معركة عين الغزالة

مقال

Mark Cartwright
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Kraghel Raouf
نُشر في 23 July 2024
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, الفرنسية, إيطالي
استمع إلى هذه المقالة
X
طباعة المقالة

كانت معركة عين غزالة في ليبيا في مايو-يونيو 1942 انتصارًا حاسمًا للقوات الألمانية والإيطالية بقيادة الجنرال إرفين رومل (1891-1944) ضد القوات البريطانية ،قوات الكومنولث والقوات الفرنسية الحرة خلال حملات الصحراء الغربية (يونيو 1940 إلى يناير 1943) في الحرب العالمية الثانية (1939-1945). أُجبر الحلفاء على الاستسلام لميناء طبرق الحصين كنتيجة للهزيمة وانهيار الخط الدفاعي البريطاني في عين غزالة،مما منح رومل أعظم انتصاراته.

General Rommel, Western Desert
الجنرال روميل، الصحراء الغربية
Imperial War Museums (CC BY-NC-SA)

الحرب في الصحراء:

مع دخول السنة الثانية من الحرب العالمية الثانية، كانت قوات الحلفاء، وخاصة البريطانية وقوات الكومنولث، حريصة على حماية قناة السويس من الوقوع في أيدي العدو، أي قوات المحور الألمانية والإيطالية. كانت شمال إفريقيا مهمة استراتيجيًا لكلا الجانبين، حيث سعى كلاهما للسيطرة على طرق الشحن الحيوية في البحر الأبيض المتوسط وحمايتها. كانت جزيرة مالطا أيضًا مهمة جدًا في هذا الدور، وكان الاحتفاظ بالجزيرة الحصينة (التي كانت تحت سيطرة البريطانيين آنذاك) سببًا آخر للسيطرة على المطارات المحتملة في صحراء شمال إفريقيا. وأخيرًا، كانت شمال إفريقيا المكان الوحيد الذي يمكن لبريطانيا أن تخوض فيه حربًا برية ضد ألمانيا وإيطاليا، أملا في تحقيق انتصارات ضرورية لرفع معنويات الشعب البريطاني بعد كارثة إخلاء دونكيرك ومآسي غارات لندن.

أدّت الأسباب المذكورة إلى إندلاع سلسلة من المعارك الصحراوية المعروفة باسم حملات الصحراء الغربية. واجه الجيش البريطاني قوات إيطالية غير مجهزة جيدا، ولكن سرعان ما تم تعزيزها بشكل كبير بالقوات الألمانية المدربة ذات الدروع الحصينة و الأسلحة المدمرة

أثبتت شمال أفريقيا أنها مسرح صعب للحرب بسبب موانئها الصغيرة وطرقها السيئة (أو غير الموجودة غالبًا) وبيئتها الصحراوية القاسية. كان التغلب على الظروف المحلية والتعامل مع النقص المتكرر في الإمدادات بنفس أهمية التفوق على قوات العدو العسكرية بالنسبة لكلا الطرفين. كما علق رومل مرة: "المعركة تُحسم وتُقرر من قبل مسؤولي الإمدادات قبل أن يبدأ إطلاق النار" (ميتشلهيل-جرين، 264).

استخدم رومل قوات مزودة بأسلحة مضادة للدبابات لتعطيل أكبر قدر ممكن من دبابات العدو.

كانت الصحراء تتميز بمساحتها الشاسعة، ويمكن للمعارك أن تمتد على مدى العديد من الأميال حيث أصبحت المكاسب الإقليمية أقل أهمية بكثير من إلحاق الضرر المادي بالعدو مقارنة بالحروب الأخرى. كانت هناك خصائص أخرى للحرب في الصحراء، منها الغياب العام لأي مشاركة من طرف المدنيين وحقيقة أن كلا الجانبين استخدما معدات الإحتجاز بشكل متكرر، وهو ما جعل من الصعب تحديد هوية من كان يقترب من الأفق البعيد وسط غيوم الغبار والرمال. كما أن هذه الغيوم الغبارية، وسرعة الاشتباكات المدرعة، جعلت كلا من القوات الجوية للمحور والحلفاء تلعب دورًا محدودًا في المعارك وتقتصر إلى حد كبير على استهداف خطوط الإمداد أو المواقع الدفاعية الثابتة

