعد انتهاء ما يسمى بالعصور اليونانية المظلمة (من حوالي 1100-700 ق.م) بدأت الحضارة تستعيد مجدها في العصر العتيق لكن الأزياء تغيرت جذرياً. تحولت الملابس إلى قطعة واحدة من القماش تنسدل على جسد الشخص وتُثنى وتثبت حسب الذوق الشخصي. عند مقارنة التمائيل واللوحات التي تصور النساء المينوية والموكيانية وهن مرتديات تنانير مزنرة وصدار مع التصويرات المتأخرة للنساء اليونانيات وهن يلبسن البيبلوس، نرى حالة التبسيط في الزي جلية ويُظَن أنهم فقدوا المعرفة بطرقهم السابقة في عمل الملابس.

Greek Vase Depicting Wedding Preparations
مزهرية يونانية تصور تحضيرات الزفاف
British Museum (CC BY-NC-SA)

كان تصنيع الملابس يُعتبر عملاً نسائيًا في اليونان القديمة خلال العصور العتيقة والكلاسيكية، خاصةً غزل الصوف، وعلى الصعيد الآخر كان التجار الذكور هم من يبيعون المنتج النهائي في الغالب. غزلت البغايا الصوف في أوقات فراغهن ثم عرضته النساء للبيع لكسب بضعاً من القروش. عادة كانت الثياب تُعمل في البيوت في حجرات النساء لكن كان هناك حاكة وصباغون محترفون. أتيح للمقتدرون اليونانيون ارتداء الملابس الملونة بسبب غلو سعرها على غرار الطبقات المدقعة كانت ترتدي الخيتون الأبيض أو المآزر فقط.

الملابس والمحابس المُزَيَّنَة والأحذية

كانت الملابس إما من قطن أو كتان. كان الكتان باهظ الثمن ومحصور على الطبقات العليا، بينما برم الصوف وغزله كان شائعاً عند النساء في اليونان القديمة، وكان يعمل به الملابس لكافة الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية. كما كانت الملابس المصبوغة أيضاً متاحة للموسرين فقط بجانب الملابس المزينة بالوشي ومثقلة بالأسفل حتى يسهل انسدالها على الجسم وتثبيتها.

كانت ملابس الطبقات العليا مبرقشة وحتى لو على الحواشي فقط.

كانت ملابس الطبقات العليا مبرقشة وحتى لو على الحواشي فقط. إن الإدعاء الذي يُتَداول في هذه الأيام عن أن اللون الأزرق لم يكن معروفاً عند سكان البحر الأبيض المتوسط ليس له أساس من الصحة إلا فقط بعد انهيار العصر البرونزي. إن الفنون المصرية والمينوية تبين استخدام اللون الأزرق لفترات طويلة لكن المعرفة بصناعة هذه الصبغة الزرقاء ليست مؤكدة في العصر العتيق. ليس هناك إشارت في الأدب اليوناني أو الفنون على الملابس الزرقاء ولكن الأرجواني ظل شائعاً بالإضافة لألوان أخرى.

هناك أربعة ملابس أساسية في خزانة ملابس أي يوناني من الطبقات العليا بجانب البيريزوما (مئزر/لباس داخلي) و الستروفيون (حمالة الصدر). لا يوجد براهين على الصدار المينوي و البيريتزوما يبدو شكله أقل كياسة من المئزر المينوي. تكونت الأربع قطع من:

الخيتون: هو غلالة بسيطة بيضاء اللون تُلبس كغيار داخلي أو رداء خارجي يومي. كان عبارة عن قماش على شكل أسطواني يدخل في الجسم من أخمص القدمين ويثبت على الكتف بمحابس مُزَيَّنَة أو دبابيس ويتمنطق عليه بحزام جلدي أو قماش أو زونى (زُنَّار). كان للخيتون طرازان وهما الدوري والأيوني. توضح العالمة أيريس بروك الفرق بينهما:

