كانت شركة الهند الشرقية (EIC) أولاً أداة إنجلترا ثم بريطانيا للتوسع الاستعماري في الهند وخارجها. سمحت الإيرادات من ضرائب التجارة والأراضي من الممتلكات التي تسيطر عليها شركة الهند الشرقية ببناء جيوشها الخاصة، والتي تعد مجتمعة أكبر قوة مسلحة في جنوب وجنوب شرق آسيا.
مزجت شركة الهند الشرقية بين الجنود البريطانيين والهنود (sepoys- السّباهي)، واستأجرت أفواج نظامية من الجيش البريطاني، ومولت بحريتها الخاصة، اسطول بومباي البحري. سمحت الموارد الهائلة للشركة في نهاية المطاف بتوظيف أكثر من 250،000 رجل مقاتل مدرب تدريباً جيداً ومجهزاً تجهيزاً جيدا. ووسعت هذه القوة نطاقات شركة الهند الشرقية، حيث شهدت منافسة من الولايات الأميرية الهندية والقراصنة وشركات التجارة الأوروبية الأخرى.
من التجارة إلى الإمبريالية
تأسست شركة الهند الشرقية كشركة مساهمة بموجب الميثاق الملكي في 31 كانون الأول/ ديسمبر سنة 1600 ميلادية. في البداية، اقتصرت الشركة على التجارة من المراكز أو "المصانع" التي أنشأتها في الموانئ القائمة والتابعة للإمبراطورية المغولية (1526-1858) في الهند. من عام 1668، أصبحت بومباي (مومباي) المركز التجاري الرئيسي لشركة الهند الشرقية بعد أن تم الاستحواذ عليها من قِبل الإمبراطورية البرتغالية. بحلول نهاية القرن، كان لشركة الهند الشرقية وجود كبير في مدراس وكلكتا وهوجلي في البنغال وغيرها. كانت هذه الترتيبات المبكرة سلمية تماماً، لكن شركة الهند الشرقية أرادت المزيد من السيطرة والمزيد من القوة التي من شأنها أن تعطي عوائد أكبر لمستثمريها من القطاع الخاص.
في منتصف القرن 18 اكتسبت شركة الهند الشرقية الحق من خلال ميثاق ملكي لزيادة من عتاد وأعداد جيشها الخاص، وذلك أساساً من أجل حماية أصولها مثل المستودعات وإدارة تحصيناتها. ابتداءً من عام 1757، استخدمت شركة الهند الشرقية هذا الجيش في حملات وغزوات عدوانية. وهكذا بدأت شركة الهند الشرقية في السيطرة على الأراضي الخاصة بها، وفي عام 1759، استولت على ميناء سورات الرئيسي بالكامل. في الأساس، كانت شركة الهند الشرقية "رأس العصا الحادة للإمبراطورية البريطانية" (Faught ،6). كانت الخطوة الرئيسية في هذا التحول من تاجر إلى إمبريالي هي الانتصار على الإمبراطور المغولي الشاه عالم الثاني، والمير قاسم ونواب عوض أو عودة- (النواب مجموعة من الحكام الذين حكموا دولة عوض في الهند في الفترة 1722-1858) في معركة بوكسار في عام 1764. وفي معاهدة السلام عام 1765، منح الشاه عالم الثاني شركة الهند الشرقية الحق في جمع إيرادات الأراضي (ديواني- dewani) في البنغال وبِهَار وأوديشا في الهند. كان هذا تطوراً كبيراً وضمن أن الشركة لديها الآن موارد هائلة لتمويل جيشها للمزيد من التوسع الإقليمي.
رجال مثل روبرت كلايف (1725-1774) نحتوا إمبراطورية باسم شركة الهند الشرقية. ترقى كلايف الهندي، كما كان معروفاً شعبياً، من موظف كتابي إلى حاكم البنغال وحقق انتصاراً شهيراً في حزيران/ يونيو 1757 في معركة بلاسي ضد قوات نواب البنغال. هزم كلايف قوة عدو أكبر منه حيث شوهدت ثروة شركة الهند الشرقي في التفاوت في قطع المدفعية: 50 مقابل 171 لصالح شركة الهند الشرقية. وضُمت المزيد من الأراضي بعد الحروب الأنجلو-مايسورية الأربع (1767-1799) والحربين الأنجلو-سيخية (1845-1849). وكان لا بد من حماية هذه الأراضي ضد مختلف الولايات الأميرية الهندية، والإمبراطورية المغولية وإمبراطورية ماراثا ومملكة مايسور، والمنافسين مثل شركة الهند الشرقية الهولندية (VOC)، التي تأسست في عام 1602، وشركة الهند الشرقية الفرنسية، التي تأسست في عام 1664. كان لهذه الهيئات الأوروبية جيوش مجهزة تجهيزاً جيداً مثل قوات شركة الهند الشرقية- EIC، وبالتالي لم يكن التوسع البريطاني سلساً تماما. على سبيل المثال، استولى الفرنسيون مرتين على مدراس وسيطروا على أجزاء كبيرة من جنوب الهند. ليس من المستغرب إذن، بالنظر إلى هذه التحديات، أنه بحلول نهاية القرن 18، كانت شركة الهند الشرقية تنفق نصف دخلها على الأفراد العسكريين والمعدات العسكرية.