Field Marshal Rommel
الجنرال اروين روميل
Bundesarchiv, Bild 146-1977-018-13A / Otto (CC BY-SA)

ثعلب الصحراء:

كان الجنرال روميل، الذي أصبح يعرف بـ"ثعلب الصحراء"، مؤيدًا للحرب السريعة المتنقلة باستخدام الدبابات، وهي تكتيكات استخدمها بفعالية كبيرة كقائد فرقة بانزر خلال سقوط فرنسا في وقت سابق من الحرب. تم تعيين روميل قائدًا لفيلق إفريقيا الألماني في يناير 1941، وطبق نفس تكتيكات الحرب الميكانيكية في الصحراء الغربية في شمال إفريقيا. لم يكن من قبيل الصدفة أنّ شعار الحرب لفيلق إفريقيا هو "هيّا سفاري"، وهو تعبير سواحيلي يعني "لنقضي عليهم".

استخدم روميل الدبابات بشكل غير تقليدي. بدلاً من استخدام المركبات المدرعة لتدمير دبابات العدو، وهو النهج المعتاد لقادة الدروع الآخرين، استخدم روميل القوات المجهزة بالمدافع المضادة للدبابات لتعطيل أكبر قدر ممكن من دروع العدو، ثم هاجم بدباباته الخاصة التي كانت تقضي بسرعة على المشاة غير المحميين. فضل روميل السرعة والجرأة، وهي تكتيكات أربكت كثيرًا القادة الحلفاء الأكثر حذرًا في شمال إفريقيا، الذين فضلوا في كثير من الأحيان الانتظار حتى يحصلوا على تفوق ساحق في الرجال والمعدات قبل اتخاذ خطوة حاسمة ضد العدو.

في مارس 1941، استولى رومل على منطقة العقيلا، ثم على مرسى البريقة في الأول من أبريل. وبحلول يوليو، أصبح رومل القائد الفعلي لكافة القوات الألمانية والإيطالية في شمال إفريقيا (على الرغم من أنه كان لا يزال تحت السلطة العليا للقيادة الإيطالية). كان قد بدأ في تأسيس سمعته "كالرجل البعبع" ومسبب رئيسي للدمار لقوات الحلفاء في المنطقة، وحصل على لقب "ثعلب الصحراء". بعد انتصارين على هجمات الحلفاء في مايو ويونيو (التي يطلق عليها اسم: "بريفتي" و"باتلاكس"، على التوالي)، تبعتهم هزيمة في هجوم ثالث في نوفمبر، باسم الرمز "كروسيدر". كانت مشكلتا رومل الرئيسيتان نقص الأفراد والإمدادات (خاصة الطعام والوقود والذخيرة)، لكن بحلول يناير 1942، تحسنت هذه الحالة بشكل كبير وقرر الجنرال الألماني، متجاهلاً أوامر التركيز على الدفاع، أن يهاجم مرة أخرى.

Tank Driver, Desert War
سائق دبابة، حرب الصحراء
Cecil Beaton - Imperial War Museums (CC BY-NC-SA)

عدو رومل كان في صورة الجيش الثامن البريطاني والكومنولث، بقيادة الفريق نيل ريتشي (1897-1985) في أوائل صيف 1942. كان القائد العام لقوات الحلفاء في الشرق الأوسط الجنرال كلود أوكنلك (1884-1981). للأسف، في هذه المرحلة من حملات الصحراء الغربية، لم يكن الجيش البريطاني ينسق بشكل جيد بين مشاته ومدفعيته ووحداته المدرعة، ولم تكن تعزيزاته تصل إلى مستوى الجنود الأساسيين ذوي الخبرة في حرب الصحراء. عدم وجود تدريبات قتالية، ودروع ضعيفة مثل دبابات "كروسيدر" و"ماتيلدا"، ومدافع مضادة للدبابات غير فعالة، وسلسلة قيادة مرهقة وصلبة، كانت جميعها عيوبًا أضرت بشكل كبير بالجيش الثامن. في المقابل، كانت "قوات رومل عددها أقل، لكن جنوده كانوا أكثر احترافية، وأفضل قيادة، ومتعمقين تمامًا في تعاون بين جميع فروع الجيش دير(992).

خط الغزالة كان سلسلة من الدفاعات الثابتة المكونة من نقاط قوة معزولة.