[تسميات الدوري والأيوني] تقسمهما على حسب الطرازين المعماريين الأساسيين التي طورته الجماعتان العرقيتان الأساسيتان وهما اليونانيين الدوريين واليونانيين الأيونيين. كان الطراز الدوري شديد البساطة؛ والأيوني معقد عنه قليلاً وهو فعلاً كذلك. كان الخيتون الدوري مستقيماً وغير مخيطاً يتلفع به حول الجسم ويثبت على الأكتاف. أما طوله كان يتراوح مابين يارد واحد (91.4 سم) إلى حوالي ثلاثة ياردات (274.3 سم) لكن لم يزد عن هذا. الخيتون الأيوني كان أكثر امتلاءاً عن الدوري ويُخاط مثل تنورة واسعة غير مفصلة. طريقة لبس الخيتون الأيوني تبدأ بأحد الأطراف المفتوحة ثم تثبت بدبابيس على أمداد متباعدة مع ترك فتحة كبيرة للرقبة والرأس ليدخل منها. أما اليدان تخرجان من الفتحة الأخيرة بين الدبوس وثنية القماش على الجانبين. هذا يعمل نوع من الأكمام الطويلة والدبابيس تزين الذراعين ويجعل القماش ينزل بشكل مفتوح بينهما سامحاً بكشف الذراع. إن شاء الشخص يمكن أن يتمنطق عليه وهذا النطاق يساعد على تثنية وطوي التنورة (الجزء السفلي من الخيتون). (Nardo, 42-43)

لبس الرجال والنساء والأطفال الخيتون لكن النساء والفتيات اعتنين خصيصاً بمظهر خيتوناتهن. الخيتون الرجالي يصل عادة لما دون الركبة ويتمنطق عليه. هذا النوع من الملابس هو الملبس الرئيسي للحرفيين والبغايا (رجالاً ونساءاً) والمحاربين والرياضيين والجواري اللواتي لا يعملن أعمالاً شاقة (ارتدوا فقط المآزر). يبدو أن ختيون العبيد كان على شاكلة الخيتون الدوري.

Bronze Charioteer of Delphi
سائق المُعَجَّلة البرونزية في دلفي
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

الكلاميس: لبس بعض الرجال (أكثر من النساء) الكلاميس فوق الخيتون. كان عبارة عن عباءة قصيرة يلبس كحرملة ويثبت عند الرقبة ويُرخى للأسفل ويغشي المنكبين والظهر أو أنه يغطي أحد الكتفين ويُثَبَّت فوق الآخر. وارتدى الكلاميس الجنود والرسل وخدم الطبقات العليا فقط.

البيبلوس: كان عبارة عن قطعة قماش مربعة يلبسها الرجال أو النساء بدلاً من الخيتون أو فوقه ولكنه كان عادة تلبسه النساء. إن امرأة من الطبقات العليا على العادة ترتدي خيتون داخلي مع بيبلوس مسترسل مزركش فوقه يصل للقدمين وأحياناً يذيل وراءه. إن التجسيدات الفنية في الأفلام التي تبين اليونانيات الأرستقراطيات عادة ما تظهرهم وهن مرتديات رداء متعدد الطبقات ومزوق على الأعلام بألوان وهو البيبلوس فوق الخيتون. إن المكانة الاجتماعية للشخص انعكست على ملابسه لأن الملابس، خاصة المصبوغة والموشاه كانت غالية الثمن. إن التماثيل التي تعود إلى العصور الكلاسيكية تصور كثيراً الآلهات والنبيلات وهن مرتديات البيبلوس والخيتون أو البيبلوس فحسب. أعمدة الكَرْتِيد (تماثيل العذارى) على شرفة الأرخثيون فوق الأكْرُوبُول الأثينية عبارة عن نساء يلبسن البيبلوس على شكل البلوزة.