بحرية شركة الهند الشرقية
عندما بدأت شركة الهند الشرقية كهيئة تجارية حصرية، كان اهتمامها الأول هو حماية البضائع القيمة التي تشحنها عبر المحيطات. كانت سفن شركة الهند الشرقية تعرف باسم رجل الهند الشرقية، وعادة ما كانت تحمل 30-36 مدفع هائل، متفوقة بكثير على أي سفينة قراصنة ومطابقة لبعض السفن الحربية في القوات البحرية الأوروبية. لحسن حظ شركة الهند الشرقية، تمكنت البحرية الملكية من السيطرة على جزء كبير من المحيط الهندي، لكن شركة الهند الشرقية حافظت على بحرية صغيرة خاصة بها، والمعروفة باسم: (Bombay Marine- بحرية بومباي)، لأن كان مقرها في ذلك الميناء. كانت موانئ شركة الهند الشرقية محمية أيضاً من قبل القلاع التي بنتها الشركة.
تم بناء السفن في أحواض بناء السفن التابعة للشركة في دتفورد وبلاكوول في إنجلترا أو بومباي، ولكن عادةً ما استأجرت شركة الهند الشرقية السفن بعد عام 1639. عانى أسطول شركة الهند الشرقية المحمي جيداً والمبني بشكل جيد من خسائر قليلة بشكل ملحوظ حوالي 5٪ من رجال الهند الشرقية. بسبب الثقة العمياء في أن السفن ستودع حمولاتها بأمان في وجهاتها المحددة، ومن عام 1650، توقفت الشركة عن تأمين سُفِنها. ولم تكن أجور الشركات سخية، ولكن سُمِحَ للضباط بمساحة محدودة على متن السفينة لنقل البضائع للتجارة الشخصية في ميناء وجهتهم.
جيش شركة الهند الشرقية: التجنيد والهيكلية
لم يكن لدى شركة الهند الشرقية جيش واحد، بل سمحت لكل من رئاساتها (المناطق الإدارية) بزيادة قوتها الخاصة. ويرجع ذلك إلى أن كل مركز تجاري كان معزولاً جغرافياً عن المراكز الأخرى. ومن الأمثلة على الرئاسات بومباي ومدراس والبنغال، ويحكم كل منها رئيس (واطلق عليه لاحقاً اسم الحاكم). ومع تجنيد كل جيش والحفاظ عليه في عزلة، تطورت التقاليد العسكرية المميزة. كما دفعت شركة الهند الشرقية ثمن حامية أفواج الجيش البريطاني النظامية في الهند. وخدمت هذه الأفواج لمدة 20 عاماً، وبالتالي مكّن الشركة الاعتماد عليها على المدى الطويل للقتال إلى جانب قواتها الخاصة. غالباً ما كان يطلق على جيش شركة الهند الشرقية والجيش البريطاني اسم "جيش الهند البريطاني".
مثال آخر على الاستعانة بمصادر خارجية للشركة هو سلاح الفرسان. لم يكن لدى شركة الهند الشرقية سلاح الفرسان الخاص بها حتى القرن 19 الميلادي، مُفضلين بدلاً من ذلك استئجار الخيول والفرسان من حلفائها الهنود. كانت هذه عادةً من الفرسان الخفيفين، ولكن كانت هناك وحدات مرتزقة متفرقة من الفرسان الثقيلة المعروفة باسم "الحصان المغولي" حيث كان الفرسان يرتدون دروعاً معدنية ويستخدمون رمحا. كان لدى الشركة وحدات مدفعية متخصصة خاصة بها، في البداية كقوة دفاعية لتحصينات الموانئ ولكن أيضاً في وقت لاحق كوحدة متنقلة تُستخدم في الاشتباكات الميدانية. كانت هناك أيضاً سريات صغيرة من المهندسين تم تجميعهم حصرياً من الضباط الذين كانوا مدعومين من قبل العمال المحليين (المعروفين باسماء مختلفة كالمنقبون أو لاكار- البحارون الهنود أو الرواد). إلى جانب القوات النظامية، اعتمدت جيوش شركة الهند الشرقية على عدد كبير من الهنود غير النظاميين، الذين عملوا كحاملين للمياه، وحمالين للأمتعة، وطهاة، وناقلين للذخيرة وكرات المدافع.