خط عين الغزالة :

كان طبرق حاسمًا لأي جيش يرغب في التقدم إلى مصر،وقام رومل بثلاث محاولات فاشلة للاستيلاء على الميناء، الذي دافع عنه بشجاعة لواءان أستراليان. كل من هجومي "بريفتي" و"باتلاكس" فشلا في فك الحصار عن طبرق، واستبدل الأستراليون، الذين أمرتهم حكومتهم بالانسحاب، بجنود الجيش البريطاني، الذي شمل الفرقة الثانية الجنوب أفريقية ولواء بولندي. هجوم "كروسيدر" أخيرًا فك الحصار في ديسمبر 1941، لكن رومل كان مصممًا على الحصول على هذا المركز اللوجستي الحيوي. أولاً، استعاد بسرعة ما يقرب من نصف الأراضي التي فقدت في هجوم "كروسيدر" ثم حول انتباهه إلى خط الدفاع الحلفاء في عين الغزالة، الواقع على بعد 64 كم (40 ميلاً) غرب طبرق. كان هجومًا على الجيش الثامن أيضًا سابقًا لهجوم بريطاني لدفع رومل استعدادًا لإنزال الحلفاء الواسع في شمال إفريقيا، المخطط له في نوفمبر المقبل. كان كلا الجانبين على علم بخطط الآخر بفضل الاستخبارات العسكرية (والتجمع الواضح للقوات في الغزالة)، على الرغم من أن رومل أراد إيصال شيء إلى رؤسائه ثم القيام بشيء آخر جعل البريطانيين غير متأكدين تمامًا مما يفعله ثعلب الصحراء حقًا.

كان خط عين الغزالة سلسلة من الدفاعات الثابتة المكونة من نقاط قوية معزولة، لكل منها لواء يدافع عنها، مع توزيع الدبابات بينها وكل نقطة قوية محمية بأسلاك شائكة وخنادق وحزام عميق من حقول الألغام. امتد الخط من الغزالة إلى بير حكيم (المعروفة أيضًا باسم بير حكيم)، وهي موقع بعيد يتكون من أكثر من قلعة مدمرة بشكل خطير وبئر صحراوي، وصمم للدفاع عن كل من الاقتراب الغربي لطبرق وطريق فيا بالبيا عبر ليبيا. لم تكن هناك تحصينات في الخط، وكانت معظم النقاط القوية مصممة كمنصات تجميع لتطوير الهجوم المخطط. لم تكن النقاط القوية تستطيع مساعدة بعضها البعض لأنها كانت متباعدة جدًا، بل صممت لتثبيت العدو حتى تتمكن القوات المدرعة المتحركة من تحريرها إذا لزم الأمر. ، كانت أضعف نقاط خط الغزالة هي الجانبان مثل معظم المواقع الدفاعية . وكان هدف عملية فينيسيا التي قام بها رومل هو استغلال هذا الضعف بالذات. كان للجيش الثامن ميزة عددية، خاصة في الدبابات التشغيلية - 849 مقابل 560 لرومل - لكن هذه التفوق تم إبطاله بالحاجة إلى توزيع الدروع والرجال والمدفعية على خط دفاع طويل.

WWII North Africa Campaign, 1940-1943
حملة الحرب العالمية الثانية لشمال أفريقيا، 1940-1943
Simeon Netchev (CC BY-NC-ND)

هجوم روميل:

بدأت معركة الغزالة في 26 مايو 1942. نشر روميل قواته الإيطالية لمهاجمة النقطة القوية الجنوبية لخطوط الحلفاء في بير حكيم. كانت هذه النقطة الجنوبية محصنة من قبل اللواء الفرنسي الحر الأول تحت قيادة اللواء ماري بيير كونيغ (1898-1970). شملت القوة كتيبتين من الفيلق الأجنبي الفرنسي الشهير والقوات الاستعمارية الفرنسية من تشاد والكونغو.