Caryatid from the Erechtheum
أعمدة الكَرْتِيد (تماثيل العذارى) من الأرخثيون
Osama Shukir Muhammed Amin (Copyright)

الإيبيبليما: بعض النساء زَيَّنَّ زيهن بوشاح وفي بعض الأحيان يضعن ثوباً بسيطاً للدفء أو قطعة حلية مزخرفة. إن من طرق إظهار الجاه والمال بشكل صارخ هو ارتداء وشاح منسوج بعناية فائقة، خاصة لو كان مصبوغاً أو موشى، والرجال يكملون أناقتهم بهذه الطريقة أيضاً.

الهايمشن: هو عبارة عن ملاءة فضفاضة طولها خمسة ياردات (457.2 سم) وعرضها يارد واحد (91.4 سم) وعادة ما كانت مصبوغة ومزركشة تلبس فوق الخيتون أو البيبلوس أو تلبسها الرجال والنساء سواء. تصف بروك هذا الزي:

كانت حواشيه عادة مزينة بالأهداب والشراشيب أو بعض الخرزات المحملة التي تُثبت في زواياه حتى إن تحرك الشخص تأرجحت هذه الخرزات مع حركة الجسم ويبرز الرقم أو التصميم على الحاشية. لبس هذا الزي الرجال والنساء كما هو الحال مع بقية الثياب. لم يكن هناك ثوب محدد لجنس معين لكن يبدو أن نسخة الهايمشن الذي طرفه السفلي المنسوج بالنقاط وطرفه العلوي المثني والمركب على شريط طويل ويلبس تحت إحدى الذراعان ويثبت فوق الآخر كانت تلبسها النساء أكثر. هذا النوع من الهايمشن المزين بالثنيات موجود في جميع تصويرات ملابس أثينا تقريباً وموجود أيضاً على تصاوير الملكات والنبيلات. إن شكله له عامل كبير في سهولة نحته على التماثيل والأعلام المزينة تعطي نمطاً حسناً على المزهريات التي عليها تجسيدات بشرية. (Nardo, 45)

إن الهايمشن هي عباءة القواد اليونانين والملوك والملكات والنبلاء التي تظهر في الألعاب الإلكترونية والأفلام. أصبح هذا الزي معروفاً في العالم العصري وقت عرض فيلم 300 في عام 2006 حين ظهر الملك ليونيداس الأول مرتدياً الهايمشن الأحمر. الهايمشن مثل الكلاميس يمكن ارتداؤه كحرملة أو رداء خارجي أو ملحفة للنوم، وكان له أهمية جلية في شتاء اليونان البارد؛ لأنه كان من صوف صفيق ساعد على إبقاء الجسم دافئاً.

Greek Himation Robe
رداء الهايمشن اليوناني
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

كانت تُثبَّت هذه الملابس على الشخص باستخدام مشابك مثل الدبابيس أو الأزرار أو المحابس المُزَيَّنَة. يمكن أن تكون المحابس المُزَيَّنَة شديدة الزينة وفي العصر الروماني أصبحت تُعرف باسم الفيبيولاى (إبزيم لتثبيت الملابس) وكانت نوع من الفنون بحد ذاتها. وساعد النطاق على تثبيت الخيتون أو البيبلوس على الخصر كما فعل الزُنَّار. تمثلت مكملات الزينة في طاقية لها حافة كبيرة ( البيتاسوس) للرجال، أما النساء فكانت طاقية مرتفعة لها حافة مسطحة.