تم تجنيد الجنود محلياً، حيث عرف الهنود في البداية باسم الفاوانيا ثم السيبوي (من المصطلح الفارسي سيباهي). وفاق عدد السيبوي بكثير عدد الجنود الأوروبيين. كان متوسط نسبة القوات الهندية إلى البريطانية في جيوش شركة الهند الشرقية حوالي 7:1. كان هناك أيضاً مرتزقة أوروبيون (خاصة الهولنديون والفرنسيون والألمان والسويسريون) والأوراسيون وأولئك الذين ينحدرون من أصل أوراسي. في حين شكّل الأوروبيون أفواج محددة (والتي كانت عادة ما تكون ضعيفة القوة)، لم يكن هناك فصل بين غير الأوروبيين على أساس العرق أو الدين. يمكن النظر في أي جنسية لنيل رتبة الضابط حتى عام 1765 عندما تقرر استبعاد الهنود.
كانت خصوصية جيوش جيوش شركة الهند الشرقية هي عدم وجود هيكل قيادة عميق، أو بالأحرى هيكل محدود للغاية. بالمقارنة مع الجيوش الأوروبية الأخرى في تلك الفترة، احتوت قوات جيوش شركة الهند الشرقية على عدد قليل نسبياً من الضباط، وكان معظمهم من الرتب المبتدئة. حقيقة غريبة هي أنه قبل نهاية القرن 18، لم يكن لدى جيش جيوش شركة الهند الشرقية بأكمله أي جنرالات وامتلكت فقط 10 عقداء و 30 مقدما. شهد هيكل الضباط المترابط هذا نقيباً يقود كتيبة سيبوي، ورائداً يقود الكتيبة الأوروبية، وعقيد يقود جيشاً رئاسيا. ويعكس هذا الوضع أولوية الشركة كهيئة تجارية ورغبة محاسبيها الأقوياء في توفير التكاليف حيثما أمكن ذلك.
كان تجنيد ضباط أوروبيين من العيار الثقيل أمراً صعباً لأن الأفضل انجذبوا إلى الجيش النظامي، ولكن كان هناك بعض الضباط الذين اشتركوا عندما تم إرسال فوج الجيش النظامي إلى ديارهم وكانوا يرغبون بدلاً من ذلك في البقاء في الهند. كانت الزوجة المحلية، ومستوى المعيشة الأعلى بكثير مقارنة بالوطن، وحب المغامرة كلها أسباب لتحول القوات النظامية في الجيش إلى جيش شركة الهند الشرقية. لم تواجه شركة الهند الشرقية أي مشاكل في ملء رتبها الدنيا، وكما يلاحظ المؤرخ إيان بارو، "إنها واحدة من المفارقات العظيمة في تاريخ الشركة أن إمبراطوريتها الهندية فازت بها القوات الهندية بشكل فعال" (82). هذا على الرغم من الأجور المنخفضة نسبياً التي يقدمها مدراء شركة الهند الشرقية. على الأقل كان الجنود يتقاضون أجوراً إضافية قليلة إذا كانوا متمركزين خارج نطاق رئاستهم، وكانت هناك دائماً فرصة للحصول على أجور إضافية بعد الانتصارات في المعركة بالإضافة إلى شريحة صغيرة من الضرائب التي فرضتها الشركة على التجار الذين زودوا الجيش. كما انجذب الجنود الهنود، وخاصة الهندوس من خلفيات الفلاحين، إلى فرصة اكتساب مكانة أكبر في المجتمع.
بحلول عام 1823، كان لدى بومباي 36،475 جندياً، وكان لدى مدراس 71،423، والبنغال الأكثر شهرة 129،473 (بارو، 83). كان جيش شركة الهند الشرقية بكامل قوته أكبر من الجيش البريطاني في ثلاثينيات وأربعينيات القرن 19 الميلادي. استمر جيش شركة الهند الشرقية في النمو أيضاً، حيث وصل إلى 280،000 رجل في ذروته. تم تنظيم هذه القوات من عام 1796، في أفواج تتألف من كتيبتين. وفي عام 1824، تم اعتماد هيكل فوج كتيبة واحدة. كان لتقسيم الجيوش إلى وحدات محددة عواقب مهمة. سمحت التجمعات المحددة جيدا بنيران كثيفة ومستمرة في ساحة المعركة وجعلت القوات المتحركة أكثر كفاءة. كانت هاتان النقطتان هما اللتان جعلتا جيوش شركة الهند الشرقية متفوقة على جيوش أعدائها.