حرك رومل قواته المدرعة في قوس لمهاجمة العدو من الخلف. في نفس الوقت، هاجمت القوات الإيطالية خط الغزالة من الأمام، باتجاه النهاية الشمالية للخط، أساسًا كتكتيك تضليلي لجذب أكبر عدد ممكن من دبابات الحلفاء وبالتالي إضعاف القوة المعارضة لرومل في الجنوب. لتعزيز الوهم بأن الهجوم الرئيسي لقوات المحور المدرعة كان يحدث هنا وليس في الجنوب، قام رومل بعمليات تقدم وهمية باستخدام وحدة مدرعة قبل أن تتجه جنوبًا، وأمر الشاحنات المحملة بمحركات الطائرات بالدوران لرفع أكبر قدر ممكن من الغبار.

الهجوم المفاجئ إلى الجنوب، الذي نُفذ ليلاً لتجنب الغبار الواضح والمميز، سار جيدًا في البداية حيث تراجعت قوات المحور على الأقل 40 أو 50 كيلومترًا (25-30 ميلاً) إلى مواقعهم . ومع ذلك، كانت الدفاعات أقوى مما تصور رومل، وكان البريطانيون أيضًا مجهزين الآن بدبابات جرانت الجديدة والأكثر فعالية. كان القادة الحلفاء على علم بتحركات رومل بفضل وحدة سيارات مدرعة جنوب أفريقية، التي كانت تتبعه منذ بداية الهجوم. كانت مشكلة الحلفاء هي تحديد أي هجوم (المركزي أو الجنوبي) هو الحقيقي وأيها كان الخدعة. بحلول الصباح، كان واضحًا أن الهجوم الجنوبي يحتوي على الجزء الأكبر من الدروع المحورية.

German Panzer, Battle of Gazala
بانزر الألمانية، معركة غزالة
Imperial War Museums (CC BY-NC-SA)

بعد سلسلة من معارك الدبابات الشرسة، ومع نقص إمدادات الوقود والذخيرة، انسحب رومل في 29 مايو. كتب الجنرال في مذكراته: "خطتنا لاجتياح القوات البريطانية خلف خط عين الغزالة قد أخفقت. كان العدو أقوى بكثير مما توقعنا" (فورد42). اعتقد ريتشي أن رومل كان يتخلى تمامًا عن الهجوم ولم يقم بنشر قوة لمطاردة قوات المحور التي تجمعت الآن في منخفض يُسمى المرجل، الذي يقع خارج حقول الألغام ولكنه مركزي لساحة المعركة بأكملها. أُعطي رومل وقتًا للتزود بالإمدادات بسبب تردد القادة البريطانيين، الذين كانوا مقتنعين بأنهم قد حاصروا الثعلب ولم يكن هناك حاجة لإرسال قواتهم بسرعة. في هذه الأثناء، كان رومل محميًا خلف شاشة من وحدات مدفعيته القوية ذات العيار 88 ملم في أحد الجوانب، وعلى الجانب الآخر، كانت حقول الألغام الخاصة بالعدو والألغام التي وضعها هو نفسه. أعيد فتح خطوط الإمداد اللوجستية لرومل بعد إزالة المسارات من خلال حقلي ألغام بواسطة فرقتين موتورتين إيطاليتين وبالاستيلاء على النقاط القوية للحلفاء في سيدي مفتاح ودهار الأسلاق. بعد أن أعاد تنظيم قواته وتزويدها بالإمدادات، صدت قوات رومل هجومًا بريطانيًا سيئ التنسيق على المرجل في 5 يونيو، ثم شن الجنرال الألماني هجومه المضاد. أمر رومل أيضًا بهجوم متجدد على بير حكيم، مدعمًا القوات الإيطالية بمجموعة قتالية مدرعة ألمانية وأمر بتقديم دعم جوي مكون من 54 طائرة مقاتلة و45 قاذفة قنابل. على الرغم من المقاومة الفرنسية المطولة والبطولية، سقطت المنطقة في 10 يونيو، ولكن ليس قبل انسحاب 2700 من المدافعين من الحامية الأصلية التي بلغت 3600. أصبحت معركة بير حكيم مادة للأساطير.

هاجم رومل مؤخرة القوات البريطانية، مُلحِقًا بها خسائر فادحة، ثم اجتاح نقطة قوة بريطانيا المركزية المعروفة باسم "نايتس بريدج" في ليلة 12 يونيو. فقد الجيش الثامن أكثر من 140 دبابة خلال 24 ساعة فقط. في 14 يونيو، خوفًا من الاستيلاء الوشيك، اضطر البريطانيون إلى تدمير مستودع الإمدادات الرئيسي في بلهاميد، والذي تضمن 5.7 مليون لتر من الوقود. كانت البنية القيادية البريطانية، والجيش الثامن بأكمله، في حالة فوضى. بقيت ثلاث فرق حليفة دون استخدام، وهو إهدار فادح للموارد، مما مكن رومل من القضاء على التشكيلات الفردية للعدو، رغم أن قوته كانت عددياً أقل.