لبس الرجال والنساء الصنادل والبلغات والأحذية والأحذية العالية الساق. اشتهر الفلاسفة بارتداء خيتون بسيط وهايمشن غير مزركش وحذاء جلدي عادي. إن الصورة النمطية عن الفيلسوف اليوناني، وليست تلك المثالية عن سقراط أو أفلاطون، لكن معلم الفلسفة العادي يظهر في أحذية مهترئة ومعه العصا الملازمة له وعليه عباءة قديمة. أما الجنود فلبسوا الأحذية العالية أو الصنادل مع وقايات لعظمة الظُّنْبُوب تُعرف بالجريفز وهي درع لحماية الساق. كان معظم اليونانيون حافين الأقدام خاصة في بيوتهم والرياضيين على الأخص معروفون برفضهم التام للأحذية. لم يكن للرياضيون حاجة في الملابس سواء في التمرين وفي المباراة نفسها، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا سوف يحسن من أداؤهم,

الخلاصة

أثرت الملابس اليونانية على أذواق الأزياء الرومانية واتخذوا العديد منها كملابس لهم. يعلق العالم دون ناردو:

معظم الملابس في اليونان القديمة (وحتى في عدة أراضي حوالي البحر الأبيض المتوسط التي قلدت الملبس اليوناني بشكل أو بآخر بين حوالي 600 ق.م - 200 ب.م) لها نفس الأشكال الرئيسية والبسيطة. كل قطعة لها عدد كبير من الهيئات والتنسيقات حسب المناسبة أو/و الذوق الشخصي لمُرتَديها. (42)

عملت بساطة الملابس في العصر العتيق والعصر اليوناني الكلاسيكي على ترجيح كفتها لثقافات أخرى في المنطقة وتبنتها أخرى فيما بعد، على عكس الأزياء المينوية والموكيانية وبالذات الأزياء النسائية خاصة، كانت أكثر تعقيداً. أصبحت تقنيات عمل الكسرات في الهايمشن عند اليونانيبن القدماء حيث يُجمَع القماش ويُطْوَى ويُثَبَّت ليخلق خطوط مستقيمة على طول الظهر لإبراز الطول مستخدمة لاحقاً في أوروبا خلال عصر النهضة لعمل حرملات وعباءات النبلاء.

حتى أن طرز الملابس اليونانية القديمة كان لها تأثير على الأزياء في عصرنا الحالي. إن فساتين السهرة تتبع نفس نمط الملابس اليونانية وحتى أن شكل الساعة الرملية الذي يمثل الجمال الأنثوي عرفه اليونانيون وحسنوه خلال ملابسهم النسائية. وجعل اليونانيون طول القامة والبأس والقوة في الأزياء الرجالية نموذجاً مثالياً وهذا لأنهم آمنوا بفوقية الرجل على المرأة ولهذا كان يجب يظهروا هذا التفوق في ملابسهم. فبغض النظر عن هذا، فإن سهولة ومرونة الملابس اليونانية للجنسين جعلتها محببة عند الحضارات القريبة. كانت الملابس اليونانية سهلة التأقلم مع جميع المناخات والثقافات ومازال الشكل الأساسي لهذه الملابس يستخدم كنموذج في الأزياء بعد 2,000 سنة منذ ابتكارها.

نبذة عن المترجم

Nehal Shallal
اسمي نهال أيمن وأعمل مترجمة حرة منذ خمس سنين. أترجم من اللغة الإنجليزية إلى العربية والعكس.

نبذة عن الكاتب

Joshua J. Mark
كاتب مستقل وأستاذ سابق بدوام جزئي في الفلسفة في كلية ماريست، نيويورك، عاش جوشوا ج. مارك في اليونان وألمانيا وسافر إلى مصر. قام بتدريس التاريخ والكتابة والأدب والفلسفة على المستوى الجامعي.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Mark, J. J. (2021, July 13). الملابس في العصر الروماني القديم [Ancient Greek Clothing]. (N. Shallal, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-20/

أسلوب شيكاغو

Mark, Joshua J.. "الملابس في العصر الروماني القديم." تمت ترجمته بواسطة Nehal Shallal. World History Encyclopedia. آخر تعديل July 13, 2021. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-20/.

أسلوب إم إل إيه

Mark, Joshua J.. "الملابس في العصر الروماني القديم." تمت ترجمته بواسطة Nehal Shallal. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 13 Jul 2021. الويب. 07 Sep 2024.