هانيوا هي حلقات من الطين غير المطلية وتعرف أيضا بالتيراكوتا ويتم تشكيلها في اشكال اسطوانية او على هيئة شخصيات من البشر وحيوانات ومنازل؛ وتم وضعها في المقابر اليابانية خلال فترتي كوفون وأسوكا (٢٥٠-٧١٠ ميلادي). الهدف الرئيسي من هذه القرابين غير معروف على الرغم من أنه يبدو من المحتمل أنها كانت أمثلة على الاستهلاك التفاخري للنخبة المجتمعية او أنها ادت بعض وظائف الحماية. تم تفصيل العديد من هانيوا بشكل خاص في الاداء وبالتالي توفر معلومات قيمة لثقافة تلك الفترة. تقف هذه الأشكال الغامضة التي يزيد ارتفاعها عن متر وهي مثال بارز على المنحوتات اليابانية المبكرة.
الهدف
تم دفن هذه الطقوس العقائدية مع دفن المتوفى في مقابر الكوفون (وهي الجثوة التي تعرف بأنها كومة تراب أو حجر توضع فوق قبر ما وهي موجودة في معظم أرجاء العالم) تم ذلك طوال فترة ياماتو في اليابان القديمة من القرن الثالث الميلادي إلى أوائل القرن الثامن الميلادي. تنقسم هذه الفترة غالبًا إلى فترة كوفون (٢٥٠-٥٣٨ ميلادي) وفترة أسوكا (٥٣٨-٧٠١ ميلادي). كانت أوائل الأضرحة أكثر تواضعًا، ولكن بحلول القرن الخامس الميلادي، تطورت إلى أكوام ترابية ضخمة. انتشرت هذه الممارسة في جميع أنحاء اليابان بحيث تضم الجزر حوالي ٢٠٠٠٠ كومه دفن معروفة اليوم. يتبعون تصميمًا مشابهًا بمقبرة داخلية على شكل ثقب المفتاح مغطاة بأكوام ترابية ومحاطة بخندق مائي. أكبرها هو قبر الإمبراطور نينتوكو الذي يبلغ طوله ٨٢٣ مترًا. تتركز أقدم أمثلة هانيوا المكتشفة في منطقة نارا. على غير العادة بالنسبة للقرابين النذرية، لم يتم وضع هانيوا داخل القبر نفسه، ولكن بالقرب منه أو فوقه في دائرة أو صفوف.
إن المغزى الدقيق لهذه القرابين غير واضح، ولكن في جميع الاحتمالات، قاموا باستبدال الأشياء الحقيقية وأظهروا ثروة ومكانة الشخص المدفون في المدافن الكبيرة التي كانت هي نفسها مخصصة لنخبة المجتمع، وكان هذا هو العمل المطلوب لبنائها. يشير كتاب نيهون شوكي ('تاريخ اليابان' والمعروف أيضًا باسم نيهونجي) المكتوب في ٧٢٠ ميلادي إلى أن هانيوا كانوا بديلين للقائمين على زعيم القبيلة حيث كان من السمات الشائعة للمجتمعات القديمة دفن عبيد الحاكم مع سيدهم. ومع ذلك، فإن هذا لا يفسر تلك الهانيوا التي هي مجرد حلقات أو أسطوانات، والتي تشكل الأغلبية. على الرغم من أنه قد يكون من المفترض في الأصل أن تكون الأسطوانات رمزا للشخصيات الأكثر اهمية.
تبنت نظرية أخرى هذا الرأي الذي يرى أن هانيوا كانت بمثابة أرواح حارسة للموتى وتضمن عدم تعرض القبر للمضايقة. حتى أنه من المؤكد أن كومات التراب الكورية المعروفة بأسم الجثوة في مملكة شلا المعاصرة والتي ربما كان لها تأثير على الثقافة اليابانية حيث استخدمت منحوتات حجرية لرموز حيوانية لذلك الغرض فقط. أخيرًا، كما كانوا يعتقدون أنه ربما قد يكون هانيوا حمى ليس فقط الموتى، بل الأحياء من روح الزعيم المتوفى وعبادة الأسلاف وتقديس الأرواح أو كامي والتي تعني الرب في اليابانية كونها معتقدات منذ امد طويل في اليابان القديمة.
الأشكال والنماذج
يعني اسم هانيوا «حلقة الطين» ولكن أجسام الطين الأحمر الخشن اليوم بالنظر إلى أن الملصق يمثل مجموعة واسعة من التماثيل للأشخاص والحيوانات، وإلى جانب أنواع الحلقات الأبسط وأشكال الأسطوانات الشائعة، هناك أيضًا تمثيلات للمنازل وقوارب الصيد والسفن التجارية. من بين الهانيوا الأكثر تعقيدًا شخصيات بشرية تمثل إناث الشامان بأغطية رأس متقنة أو تحمل مرآة، ومحاربون يرتدون خوذات يرتدون الدروع، ومحاربون فرسان بأقواس وسهام، ونساء يحملن أطفالًا على ظهورهن أو أوعية مائية على رؤوسهن، ومزارعون يحملون معاول، وموسيقيون يعزفون على الطبل أو زيثير وهي (آلة موسيقية تشبه آلة القانون)، وصقارون مع صقورهم نوع آخر شائع هو الخيول الخالية من الركاب ذات السروج والجسور المعقدة. وتشمل الحيوانات الأخرى الطيور والكلاب والغزلان والقرود والأرانب والأغنام. يبلغ ارتفاع معظم مجسمات الهانيوا أقل بقليل من متر واحد، لكن ارتفاع بعضها يزيد عن متر ونصف متر.
This content was made possible with generous support from the Great Britain Sasakawa Foundation.