British Armoured Car, Western Desert
سيارة مدرعة بريطانية، الصحراء الغربية
Lt. McLaren - Imperial War Museums (CC BY-NC-SA)

تحطمت خطوط عين الغزالة في مكانين، ومع تعرض الدروع البريطانية لخسائر متزايدة، لم تعد خطوط الغزالة دفاعًا فعالًا. مع تحقيق رومل المزيد من الانتصارات ضد مجموعات متفرقة من قوات الحلفاء ، أصبحت الطريق إلى طبرق مفتوحة. انتهت معركة الغزالة في 17 يونيو. وكما يشير المؤرخ ت. مورمان:

الجيش الثامن قد تم التغلب عليه
وتفوق قوات المحور عليه مرة أخرى
خلال ثلاثة أسابيع من المعركة الشرسة...
ريتشي والقيادة البريطانية العليا قد أضاعوا 
بشكل فعال المزايا التي بدأوا بها المعركة." (75

وصف الملازم فرانسيس تاكر، قائد الفرقة الهندية الرابعة، الهزيمة في الغزالة بأنها "واحدة من أسوأ المعارك في تاريخ الجيش البريطاني" (ميتشيلهيل-غرين، 271).

حاصر رومل طبرق في 17 يونيو، وبفضل الدعم الجوي الكبير، استولى على الميناء في 21 يونيو بعد مهاجمة الجزء الأقل توقعًا من الدفاعات؛ بالفعل، كان الميناء قد تم تجريده من معظم دفاعاته لإعادة استخدامها في خط الغزالة. استسلمت حامية طبرق، وأُخذ 33,000 رجل كأسرى حرب. باستثناء سقوط سنغافورة، كان هذا أكبر استسلام قام به الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية. وضع سقوط الميناء العديد من الإمدادات القيمة في أيدي ثعلب الصحراء وزوده بنصف مركبات نقل جيشه. ثم حقق رومل نصرًا آخر في معركة مرسى مطروح، حيث استولى على الميناء المصري في 28 يونيو. انسحب الجيش الثامن، الذي فقد 50,000 رجل ولكنه ما زال قوة هائلة، خلف الخط الدفاعي في "العلمين"، الواقع في الشرق على طول الساحل المصري.

النتائج:

بعد الاستيلاء على طبرق، كان رومل في ذروة مسيرته، وفي سن 49، تمت ترقيته إلى رتبة "جنرال فيلد مارشال"، مما جعله أصغر حامل لهذه الرتبة في الجيش الألماني في ذلك الوقت. تمكن رومل من إجبار الجيش البريطاني على الخروج من ليبيا والعودة إلى مصر. من خلال مهاجمة عدو ضعيف ومحبط، كان يأمل في الاستيلاء على جائزتين كبيرتين هما الإسكندرية وقناة السويس، وهي انتصارات قد تؤثر على الحرب بأكملها. ومع ذلك، على المدى الطويل، كانت مشكلة رومل القديمة المتمثلة في نقص الإمدادات والمواد لتحقيق أهدافه التكتيكية ستمنح البريطانيين ميزة مرة أخرى، وهي ميزة استخدموها جيدًا في معركة "العلمين" الأولى في يوليو 1942 وفي معركة علم حلفا في أغسطس التالي. استفاد الجيش البريطاني من الدعم الجوي الذي قدمته قوة الصحراء الغربية الجوية الموسعة بشكل كبير والتي تمكنت من تشغيل أسراب المقاتلات والقاذفات المتوسطة بالقرب من قواعدها. في المقابل، تضاءل دعم رومل الجوي كلما تحرك شرقًا وامتدت خطوطه اللوجستية إلى نقطة الانهيار. ربما كان الأهم من ذلك، أن القائد الجديد للجيش الثامن البريطاني من أغسطس 1942 كان الجنرال برنارد مونتغمري (1887-1976)، الذي أعاد تنشيط القوة حتى حصلت على لقب "جرذان الصحراء" (وهو اسم أطلق في البداية على الفرقة المدرعة السابعة). جمع مونتغمري بشكل أكثر فعالية بين المدفعية والمشاة والوحدات المدرعة لإلحاق هزيمة ثقيلة برومل في أكتوبر-نوفمبر في معركة العلمين الثانية، ولكن على الرغم من جمع 30,000 أسير، تم السماح لرومل بالانسحاب للقتال في يوم آخر. تم استعادة طبرق من قبل الحلفاء بعد ذلك.