التحديات
كانت شركة الهند الشرقية مدربة تدريباً جيداً ومجهزة تجهيزاً جيداً، ولكن هذا كان في كثير من الأحيان، أيضاً، هو الحال مع خصومها، وخاصة السيخ والماراثا. كما تم فصل مختلف أراضي شركة الهند الشرقية، مما ترك حدوداً ضخمة للسيطرة. كان على شركة الهند الشرقية التغلب على العديد من المشاكل المتأصلة الأخرى مع ذراعها العسكرية. كانت هناك منافسات واحتكاكات بين جيوش الرئاسة المختلفة، وبين شركة الهند الشرقية والقوات البريطانية النظامية، وبين ضباط الجيش البريطاني الأصغر سناً ولكن الأعلى رتبة وضباط شركة الهند الشرقية الأكبر سناً والأقل رتبة (كانت الترقية بطيئة في شركة الهند الشرقية وكان هناك عدد أقل من الرتب العليا)، وبين الضباط البريطانيين والأفراد الهنود. وأخيراً، عانت القوات البريطانية أكثر من أعدائها الأصليين من أمراض مثل الزحار والكوليرا. ومع ذلك، تمكنت شركة الهند الشرقية من التغلب على هذه المشاكل وتقديم جبهة عسكرية موحدة عند الحاجة.
ومن خلال القوة العسكرية، والسيطرة على البحر، والموارد المالية الهائلة، والدبلوماسية المجردة من المبادئ، تمكنت شركة الهند الشرقية من تحقيق النصر تلو الآخر. كانت هناك بعض الهزائم على طول الطريق، وأحياناً فضلت الشركة رشوة عدو اذا كان مسلحاً تسليحاً جيداً أو كان على قدم المساواة معها بدلاً من محاربته، ولكن كان هذا هو الاتجاه العام للنصر الذي مكّن شركة الهند الشرقية من تمهيد الطريق للإمبراطورية البريطانية للاستيلاء على الهند.
الأسلحة والزي الرسمي
كانت بنادق فلينتلوك هي السلاح الأكثر شيوعاً، وقدمت شركة الهند الشرقية نمط بنادق المسكت الخاص بها في عام 1764. وفي منتصف القرن 19، تم إصدار القوات مع بندقية انفيلد. كانت القوات النظامية تحمل حربة والضباط مسدساً وسيفا. كان الرقباء يحملون تقليدياً المطرد. تطورت المدفعية في أوروبا بحيث مكنهم من رفع المدافع بشكل أكثر دق ، مما أدى بدوره إلى إطلاق النيران أكثر دقة. كان التكتيك المعتاد هو قصف العدو بالمدفعية، وتقديم سلسلة من النيران الطائرة المدمرة من المسكت، ثم الهجوم على العدو بحراب ثابتة. تم استخدام وحدات الفرسان ضد فرسان العدو ولحماية الأجنحة الضعيفة للمشاة عند المناورة ووحدات المدفعية الأكثر تعرضا.
ارتدى جنود شركة الهند الشرقية الأوروبيون معاطف حمراء وصدرية بيضاء وسراويل بيضاء وأحذية سوداء وقبعات عريضة الحواف أو توبيز (خوذات بيث) حتى تم إدخال القبعات أو الشّاكة- قبعة عسكرية ذات حافة في أوائل القرن 19. تم ارتداء أحزمة متقاطعة بيضاء عبر الصدر، والتي كانت تحمل حقائب جلدية للخراطيش في الخلف. كان لمختلف قوات الرئاسة واجهات ملونة مختلفة (مثل الياقات والأصفاد)، والتي تغيرت بمرور الوقت ليس فقط داخل الأفواج ولكن أيضاً داخل الكتائب. كما تنوعت الياقات ذات الحواف الدانتيل وأحزمة الكتف والأجنحة ولكنها كانت بيضاء عبر الرئاسات من أربعينيات القرن 19. غالباً ما كان ضباط سلاح الفرسان البريطانيون يرتدون سترات هوسار المضفرة التي شوهدت عادة في الجيوش الأوروبية في تلك الفترة. كان ضباط المدفعية يرتدون سترات زرقاء داكنة ذات واجهات حمراء، وتضمن زيهم الرسمي خوذة مُزينة بريش من شعر الحصان.
ارتدى السيبوي سترات مماثلة للجنود الأوروبيين، لكن ألوانهم اختلفت (الأحمر والأخضر الداكن والأزرق الداكن والرمادي والكاكي وغيرها، اعتماداً على الوظيفة والموقع). تميز السيبويون بارتداء الجانجياس- jangheas (نوع من السراويل القصيرة)، وكانوا كذلك يرتدون سراويل أطول (jodhpurs- بنطال لركوب الخيل) أو سراويل فضفاضة (pantaloons- البناطيل) ، والتي كانت في بعض الفترات شارة رتبة. ارتدى السيبوي أنواعاً مختلفة من العمامات، والتي يمكن أن تحمل إضافات نحاسية مثل لوحة أمامية لتحديد الهوية، وأعلى مدبب أو كرة، وأحزمة ذقن مزخرفة. بعد عام 1806، تم ارتداء عمائم زائفة، أي قطعة قماش ممتدة فوق إطار من الخيزران أو الروطان مصنوع ليبدو وكأنه عمامة.
التمردات
ربما دافعت شركة الهند الشرقية عن مصالحها ضد المنافسين الخارجيين، لكنها واجهت من الداخل أكبر تحد لها. تمرد السيبوي (المعروف أيضاً باسم الانتفاضة أو حرب الاستقلال الهندية الأولى) ضد الحكم البريطاني. كانت أسباب التمرد كثيرة وتراوحت بين التمييز ضد الممارسات الثقافية الهندية وعدم السماح للأمراء الهنود بنقل أراضيهم إلى أولادهم المتبنون، ولكن الشرارة الأولية جاءت من السيبوي. في 10 أيار/ مايو 1857، احتج سيبوي شركة الهند الشرقية في ميروت ضد رواتبهم الأقل بكثير مقارنة بجنود شركة الهند الشرقية البريطانيين. لم يكن الجنود الهنود سعداء إما بالالتزام بالخدمة خارج الهند (الأمر الذي يتطلب من الهندوس أداء طقوس تطهير مكلفة) أو العنصرية المؤسسية التي منعتهم من أن يصبحوا ضباطاً على الإطلاق. كانت القشة الأخيرة هي إدخال خراطيش مدهونة بالزيت لبنادق إنفيلد (الشحوم الدهنية الحيوانية أساءت إلى المعتقدات الهندوسية والإسلامية حيث كان يجب إعداد الخراطيش عن طريق الفم).
في هذه المرحلة، وظفت شركة الهند الشرقية حوالي 45،000 جندي بريطاني وأكثر من 230،000 سيبوي. في البنغال، تمرد 45 فوجاً من السيبوي من أصل 74 فوج، وتم تبني قضيتهم من قبل مجموعة من الأمراء الهنود الساخطين على سوء معاملتهم من قبل شركة الهند الشرقية. على الرغم من أن التمرد امتد إلى جزء كبير من شمال ووسط الهند واستولى السيبوي على مراكز مهمة مثل دلهي، إلا أن افتقارهم إلى القيادة والتنسيق الشامل والموارد المتفوقة لشركة الهند الشرقية والحكومة البريطانية أدى إلى سقوطهم. لمحاربة المتمردين، تم استخدام الجيش البريطاني النظامي جنباً إلى جنب مع قوات السيخ الموالية وحلفاء جدد مثل الجوركا من نيبال. كانت الخسائر كبيرة على كلا الجانبين ولكن أكثر من ذلك بكثير على الجانب الهندي ، كما لخصها بارو هنا:
قتل 2600 جندي بريطاني مجند و 157 ضابطا. وتوفي 8000 شخص آخر بسبب ضربة الشمس والمرض، في حين أصيب 3000 شخص بجروح خطيرة. أما الهنود ربما وصل عدد القتلى منهم من الحرب والمجاعات الناتجة عنها إلى 800,000 شخص. (115)
تم القضاء على التمرد بحلول ربيع عام 1858، واتخذ التاج البريطاني الخطوة الأخيرة في ما كان عملية تدريجية من التنظيم والسيطرة للاستيلاء أخيراً على أراضي شركة الهند الشرقية في الهند. تم حل البحرية شركة الهند الشرقية، وفي حزيران/ يونيو 1862، تم الاستيلاء على الأفواج الأوروبية التسعة التابعة لشركة الهند الشرقية، على الرغم من أنه لم يكن حتى عام 1895 أن تم توحيد مختلف جيوش رئاسة شركة الهند الشرقية الباقية أخيراً في جيش هندي بريطاني واحد.