General Montgomery in a Grant Tank
الجنرال مونتغمري في خزان المنح
G.J. Keating - Imperial War Museums (Public Domain)

نزلت ثلاث قوات حليفة جديدة، بما في ذلك قوة المهام الغربية بقيادة الجنرال جورج باتون (1885-1945)، في شمال إفريقيا في نوفمبر 1942 وتوجهت شرقًا. استولى مونتغمري على طرابلس في يناير 1943. أدرك رومل عدم جدوى موقفه نظرًا لتفوق العدو في الأعداد واللوجستيات، لكن توصيته للقيادة الألمانية العليا بالتخلي عن شمال إفريقيا لم تلقَ اهتمامًا. أمر رومل، الذي سحب قواته إلى تونس، بمواصلة حملة الصحراء بأفضل ما يستطيع. هاجم الحلفاء في شمال تونس وهزموا حتى في ممر القصرين في فبراير 1943. فاز الجيش الثامن البريطاني بعد ذلك في معركة مدنين (6 مارس 1943)، وعاد رومل، الذي كان مريضًا في ذلك الوقت، إلى ألمانيا في مارس 1943؛ لن يقاتل مرة أخرى في إفريقيا. في النهاية، تم هزيمة ثعلب الصحراء من قبل جرذان الصحراء. قامت القوات البرية والجوية للحلفاء بالتعاون مع الحصار البحري للموانئ الرئيسية بطرد قوات المحور من شمال إفريقيا بحلول مايو 1943.

أسئلة وأجوبة

من فاز بمعركة عين الغزالة ؟

معركة غزالا في مايو-يونيو 1942 فاز بها الجنرال إروين روميل.

ما هي الدول المشاركة في معركة عين غزالة؟

كانت الدول الرئيسية المشاركة في معركة غزالا عام 1942 هي قوى المحور لألمانيا وإيطاليا ضد الجيش البريطاني، والتي تضمنت العديد من قوات الإمبراطورية، مثل أستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا والهند.

كيف فاز روميل بمعركة عين الغزالة ؟

فاز روميل بالمعركة من خلال استغلال ضعف دفاعات خط غزالة، باستخدام الدروع المتحركة السريعة، ورفض الانسحاب من المنطقة عندما بدا في البداية أنه قد هُزم. كان قادة الجيش الثامن البريطاني بطيئين في الرد ولم يجمعوا بشكل كامل بين وحدات المدفعية والمشاة والدروع على الرغم من امتلاكهم ميزة عددية

نبذة عن المترجم

Kraghel Raouf
كراغل عبد الرؤوف، مترجم محترف أعمل على جعل المعلومات متاحة عبر الترجمة من لغات مختلفة. لدي خبرة واسعة في ترجمة مجموعة متنوعة من المحتويات، بما في ذلك الوثائق التجارية والتحليلات السياسية والنصوص التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Mark Cartwright
مارك كاتب وباحث ومؤرخ ومحرر. تشمل اهتماماته الخاصة الفنون والعمارة واكتشاف أفكار مشتركة بين الحضارات. وهو حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة السياسية ومدير النشر في WHE.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Cartwright, M. (2024, July 23). معركة عين الغزالة [Battle of Gazala]. (K. Raouf, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-2505/

أسلوب شيكاغو

Cartwright, Mark. "معركة عين الغزالة." تمت ترجمته بواسطة Kraghel Raouf. World History Encyclopedia. آخر تعديل July 23, 2024. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-2505/.

أسلوب إم إل إيه

Cartwright, Mark. "معركة عين الغزالة." تمت ترجمته بواسطة Kraghel Raouf. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 23 Jul 2024. الويب. 18 Nov 2024.